المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا يحتفي بالسينما المجرية

التظاهرة الثقافية الدولية تشكل فرصة لصانعات الأفلام من كل أنحاء العالم لمقاربة القضايا المتعلقة بالسينما.

سلا (المغرب) - أطلق المهرجان الدولي لفيلم المرأة في مدينة سلا المغربية دورته السابعة عشرة، الاثنين، وذلك بحضور ثلة من رموز السينما وشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام.

وتحل المجر ضيف شرف المهرجان الذي تنظمه جمعية أبي رقراق، حيث يتضمن برنامج الاحتفاء بها عرض ثلاثة أفلام لمخرجات تناولن من خلال أعمالهن قضايا المرأة وأثرها في المجتمع.

ويمثل المهرجان الذي يمتد إلى غاية الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول الجاري فرصة لصانعات الأفلام من كل أنحاء العالم لمقاربة القضايا المتعلقة بالسينما، وتبادل تجاربهن وخبراتهن، ومناقشة قضايا النساء من خلال الإنتاج السينمائي.

وكان جمهور حفل الافتتاح على موعد مع عرض لبورتريه رائدة السينما المجرية مارتا ميسزاروس، علاوة على مقتطفات من الأفلام المبرمجة في هذه الدورة من المهرجان.

كما كرم المهرجان في حفل الافتتاح الذي أقيم بسينما هوليوود كل من الممثلة المصرية داليا البحيري نظير مسيرتها المتميزة في السينما والتلفزيون، والممثلة المغربية القديرة السعدية لديب على مسارها الفني السينمائي الطويل والغني.

وقدمت داليا خلال مشوار امتد لأكثر من 20 عاما عددا من الأفلام السينمائية من بينها "محامي خلع"، "سنة أولى نصب"، "حريم كريم"، "الباحثات عن الحرية"، "الغواص"، و"السفارة في العمارة".

وشاركت السعدية لديب في العديد من المسلسلات خلال مسيرتها التي بدأتها في العام 1995 بـ"كنوز الأطلس"، وظهرت في السنوات الأخيرة في العديد من الأعمال الناجحة بينها "سلمات ابو البنات، بغيت حياتك، طريق الورد، وبين القصور".

وتشهد مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لهذه التظاهرة السينمائية مشاركة 10 أفلام من 20 بلدا من مختلف مناطق العالم، وهي لمخرجات وتتمحور حول المرأة وقضاياها، وهي: من المغرب "شيوع" لليلى الكيلاني، و"على الهامش" لجيهان البحار، إلى جانب كل من "الصورة الدائمة" للورا فيريس (إسبانيا، فرنسا)، والفيلم الأميركي "كود وان" لإنديادونالدسون، والياباني "صحراء ناميبيا" ليوكو ياماناكا، و"لغة أجنبية" لكلير برجر (فرنسا، ألمانيا وبلجيكا)، و"مي بيستيا" لكاميال بلتران (كولومبيا، فرنسا)، و"أنيمال" لصوفيا إكسارشو (اليونان، النمسا، رومانيا، قبرص وبلغاريا)، و"خطوط النمر" لأماندا نيل أيو (ماليزيا، تايوان، فرنسا، أملانيا، هولندا، وسنغافورة، إندونيسيا وقطر)، و"جو فيدا" لكاتيا جوريلوف (فنلندا).

أما مسابقة الفيلم الوثائقي فتشهد مشاركة 5 أفلام، وهي: الوثائقي التونسي "لا شيء عن أمي" (2023) لسالم الطرابلسي ولطيفة الدغري، "القبر الفارغ" لأجنيس ليزا ويجنروسيسي ملاي (ألمانيا، تنزانيا 2024)، و"بيرينها" لناتاشا كرافيرو من الرأس الأخضر (2024)، و"حكايات مدينة" لمالوري إلوي بايسلي (فرنسا،2024)، والفيلم السينغالي "ليبو" لنداي سوكيناتو ديوب (2024).

وتتنافس على جائزة الجمهور الشبابي المخصصة للأفلام المغربية خمسة أفلام في قسم الأفلام الروائية الطويلة وخمسة أفلام في قسم الأفلام القصيرة.

وتترأس المخرجة المغربية مريم توزاني لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل التي تضم في عضويتها الممثلة المصرية هنا شيحة، والمنتجة والمخرجة المجرية أجنيس كوشيس، والممثلة والمخرجة الإيفوارية أوديل سانكارا والمخرجة الفرنسية فلور ألبرت.

أما لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي، فستكون برئاسة دانييل ديفي من لبنان، ولجنة التحكيم لجائزة الجمهور الشبابي برئاسة المخرجة والمنتجة نرجس الطاهري.

ويتضمن برنامج المهرجان ندوة بعنوان "الناقدة السينمائية.. الراهن والخصوصية"، وورشة تدريب حول "التربية على الصورة"، إضافة إلى لقاء مفتوح عن "المرأة في أفلام حكيم النوري"، لتسليط الضوء على العديد من الجوانب المتعلقة بالمرأة في أعمال المخرج المغربي المعروف.

كما تعقد المخرجة وكاتبة السيناريو المغربية أسماء المدير جلسة حوارية عن مشوارها الفني والنجاحات التي حققتها أفلامها على المستويين المحلي والدولي.

وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، في كلمة تليت باسمه بهذه المناسبة، إن السينما المغربية تشهد تطورا ملموسا على جميع المستويات، لاسيما من خلال عدد من المشاريع والإنجازات التي تتجسد في حجم ونوعية الإنتاج السينمائي في المغرب، والذي بلغ حوالي 30 عملا في السنة بفضل دعم المركز السينمائي المغربي.

وأشار إلى أن الفيلم المغربي صار يحتل المراتب الأولى في شباك التذاكر ويتميز بحضور ملحوظ في مهرجانات دولية ذائعة الصيت، مشيدا بمشاركة المرأة المغربية المبدعة في مجال السينما وحضورها المتميز في مختلف المسابقات الرسمية الوطنية والدولية.

وسلط الضوء على المكانة المتميزة للمرأة في مجال الصناعة السينمائية وكذا حضورها في مختلف عمليات ومراحل الإنتاج السينمائي، مشيرا إلى أن صناعة السينما المغربية تضم حاليا أكثر من 80 مخرجة و45 مخرجة مساعدة، بالإضافة إلى ثلاث نساء من مستغلي قاعات السينما وثماني موزعات أفلام.

وتتزامن الدورة السابعة عشرة مع ورش تأهيل وتثمين التراث المادي لمدينة سلا، وفق رئيس جمعية أبي رقراق ورئيس المهرجان نور الدين اشماعو، مبرزا في هذا السياق أنه سيتم ضمن فعاليات هذا المهرجان عرض أفلام في الهواء الطلق بفضاءات المدينة العتيقة لسلا.

ولفت إلى تنوع فضاءات العرض وغنى برنامج الأنشطة اليومية في إطار هذا الحدث السينمائي، مؤكدا على المكانة الخاصة التي يوليها المهرجان في برنامجه للشباب، لاسيما من خلال الورشات التدريبية.

وأكد نائب رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، عزيز الهلالي، أن هذه التظاهرة الثقافية الدولية جعلت من الإبداع السينمائي النسائي محورا لها، مشيرا إلى أنها أقيمت تكريما للمرأة المغربية وعرفانا بدور النساء المحوري في تنمية المملكة على كافة الأصعدة.

ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، على غرار باقي الفعاليات الثقافية التي تعرفها المدينة، في إطار تعزيز دور مدينة سلا في التنمية الثقافية للمملكة، لاسيما في المجال السينمائي، وفق رئيس الجماعة الحضرية لسلا وعمدة المدينة عمر السنتيسي.

وشدد على أن المهرجان اكتسب عبر توالي الدورات إشعاعا كبيرا على المستويين الوطني والدولي، وذلك بفضل انفتاحه المستمر على الإبداعات السينمائية النسائية المغربية والأجنبية.