'العبد' يجيب عن تساؤلات حول الحرية والعبودية في العصر الحديث

الفيلم المغربي يرصد الضوابط والقواعد المقيدة لحرية الإنسان المُعاصر أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي.

الرباط – يناقش الفيلم السينمائي المغربي "العبد" مفهومي الحرية والعبودية من خلال قصة شاب يعرض نفسه للبيع في أحد الساحات لرغبته في أن يصبح عبداً بدلاً من أن يوصف بالإنسان الحر، خاصةً أنه لا يشعر بأنه حر في الواقع.

ويجيب الفيلم من خلال قصة البطل عن العديد من التساؤلات على علاقة بإكراهات الأعراف والتقاليد التي تقيد حرية الإنسان، حيث يقصد الشاب إبراهيم بلدة نائية للعمل في معمل كبير يملكه البرجوازي "سي بن عمر" الذي يدخل معه في مجموعة من المواجهات لينتهي به المطاف إلى عرض نفسه للبيع بإحدى الساحات العمومية، بعد أن وجد نفسه أمام عدة أسئلة مثل "هل الحرية تكمن في حب الله أم في حب الإنسان أم في حب الوطن أم فيها جميعا".

وشارك في بطولة العمل مجموعة من الفنانين المغاربة أبرزهم إسماعيل أبوالقناطر ونعيمة إلياس وعمر لطفي وسحر الصديقي وماجدة زبيطة وحميد زيان وسعد موفق وهاجر شرقي.

وحسب تصريح للمخرج عبدالإله الجوهري لموقع هسبريس المحلي فإن الفيلم "صنع بنظرة فنية واضحة اشتغلت من خلالها على موضوع غير مسبوق في السينما المغربية والدولية وهو العبودية والحرية في طرح فكري مغاير يدعو المشاهد إلى التفكير"، مضيفا أنه "عمل ينتصر للواقع المغربي والتراث الوطني صور بتقنيات عالية الجودة فكانت الصورة والصوت متكاملين وفي المستوى".

وأبرز الجوهري أن الفيلم صور بالمنطقة الشرقية بين مدينتي فكيك ووجدة، قائلا إن "الفضاءات أبرزت الطابع المغربي بشكل ملموس"، معتبرا "أن الفضاء يلعب دورا أساسيا لديه في الفيلم وأهم ما يركز عليه عندما يكون في مرحلة كتابة السيناريو".

ويواصل "العبد" حصد التتويجات، حيث حاز الأربعاء على جائزة جديدة تنضاف الى جوائز حصدها في مهرجانات وطنية ومحلية ودولية أخرى "حوار الثقافات بين الدول الإسلامية" في ختام فعاليات مهرجان كازان السينمائي الدولي الذي أقيم في جمهورية تتارستان بروسيا الاتحادية. وتسلم الجائزة بالنيابة عن الجوهري المخرج جواد بابيلي.

وعبر الجوهري في تصريح للمجلة الالكترونية المغربية "بيت الفن" عن سعادته بهذا التتويج، وهي الجائزة الدولية الـ12 التي ينالها الفيلم، قائلا إنها تأتي "لتكرس مكانة السينما المغربية بآسيا عموما وروسيا على الخصوص لاسيما أن السينما المغربية ليست حاضرة بالشكل الكافي بآسيا على عكس أوروبا وأميركا الشمالية وإفريقيا".

وتنضم الجائزة الجديدة إلى العديد من الجوائز الأخرى التي حصدها الفيلم في مهرجانات وطنية ومحلية ودولية منذ عرضه الدولي الأول في نوفمبر 2022 ومنها جائزتين في الدورة الـ27 للمهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط وجائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفةً مع الفيلم الصيني "العودة إلى التراب" وجائزة الجمهور.

كما نال "العبد" الجائزة الكبرى وأفضل تمثيل لبطل الشريط سعد موفق في الدورة الرابعة لمهرجان "تيرانغا" السينمائي 2024 بالعاصمة السنغالية داكار، كما حظي الممثل بجائزة أفضل دور رجالي في الدورة الرابعة لمهرجان آرليم للسينما المغاربية بهولندا و الدورة 11 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة، فضلا عن جائزة أفضل موسيقى تصويرية من تأليف كمال كمال في الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية عام 2022.

ويعد "العبد" ثالث فيلم في مسيرة عبدالإله الجوهري السينمائية بعد فيلمه "ولولة الروح" و"هلا مدريد… فيسكا بارصا"، الى جانب مجموعة من الافلام التي أشرف على إخراجها منذ عام 2011 من بينها فيلم "الراقصة" و"رجاء بنت الملاح" و"مغاربة بوليوود" والفيلمان التلفزيونيان "زواج سي الطيب" و"نافذة الجنة".