مخاوف أمنية تدفع إيران لتعليق زيارة المراقد الشيعية في سوريا
طهران – علّقت ايران السبت رحلات زيارة المراقد والأضرحة الشيعية في سوريا لأسباب أمنية، في وقت تشهد فيه المنطقة أعنف تصعيد في الحرب بين جماعة حزب الله وإسرائيل مما ينذر بحرب شاملة.
وقال رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية عباس حسيني في تصريح للتلفزيون الرسمي الإيراني إن "إرسال الزوار إلى سوريا توقف بسبب مشاكل أمنية"، مضيفا "في الوقت الحالي لا يوجد جو مناسب يمكن من خلاله الشعور بالأمن الكامل ويمكّن الزوار من السفر والعودة بيُسر".
وتنظم إيران رحلات جماعية لمواطنيها إلى سوريا لزيارة مراقد وأضرحة ومواقع دينية، حيث يعتقد الشيعة المسلمون أن منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة السورية دمشق تتضمن مرقد السيدة زينب بنت الخليفة علي بن أبي طالب.
ويتزامن تصريح حسيني مع موجة جديدة من التصعيد الإسرائيلي على لبنان وحزب الله، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الخميس دخول الحرب مع الجماعة اللبنانية مرحلة جديدة.
وشهدت كل من لبنان وسوريا يومي الثلاثاء والأربعاء سلسلة من التفجيرات لآلاف أجهزة البيجر واللاسلكي ومعدات أخرى كانت بحوزة عناصر من حزب الله، ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى بالعمق، تلتها الجمعة استهداف للضاحية الجنوبية لبيروت ما خلف 37 قتيلا و68 جريحا، وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.
وقد دفعت المستجدات الأخيرة السلطات اللبنانية إلى حظر حمل هذه الأجهزة من قِبل المسافرين خوفًا من المخاطر التي قد تشكلها على سلامة الرحلات الجوية، شأنها شأن الخطوط الجوية الإيرانية (هما) التي أعلنت بدورها في بيان مساء السبت منع حمل البيجر وأجهزة الاتصالات اللاسلكية على المسافرين على متن رحلاتها بين طهران وبيروت. وأشار البيان إلى أن هذه القيود ستُطبق أيضًا على الأمتعة والشحنات التي تمر عبر مطار "رفيق الحريري"الدولي.
وتسيّر شركات الطيران الإيرانية رحلات يومية متعددة إلى لبنان وسوريا مما جعلها دائما موضع اتهام بنقل عناصر من حزب الله أو شخصيات إيرانية مرتبطة به.
وشنت إسرائيل غارات مكثفة في الأيام الأخيرة على أهداف لجماعة حزب الله في المنطقة، أسفرت عن مقتل 37 شخصا بينهم اثنان من مسؤوليه العسكريين البارزين وعدد من قياديي وحدة النخبة.
وقتل الجمعة عنصر بارز في كتائب الحزب أحد أبرز الفصائل العراقية الموالية لطهران، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر الفصيل قرب مطار دمشق الدولي بعد لقاء جميع قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني بممثلين عن الميليشيات العراقية، وفق ما أكّده مسؤول في الفصيل.
وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عقب شنّ الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل.
ومنذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، شنّت فصائل مسلحة مرتبطة بإيران عشرات الهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا. وتبنّت معظم تلك الهجمات المقاومة الإسلامية في العراق التي تضمّ مقاتلين في فصائل موالية لطهران أبرزها كتائب حزب الله.