جغرافية اللغة وأسلوبية المكان في 'السقوط في فواصل اللهب'
عرفت الأوساط الأدبية في مصر عامة وسيناء خاصة الشاعر الراحل عن دنيانا منذ بضعة أيام الشاعر عبدالقادر عيد عياد الفصحى وإصداراته الأدبية على مدى أكثر من عقدين شاهدة على ذلك، فلقد صدر له من قبل:
- الفارس والمدينة (ديوان شعــــر)
- العودة (أشعار بالعاميـــة)
- ابتعدي عن روضتي (ديوان شعــــر)
- منى القلب (ديوان شعــــر)
- أحلام (أشعار بالعاميـــة)
- قيس القرن العشرين (ديوان شعـــــر)
- وتغيرت يا قدس فيك معالمي (ديوان شعـــــر)
- أوجاع شمالية (أشعــار بالعاميــة)
وأخيرا كتابه الشعري "السقوط في فواصل اللهب".
ويبدو أن خارطة الفنون الإنسانية لا تعرف حدودا جغرافية ولا إقليمية تتسمر عندها، بل هي فوق كل القوانين واللوائح، ولذلك لم يكن غريبا أن نجد الفنان يبدع بالريشة والألوان تارة، وبالقلم والورق تارة أخرى يداعب أوتار عوده يوما، وينقش بأزميله في صفحة الحجر الحنون يوما آخر، وهذا تماما ما تنطبق عليه حال الشاعر السيناوي عبدالقادر عيد عياد في كتابه الأخير "السقوط في فواصل اللهب" الصادر عن فرع ثقافة شمال سيناء 2000 التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة .
جماليات النص الشعرى:
ذات يوم هتف أحد المستشرقين قائلاً: ليس غريبا أن يكون كل العرب شعراء فالغريب ألا يكونوا "فالعربي الذي لا يكتب الشعر ولا يبدعه يتذوقه ويطرب له، ويهيم بصوره وأخيلته وموسيقاه التي تقتلع الروح من جذورها، ويبدو أن خطيئة الشعر وعدواه الجميلة أصابت شاعرنا عبدالقادر عيد عياد كما تصيب الجميع، لكن الفرق أنه كان أكثر جرأة من غيره في جمالية النص الشعري والبوح والاعتراف".
رأى الكاتب أن يهدى عمله في مطلع الديوان إلى نجمة حياته المتفردة عنده والغالية والتي يشتاق إليها دوما بعد ما افتقدها إلى روح أمه الطاهرة.
وكنت أتمنى عليه لو أنه اكتفى بالسطرين، الأول والثاني في الإهداء، لكان ذلك أغنى وأكثف لم يكتف عبدالقادر بإهدائه في صدر الديوان بل قدم عدة إهداءات داخل الديوان.
يشتمل الديوان على خمسة عشر قصيدة وهي:
1 ـ رنين الصمت
2 ـ عبور
3 ـ امتداد
4 - السقوط في فواصل اللهب
5 ـ انت
6 ـ أنا والليل وال
7 ـ مقبرة الشعر
8 ـ إلاك فلا
9 ـ شادي
10 ـ سماؤك حقاً
11 ـ أحلق عبر أشجانك
12 ـ ألف على ميم وعشق ضائع
13 ـ إلام؟
14 ـ الرحيل عبر الأحرف
15 ـ سينا ء الجنوب
وكأن الكاتب أراد من خلال ذلك إيجاد حالة من التبويب والتصنيف لعملة الشعري، لكننا نرى أن هذه العناوين جاءت مقحمة على السياق الشعري المتناغم والمتجانس أصلاً، ضمن نسق شعري واحد تنظمه حساسية مفرطة وشاعرية جميلة، وكثير من أشكال الرفض والمعاناة والعشق وهم الوطن والاغتراب.
تقوم تجربة هذا الديوان على تقديمه تجربة رنين الصمت بوصفه تجربه جمالية، ينصت فيها الشاعر إلى صوت الذكريات المكانية والآخر في داخله، فالصمت هنا ليس تجربة سلبية، وإنما قراءة لتجربة الذات وعلاقاتها بالآخر وعلاقتها بنفسها، وإنصات للوجود بكل ما يشمله من مفردات، والصمت هنا ليس حالة ساكنة وإنما لها رنين ودينامية وصيرورة يتبدل فيها حضور الآخر في الكيان الداخلي، ونستشعر هذا بوضوح في التوتر الداخلي في القصيدة الواحدة والأصوات المتداخلة التي تدخل في حوار يعكس حوار الذوات داخل الشاعر، وهذا ما يعطي لهذا الديوان أهمية خاصة لاختياره لغة الإشارة والتلويح بدلاً من المباشرة والتصريح، ولهذا يختار الشاعر لقصيدته عنوانا "رنين الصمت" وكلمة رنين لفظ رجعى يدل على مجموعة ردود الأفعال للصمت ذاته، والتي يذكرها الشاعر في قصيدته من مواقف وحالات يشتد فيها التوتر الوجداني بين الذكرى والرجاء، وقد أضاف للرنين كلمة الصمت، ليحوله من رنين صوتي إلى رنين باطني دخلي، تستضيء به الذات في قراءة ذكرياته ومفردات قصيدته تقوم على تقويم تجربة جغرافية المكان بملامحها الخاصة، لكن الشيء اللافت أنه رغم تركيبة التجربة التي يقدمها الديوان إلا أن الشاعر استطاع أن يتواصل مع القارئ في يسر وسهولة، دون افتعال أو غموض مستغلق يعوق التواصل مع نصه الشعري، وقد رتب الشاعر قصائده بوعي وقصديه، بحيث تبدأ من المشخص وتتدرج في الرؤية التي تتسع وتضيق عباراتها على حد تعبير (النفري)، فتقل كلمات وأبيات القصيدة تبعا للتدرج، وكأنها رحلة معراج خاصة ينتقل بها الشاعر من الخاص إلى الوطن ثم إلى الكون.
**المدلول الخاص للقصائد:
وإذا كان الشاعر عبدالقادر عيد مغامرا مع اللغة، فإن الناقد مغامر مع التفسير لذلك فلا بأس من السقوط في فواصل اللهب ثم محاولة الصعود منه مستعينين بالرحيل عبر الأحرف.
وعنوان الديوان "السقوط في فواصل اللهب" هو أول ما يلفت النظر، ذلك التركيب الإضافي الذي يحدث توترا مستفزا حيث تأتى كلمة (فواصل) المضاف بصيغة الجمع مما يشي بداية بوجود أكثر من دلالة للمضاف إليه (اللهب).
وإذا كانت دلالة (السقوط) ترتبط بالوضوح حيث يغدو اللهب بمثابة الخريطة التفصيلية، فإن دلالة (فواصل) في ذلك التركيب توحي بانبهام الرؤية وفراغها وتشتتها.
ورغم الوضوح أو النقاء الظاهري للون اللهب سواء الأحمر أو الأزرق أو الأصفر فإن هذا لا يخدعنا عن العمق الكامن خلف السطح والذي يتبدى – حتى – في الطبيعة الفيزيقية لذلك "اللون" الذي ينتج عند تحليله ألوان الطيف السبعة ولعل هذا ما دفع أناتول فرانس إلى أن يقول إن لون اللهب هو أبسط الألوان وأعقدها في ذات الوقت.
على أن دلالة اللون في "الأعمال الأدبية" إستطيقية قوامها الحدس وليست بصرية تعتمد على الحس، بحيث يحلق اللون في (الفن) على أجنحة الخيال وتتشكل دلالته وفقا "للسياق" و"الأثر النفسي" و"الوجدان الجمعي" و"الموروث الشعبي" و"التطور الحضاري".
ولعل من الأمور اللافتة أيضا لمن يقرأ ديوان "السقوط في فواصل اللهب" ذلك الحضور الكثيف للقطة "العيون" ومرادفتها وكذلك "اللهب" وبعض مشتقاتها بحيث لا يقتصر على العنوان فحسب، وإنما يتسع ليشمل ست قصائد، فضلاً عن حضورها في ثنايا أبيات كثيرة من القصائد مما يجعلها تشكل عنصرا بنيويا مهيمنا لا يمكن إغفاله عند قراءة الديوان ولا يعنى هذا بالطبع أن دلالة لقطة عين أو اللهب أو النار قد اقتصرت على المعنى المعجمي الضيق (المقابل للألوان) بل إن الشاعر عبدالقادر عيد قد استطاع بموهبته الإبداعية أن يحولها إلى "رمز" غنى الدلالات متعدد الإيحاءات وفي هذا ما يتفق مع طبيعة الإبداع التي تكمن في خلق حركة في سكون "الكلمات" وثورة على الجامد والمحدد من "الأحرف "
** الإيقاعات المتداخلة في النص:
يقول عبدالقادر عيد في قصيدة "عبور" – ثاني قصائد الديوان
ولد
تغازله العيون فينبرى
الليل فجر
و العاديات
تشق أروقة الخيال
بنانها حلم
و بعض غياهب
حيث ترى لفظ "العيون" يتجلى باعتباره معادلاً لمعاني البكاره والرؤية المطهرة التي تحمل براءة "البداية" وعناصر الإبداع التي تولد مع الإنسان حيث طزاجة ونضارة أبعاده، لكن بذور الأزمة تكمن في البيت الثاني حيث العنصر القاتم "الليل" الذي يعيق الرؤية السليمة ويلقي بظلاله على الوجوه فيزيف حقائق الأشياء مع ملاحظة تكرار صامت "الليل" المعطوف بكلمة "العاديات" والواو ثلاث مرات مما يؤكد إيحاءات التشتت ويدفع إلى الذهن كلمات مثل: الخيال / غياهب / اقتحام / الذنب / تطحنه وكأن الصفاء مستحيل في ذلك الوجود القائم على ثنائية الصراع وتأكيدا لتلك الثنائية تأتى أبيات:
من هز نخلتك السخية مريم ؟
فتساقط البلح الجنى
كان بدء تأرخ
شق القناة العابرون
و سطروا
عام التحدي
و اقتحام السد
والتفتيش عبر الأزمنة، حيث تحتدم المواجهة بين البكارة والصفاء التي تتمثل في "نخلتك السخية مريم؟" وبين الفعل التجريبي المتمثل في "بعض غياهب" للمجهول لكنه بالطبع لا يعني القضاء على العنصر الإبداعي المولود مع "مريم" بل إننا نراه في نهاية القصيدة يخرج إلى الوجود مقترنا بالتحدي والاقتحام والاعتراض
عام التحدي
و اقتحام السد
**حيوية النص الشعرى:
وفي قصيدة "أنتَ" يبين لنا الشاعر أنه لا يقدم نصا بسيطا وإنما نصا مركبا، يجعل من كتابة الديوان قراءة لأحوال الذات وحواراتها الداخلية والخارجية، وقراءة توترها الخاص، فهو يهدي القصيدة إلى كينونة التلاقي وصوفية الوجد المتفرد وسر وجوده "أبيه" كأن إهداء قصيدة "أنت" لأبيه هو حوار بين الأمل والرجاء، وهذا الحوار يبين حيوية النص الشعري لديه في أنه لا يقدم حالات للذات، وإنما توترها الخاص، وقلقها المشوب بالخوف والهزيمة.
تقوم تجربة هذا الديوان على تقديمه تجربة رنين الصمت بوصفه تجربه جمالية، ينصت فيها الشاعر إلى صوت الذكريات
وفي هذه القصيدة "أنت" يقدم لنا الشاعر عالم البراءة الأولى والذكريات الجيشاة والمفعمة بالحب لأبيه والمأساوية في نهايته حيث يتحقق في لقائه مع الآخر، ولكنه يشعر أن هناك مشاكسة هادئة وناعمة تدخله ملكوت الغياب والتكتم وتفتح أبواب الصمت رويدا رويدا وتقدم قبس الوهج الأولى كأنها ولادة تنقلنا إلى القصيدة التالية "أنا والليل وال" ولكنه ليل من نوع آخر حيث نلتقي مع انتفاضات الوهج وهمس الخلاخيل ونزيف القبل.
وننتقل من التوحد مع الآخر إلى الاختلاف، ويصف عذابات الذات الأولى للخروج من الأسر الخاص إلى الالتقاء بالعالم والمحيط الكوني المليء بكل صنوف العذاب والألم، وذلك من خلال تمثل تجربة جذر يتفتح خالقا صخر الحياة ويصر على أن يكون له لونه الخاص رغم العالم المليء بالزهر المتنافر الألوان.
**اقتناص العلاقة الضدية بين الأشياء:
بحر
يبعثر ماءه
و النخل يركض فى سكون نازحاً يأبى الرحيل
و عارضات الزهو ، دوت صرخة
شقت سماء الشوق
نصف ساطع
من قصيدة "السقوط في فواصل اللهب" ص 25.
يعتمد الشاعر لعبة جمالية أثيرة لدى شعراء السبعينات وقد أتقنوها بشدة وهي القدرة على اقتناص العلاقة الضدية بين الأشياء، بما يتملكه هذا التضاد من شحنة فاسدة ترى إلى تكامل عناصر الوجود حتى لو كانت هذه العناصر في أوضاع تكاد تكون متنافرة.
إن عنوان الديوان نفسه "السقوط في فواصل اللهب" قد يصل بنا إلى هذه النتيجة، عندما يجمع الشاعر داخل هذا المعنى معطيين: سماوي وأرضي وهناك "عبر انحناءاتك المرمرية" ص 38 و"عرت صدرها للريح" ص 44 و"تتوارى خلف ستار العشق" ص 51 و"يستبيح الهروب إلى داخلك" ص 59 و"شربناك زاداً" ص 68
ولديه قصيدة عنوانها "أحلق عبر أشجانك" ص 71 وهكذا والمتأمل لهذه التراكيب سيصل إلى التعارض والتناغم معا بين أطراف أهمها الوعي و اللاوعي وهما بطبيعتهما غير محددين وسوف نخرج بالتأكيد بتهويمات جمالية أسطورية تصل بنا في كافة الأحوال إلى رؤية فلسفية تطرح العلاقات المتوسطة بين أشياء العالم ، ولسنا أمام ظلام كامل ولا نور كامل بل هو لون رمادي مغبش يثيرنا شعرياً وفلسفياً.
وتظل الحالة المتوسطة الملتبسة تناور بين غلافي الديوان، فنلاحظ مثلا لحظة الانتظار ما قبل السقوط.
"من هز نخلتك السخية مريم؟! فتساقط البلح الجنى" ص 16 .
حيث الترقب كمعنوي حيوي يقابل السقوط الفجائي من ناحية أخرى، وكذلك هذا التلاحق بين العاشقين بلا رغبات (ص 18) "والتفاف قوام هندك "
وفي المناخ نفسه "تهيل هدهدة ارتعاشك" ص 19
كما أن ضعف الكثافة أيضا معنى يتكرر في بعض القصائد فيقول:
" فلى متعة فى اصطياد اليمام" ص 42.
ويستمر المعنى تغلغلاً في النصوص، فنقرأ:
"يلفك رحم الرغبة والإيحاء" ص 51
ونتعرف على نقطة متوسطة بين الحياة والموت:
"بين أصابع طفل خطف الموت عن الباقين" ص 8 من قصيدة "رنين الصمت"
وعنده "كتبت على قبر الحروف.. الساكنات الرمل" ص 44 من قصيدة "مقبرة الشعر".
وفي الديوان قصيدة عنوانها يطرح المعنى المتوسط بين الزمان والمكان اسمها "ألف على ميم وعشق ضائع" ص 77 وقصيدة أخرى عنوانها يندرج في المعنى مباشرة اسمها "الرحيل عبر الأحرف" ص 91
وهناك معنى آخر له علاقة وطيدة بالقضية التي نتبعها ولكنه معنى متميز شديد البراعة، هذا المعنى هو الرؤية البصرية التي تتم عن طريق وسيط بين الرائي والمرئي، أي أنها رؤية بصرية غير مباشر، ويتوزع هذا المعنى على الديوان كله كما لو كان يمثل أحد المعاني الرئيسية للتجربة :
** تأخذني النظرة خلف السور إشارتك – من يلهون – الوحدة ص 9.
** قد دونت لخواطر رمقت مواجع عصر تمزيق الأراضي ص 29.
** أرنو مواجهة الصعاب أعانق الريح المليئة بالسراب ص 34.
** يمر بى الهزج واللاحياء ص 38
** تتوارى خلف ستار العشق تدس كلاما ص 51.
وقد تتابعت من لمح الظل في دمع أم يصارعها الشوق في البحث عنك ص 65
وهكذا صار المعنى المتوسط بكل ما يمكن أن يوحي به من دلالات فيها رفض لسيادة طرف من الطرفين، وفيها جدل من نوع خاص، وفيها نظرة كلية شاملة وهكذا صار يغلب ليس المعاني الجزئية الواردة على القصائد فحسب، بل أنه قد يطفى على المضمون الكلى لبعض القصائد مثل قصيدة "الرحيل عبر الأحرف" على سبيل المثال وهي القصيدة التي توحي بكل هذا القدر من الالتباس هل الاختلال هو الاختلال حقيقة أم أنه مجرد مشهد يدور أمامنا في عرض سينمائي أو مسرحي؟
** وأخيرا
إن هذه العناصر وتلك الأدوات قد انصهرت كلها في بوتقة الذات المبدعة والتحمت بالنسيج الحي للشاعر المبدع عبدالقادر عيد عياد بحيث أضحى ديوان "السقوط في فواصل اللهب" أشبه بأوركسترا كبيرة تعزف فيها الآلات المختلفة لكننا مع هذا لا نفقد ذلك التناغم الهارموني رغم اختلاف النوعية لتلك الآلات.
ومن ثم فإن الشاعر عبدالقادر عيد عياد بقصائده ليس انعكاسا لحالات وجدانية بسيطة وإنما هي صدى لحالات شعورية ونفسية وذهنية معقدة تغدو معها القصيدة معادلاً لحساسية الشاعر والمكان والبيئة التي يعيشها على أرض سيناء الشمالية فتبدو لنا الرؤية منجلية تماما لشاعر يمتلك أدواته الفنية بشكل جيد وأداء متميز.
المصادر
1- بيتر بروكو: الحداثة وما بعد الحداثة - ترجمة عبدالوهاب علوى – المجمع الثقافي – أبوظبي 1995
2- جاك ديدرا: الكتابة والاختلاف – ترجمة كاظم جهاد – دار توبقال – الدار البيضاء 1988
3- خيرة خمر العين: جدل الحداثة في نقد الشعر العربي – منشورات اتحاد الكتاب العربي – دمشق 1996
4- كمال أبو ديب: الواحد المتعدد – دراسة في الأصول التصويرية للشعر الحديث – مجلة كلمات – المنامة 1985.
5- ستيفن كونور: ثقافة ما بعد الحداثة – ط ع – مطبوعات بلا كويل – اكسفورد – بريطانيا 1993
6- د 0 زكريا إبراهيم (كانت أو الفلسفة النقدية) – الطبعة الثانية – مكتبة مصر – القاهرة – إبريل 1972.