حبيب العايب يشارك في مقاومة التغير المناخي بـ'شهيلي'

المخرج التونسي يتناول في فيلمه الوثائقي الطويل العديد من القضايا المتشعبة ذات العلاقة بالتغيرات المناخية من خلال سلسلة من اللقاءات والقصص الواقعية.

تونس - يستعد السينمائي التونسي حبيب العايب لتقديم العرض الأول لفيلمه الوثائقي الطويل "شهيلي" الذي يتناول العديد من القضايا المتشعبة ذات العلاقة بالتغيرات المناخية، وذلك في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الجاري بقاعة الريو بالعاصمة التونسية.

ويحاول العايب من خلال فيلم "شهيلي" الذي تم تصويره في فرنسا وإيطاليا وتونس والمغرب، معالجة الأبعاد المختلفة للتغير المناخي من موقف سياسي ملتزم بالعدالة المناخية وحماية الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر وحماية الحياة ومقاومة جميع أشكال الهيمنة والسياسات الاستعمارية والاستعمارية الجديدة.

وأفاد مخرج العمل في تدوينة كتبها على صفحته بفيسبوك إن "شهيلي" يمثل "مساهمة متواضعة في المقاومة الجماعية لتغير المناخ وعواقبه البيئية والاجتماعية والسياسية".

ولفت في التدوينة إلى أنه مما لا جدال فيه أن التغيرات المناخية المتسارعة بدأت وتطورت في شمال الكرة الأرضية مع الاستخدام المكثف والهائل للوقود الأحفوري منذ الثورة الصناعية. تستمر القوى الاقتصادية الرأسمالية والاستعمارية الجديدة في إنتاج معظم غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعد السبب المباشر للاحتباس الحراري.

والفيلم عبارة عن سلسلة من اللقاءات والقصص، أحيانًا ثقيلة، وأحيانًا حزينة، وأحيانًا سعيدة، وأحيانًا كل ذلك في وقت واحد.

وكشف حبيب العايب في منشور على صفحته بفيسبوك إن اقتباسات الفيلم مأخوذة من مقابلة مصورة طويلة مع مزارع من محافظة الكاف (الشمال الغربي بتونس) يدعى "محمد".

ومحمد ورث عن والده المنتحر مزرعة مساحتها 150 هكتارا ومعها ديونه الكثيرة و"التغير المناخي المستمر"، ليتحول بذلك إلى رجل يائس وضائع، بدل مزارع ثري.

ويقول محمد "عندي 1400 شجرة زيتون ولا زيتونة واحدة هذا العام"... لا يوجد محصول حبوب لا في منزلي ولا في منازل الآخرين... ومع ذلك، فإن الكاف منطقة حبوب... لكن بدون أمطار، مضيفا "في الكاف لا يوجد حصاد مضمون ولا يوجد مزارع في مأمن من الإفلاس أو حتى الانتحار".

وحبيب العايب أستاذ جامعي وباحث في جامعة باريس 8 في سان دوني بفرنسا، مختص في الجغرافيا الاجتماعية. وقد اشتغل كثيرا على الموارد الطبيعية الزراعية والريفية والفقر والتهميش والتغيرات المناخية والسيادة الغذائية وغيرها. وهو أيضا مؤسس ورئيس المرصد التونسي للسيادة الغذائية والبيئة (OSAE). وترأس سابقا أيام السينما المتوسطية بالشنني- قابس وأخرج العديد من الأفلام منها "ڤابس لاباس" و"فلاحين" (2014) و"كسكسي حبوب الكرامة" (2017) وفيلم "أم العيون" (2021).