تصعيد ميليشيات ايران يثير المخاوف من جر العراق إلى حرب لبنان
بغداد - يبدي كثير من العراقيين مخاوفهم من أن تصعيد الميليشيات الشيعية المسلحة الموالية لإيرن ضد إسرائيل سواء انطلاقا من العراق أو من الأراضي السورية، قد يجر العراق إلى الحرب الدائرة ويدفع الدولة العبرية لشن هجمات انتقامية ردا على اطلاق وكلاء ايران العراقيين صواريخ ومسسيرات ضد ما يقولون إنها أهداف إسرائيلية.
ورغم أن هجمات تلك الميليشيات العراقية أو هجمات الحوثيين كاسناد لبنان وغزة، لم تؤثر في مسار الحرب المستعرة في الجبهتين ولم تدفع إسرائيل لوقف التصعيد العسكري، إلا أنها قد تدفع الجيش الإسرائيلي لتوسيع جبهات المواجهة.
وأعلنت الفصائل المسلحة المنضوية تحت "المقاومة الاسلامية في العراق"، تنفيذ 4 هجمات على اسرائيل بالصواريخ والمسيّرات. وقالت في بيان "هاجمنا في الساعات الاولى من صباح الإثنين 30-9-2024 هدفاً حيوياً بواسطة صواريخ الأرقب، وهدفا حيويا في حيفا المحتلة بواسطة الطيران المسير وهدفا حيويا في ميناء حيفا بواسطة الطيران المسير وهدفا حيويا وسط اراضينا المحتلة بواسطة الطيران المسير". وكانت "المقاومة الإسلامية في العراق"، أعلنت الأحد، قصف هدف حيوي في ايلات (أم الرشراش) في الاراضي المحتلة، بواسطة الطيران المسيّر".
وبعد ساعات من إعلان اغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، صعّدت الفصائل من استهدافاتها للقواعد الأميركية في سوريا، عبر استهداف قاعدة معمل غاز كونيكو شمال دير الزور، لمرتين متتاليتين بالصواريخ والمسيّرات، من دون ورود معلومات عن حجم الخسائر. إذ رفعت القواعد الأميركية في سوريا من حالة التأهب، وتسيير طائرات مسيّرة ومروحيات في الأجواء.
ويستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من حزب الله لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات لم يتم الإعلان عن حصيلتها.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر إجمالا حتى ظهر الاثنين عن ما لا يقل عن 1801 قتيل، بينهم أطفال ونساء، و8 آلاف و877 جريحا، حسب رصد الأناضول لإفادات رسمية.
وفي تطور آخر، أكد العراق الاثنين على أنه سيكون له "دور كبير في إعمار لبنان بعد إيقاف الحرب الإسرائيلية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي هو الوحيد القادر على وقفها، فيما يخشى المواطنون من ضربات انتقامية بعد تصعيد الفصائل المسلحة الموالية لإيران من ضرباتها ضد أهداف إسرائيلية وأميركية.
ولم توضح الحكومة كيف ستمول اعادة اعمار لبنان بينما تواجه هي ذاتها تحديات كبيرة في اعادة اعمار المناطق التي تتدمرت خلال الحرب على تنظيم الدوة الاسلامية (داعش) وبينها الموصل وتقف عاجزة عن حل أزمة المهجرين والنازحين.
ويدعم العراق مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان، ويحذر من أن استمرار الحرب ستكون له عواقب خطيرة، وقد يؤدي إلى "خلق فوضى تدعم عودة الإرهاب وإعادة تشكيله وترتيب صفوفه". وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، "إن الأزمة الفلسطينية واللبنانية حاضرة في اجتماعات رئيس الوزراء بنيويورك"، وأضاف "سيكون للعراق دور كبير في إعمار لبنان بعد إيقاف الحرب".
وبين أن "الحكومة العراقية اتخذت خطوات عديدة لدعم لبنان، لاسيما منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، منها تزويد لبنان بالوقود شهرياً، ما ساهم في استمرارية عمل المؤسسات اللبنانية كالمستشفيات والمدارس".
ويرى العراق أن التهجير المستمر للمواطنين من جنوب لبنان سيتسبب بمشاكل اجتماعية وإنسانية واسعة، وأن استمرار هذه الصراع سيؤدي إلى تمددها إلى دول أخرى في المنطقة، معرباً "عن قلقه العميق ومتابعته الحثيثة لهذا الوضع خشية أن تصل آثاره إليه وبقية بلدان المنطقة.
وأضاف العوادي"العراق لم يتردد بتقديم الوقود والطاقة الى لبنان ومستمر بهذا النهج، فضلا عن الإغاثات والمساعدات الطبية، إذ تم إرسال الوجبة الخامسة من المساعدات وبواقع 75 طناً".
ولفت إلى أن بلاده "من أوائل الدول التي قدمت مبادرات بعد أحداث تفجير أجهزة الاتصال في لبنان، إذ تم إرسال 5 شحنات وبواقع مئات الأطنان من المواد الإغاثية والتي تنوعت ما بين أدوية ومواد غذائية وملابس". وأردف "مستمرون بتقديم مواد الإغاثة إلى لبنان خلال الفترة الحالية والقادمة".
وإزاء الأزمة اللبنانية نوه العوادي، بأن "المجتمع الدولي هو الوحيدة القادر على إيقاف هذه الحرب، واستخدام منافذ القوة للضغط على الكيان الصهيوني".
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الجاري تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر حتى ظهر الاثنين عن ما لا يقل عن 962 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2778 جريحا، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.