خروج بنكيران عن اللباقة يثير غضبا في الوسط السياسي

محللون يعتبرون أن الخطاب بين السياسيين لا يتوافق مع دعوات العاهل المغربي الملك محمد السادس لتخليق الحياة العامة وتجاوز السباب السياسي.
دعوات لمقاضاة بنكيران عقب تهجّمه على وزير العدل

الرباط - أثارت تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي عبدالاله بنكيران التي وصف فيها وزير العدل عبداللطيف وهبي بـ"وزير الفساد" غضبا واستنكارا في الوسط السياسي والحزبي.

واعتبر البعض أن بنكيران يستخدم الدين غطاء لمهاجمة خصومه ويحاول إظهار نفسه وصيا على الدين والأخلاق في خطاب شعبوي تجاوز فيه حدود اللباقة بينما يفترض أنه كان يوما ما رجل دولة حين قاد حكومة الإسلاميين الأولى بعد 2011  وأنه يفترض أن يكون خطابه متزنا.

وقالت أوساط سياسية إن ما بدر منه لا يليق بسياسي كان يوما ما رئيسا للائتلاف الحكومي وأن تهجمه على وزير العدل فيه انتهاك واضح للأخلاق والقانون بما يستوجب تتبعه قضائيا.

وكان بنكيران قد هاجم وهبي في كلمته خلال التجمع العام الافتتاحي للحملة الانتخابية لحزبه المنعقد الأحد بالرباط، بسبب "دفاعه عن العلاقات الرضائية" قائلا إنه "يجب أن نسميها بمسماها الحقيقي الذي هو الزنا"، مضيفا أن "هذا ليس وزير عدل بل وزير فساد وليس من المعقول أن يبقى في حكومة أمير المؤمنين".

وكثيرا ما انتقد أمين عام "البيجيدي" حكومة عزيز أخنوش، معتبرا أنها فشلت في الوفاء بوعودها، رغم أن التقارير تشير إلى أن الوزراء الحاليين نجحوا في تسوية العديد من الملفات وإيجاد حلول للمشاكل التي خلفتها حكومتا الإسلاميين.

وردا على تصريحات بنكيران قال عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار محمد أوجار لموقع 'مدار 21' الاخباري المغربي "يمكن أن نتفق أو نختلف مع عبداللطيف وهبي، وأن نحيي ما يقوم به في كثير من المجالات وأن نناقشه في بعض المواقف، ولكن لا يليق بتاتا أن يسقط المعجم السياسي، خاصة من لدن رجل ترأس الحكومة وتولى الأمانة العامة لحزب نحترمه".

وأكّد أنه "لا يمكن أن نقبل في إطار التدافع والتنافس السياسي أن يتجرأ وينحط رئيس حكومة سابق إلى أن يصف الرئيس الحالي للحكومة بألفاظ سوقية"، متابعا "اللحظة الانتخابية هي لحظة صدق وتنافس وتدافع ولكن بقواعد أخلاقية وليس بالبهتان وترويج الأكاذيب"، حسب المصدر ذاته.

ودعا متابعون للمشهد السياسي الى أن تتبع المعتدي قضائيا صار ضروريا، معتبرين أن الخطاب بين عدد من السياسيين لا يتوافق مع دعوات العاهل المغربي الملك محمد السادس بضرورة تخليق الحياة العامة وتجاوز التنابز والسباب السياسي.

ويرى المحلل السياسي المغربي محمد شقير أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قد "تجاوز كل الحدود في تهجمه على الوزير"، داعيا الأخير إلى مقاضاته لوضع حد لمثل هذا الخطاب داخل المشهد السياسي"، وفق ما نقل مدار 21.

وأضاف أن كلمات بنكيران ليست جديدة بالنسبة لقاموسه السياسي وطالما استخدمها في المعارضة وفي رئاسة الحكومة، مؤكّدا أنها "جزء من شخصيته ومرتبطة بطبيعة اللحظة السياسية والظرفية المتميزة بالتنافس على مقعد برلماني في دائرة المحيط بالرباط وهو يريد كسب هذا الرهان الانتخابي"، مشددا على ضرورة "أن يتم وضع حد لهذه المسألة وأن يتم التدافع السياسي بأشكال راقية تتجاوز السباب الشخصي والكلمات القدحية، وتقدم صورة لائقة عن السياسي حتى في تدافعه واختلافاته السياسية"، مضيفا أنه "لابد للمشهد أن يعرف إبعادا لكل شعبوية"، وفق المصدر ذاته.

ومن المنتظر أن يشهد المغرب تعديلا حكوميا بعد انتخاب ثلث أعضاء مجلس المستشارين في البرلمان الذي أشرف على انتصاف ولايته التشريعية الممتدة لستة سنوات.

وأشارت صحيفة "الصباح" المغربية إلى أن مشاورات التعديل الحكومي بلغت مراحلها الأخيرة، لافتة إلى أن "أحزاب التحالف الحكومي حسمت قائمة الحقائب الوزراية التي سيشملها التغيير".