افتتاح مهرجان سينما الجبل يسلط الضوء على التقاليد المغربية
أزيلال (المغرب) - انطلقت النسخة الثانية للمهرجان الدولي لسينما الجبل، الثلاثاء، بأوزود التابعة لإقليم أزيلال، وذلك بمشاركة ثلة من السينمائيين مغاربة وأجانب.
وجرى حفل افتتاح النسخة الثانية المقامة بمبادرة من مؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجهة بني ملال ـ خنيفرة، والمركز السينمائي المغربي، بحضور شخصيات من عالم الثقافة والفن.
وشمل حفل افتتاح التظاهرة عروضا موسيقية فلكلورية سلطت الضوء على التقاليد الثقافية للمنطقة.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الكاتب العام لقطاع الثقافة، أن تنظيم هذا المهرجان بأوزود يدل على الاهتمام الذي توليه المملكة لتنمية المناطق الجبلية، والتزامها بوضع أسس الثقافة السينمائية في هذه المناطق.
وذكر بمشروع فتح 150 قاعة سينما على المستوى الوطني باعتباره مشروعا يهدف إلى دمقرطة الولوج إلى السينما على المستوى الوطني، مشددا على أن السينما والثقافة تشكلان أساس أي تنمية.
وأشاد بالجهود التي تبذلها مؤسسة المهرجان من أجل النهوض بالشأن الثقافي من خلال إطلاق العديد من المبادرات الرامية إلى مد إشعاع المنطقة وإبراز مؤهلاتها، كما يشهد على ذلك هذا المهرجان الذي يهدف إلى النهوض بسينما تكون في خدمة التنمية.
وقالت رئيسة المهرجان بهيجة سيمو إن مؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة تتشرف بتنظيم الدورة الثانية من مهرجان السينما الجبل بأوزود، مؤكدة السعي الحثيث للمؤسسة في إدماج إقليم أزيلال وجهة بني ملال ـ خنيفرة ككل ضمن دينامية ثقافية واقتصادية تعتمد السينما كرافعة للتنمية.
واعتبرت سيمو التي ترأس هذه المؤسسة أن الأمر يتعلق بإبراز مؤهلات المنطقة والترويج لها كوجهة مثالية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني.
ويعد المهرجان الذي تتواصل فعالياته إلى غاية السابع من سبتمبر/أيلول الجاري فرصة لتقريب السينما من أهالي المنطقة التي تزخر بتراث غني لا يعكسه العرض الفني المحدود بها.
وتندرج النسخة الثانية من المهرجان الذي يطمح إلى النهوض بالفن السابع باعتباره رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، في إطار التوجهيات الملكية الرامية إلى تثمين وحماية التراث الثقافي للمغرب، وتحسيس المواطنين بالرهانات البيئية، وضرورة صون التراث الطبيعي، والنهوض بمبادرات التنمية المستدامة في العالم القروي.
وعلى مدى خمسة أيام، يقدم المهرجان برمجة غنية، تتضمن مسابقة للأفلام، وعروضا سينمائية في الهواء الطلق بالساحة العمومية لأوزود، وكذلك ندوات ولقاءات من تنشيط مهنيي القطاع ومخرجين مرموقين.
وستشهد المسابقة الرسمية عرض أفلام طويلة وقصيرة وأخرى وثائقية، بحضور ثلة من الوجوه السينمائية من أفريقيا وأوروبا وآسيا.
وحسب مؤسسة المهرجان، فإن الأفلام المختارة ذات طابع كوني، تركز بشكل خاص على التيمات المرتبطة بالجبل وفضاءه، وتستكشف، بحساسية عميقة، الروابط بين الإنسان والطبيعة، مع دعوتها الجمهور إلى التفكير في دورها في الحفاظ على بيئتها الطبيعية. وبرمجت الدورة باقة من الأفلام المغربية بحضور مخرجين وممثلين يؤثثون البرنامج الغني للمهرجان.
أما الندوات، فتبحث السبل الكفيلة بجعل السينما رافعة لتنمية المناطق الجبلية، من خلال جذب المنتجين والمخرجين الذين اختاروا التصوير بمنطقة أزيلال وإبراز مؤهلاتها الطبيعية وتراثها الثقافي.
وتم خلال هذه الدورة التي تبوئ السينما الجبلية صدارة المشهد باعتبارها محفزا للتنمية، تكريم المخرج محمد عبدالرحمن التازي والممثلة نعيمة المشرقي والسيناريست والفاعل في مجال السينما الأمازيغية، أحمد نتاما، اعترافا بعطاءاتهم ومسارهم الفني المميز في الفن السابع المغربي.
ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة المنتج الفرنسي فريدي دنيس، فيما عهدت رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية للمخرجة المغربية نرجس النجار.
ولم يأت التفكير في إنشاء مهرجان سينمائي لتركيز على الجبل كفضاء جغرافي فحسب، ولكن أيضا كحاضنة لتراث مادي ولامادي يستلزم التعريف والاستثمار، وفق ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء نقلا عن رئيسة المهرجان.
واعتبرت أن السينما ليست وسيلة للترفيه أو للفرجة فحسب، بل هي أيضا أداة اقتصادية قوية يمكن اغتنامها لتعزيز التنمية المستدامة في المناطق القروية من خلال جذب الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية إلى هذه المناطق، بما يسهم في تحسين البنية التحتية وتوفير فرص شغل جديدة وتأهيل الشباب ليكون جزءا من هذه الصناعة المتنامية.
ودعت إلى ضرورة التفكير في حلول مبتكرة للحفاظ على الموارد المائية الثمينة، والبحث عن بدائل لتعزيز سبل العيش في هذه المنطقة الجبلية، وكذا للتكيف مع إشكالية الإجهاد المائي التي أضحت تفرض نفسها.