
ارتفاع أسعار النفط على وقع الهجوم الإيراني على إسرائيل
الرياض - قفزت أسعار النفط بأكثر من 2.5 بالمئة اليوم الأربعاء بعدما توعدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على أكبر هجوم مباشر على الإطلاق شنته إيران على إسرائيل بإطلاقها أكثر من 180 صاروخا باليستيا فيما تجتمع لجنة وزارية من أوبك وحلفاء لها بقيادة روسيا، في تحالف أوبك+ وسط هذا التوتر غير المسبوق في المنطقة ومخاوف من الوضع الجيوسياسي الراهن.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.94 دولار بما يعادل 2.6 بالمئة إلى 75.5 دولار للبرميل. وقفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.02 دولار أو 2.9 بالمئة إلى 71.85 دولار بحلول الساعة 12.56 بتوقيت غرينتش.
وقفز الخامان القياسيان بأكثر من خمسة بالمئة أمس الثلاثاء، قبل أن تتقلص المكاسب وتسجل عند التسوية نحو 2.5 بالمئة.
وقال تاماس فارجا من بي.في.إم للسمسرة في النفط "قد يشمل ذلك تدمير أو تخريب منشآت نفط إيرانية". وذكر فارجا أن رد إيران أو الفصائل المتحالفة معها قد يشمل استهداف منشآت نفط سعودية كما حدث في 2019، أو إغلاق مضيق هرمز. وقال "أي من ذلك من شأنه أن يرفع أسعار النفط إلى مستويات يصعب التراجع عنها".
وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، إن أسواق النفط ركزت إلى حد كبير على مسألة ضعف التوقعات الاقتصادية العالمية التي تؤثر على الطلب على الوقود.
وأضافت "مع ذلك، تحولت كفة الميزان بسرعة نحو المخاوف من انقطاع إمدادات النفط في الشرق الأوسط بعد أن أطلقت إيران صواريخ باليستية على إسرائيل".
تحولت كفة الميزان بسرعة نحو المخاوف من انقطاع إمدادات النفط في الشرق الأوسط
وقالت إيران في وقت مبكر اليوم الأربعاء إن هجومها الصاروخي على إسرائيل انتهى ما لم تقع المزيد من الاستفزازات، في حين تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على طهران وسط تصاعد المخاوف من حرب أوسع نطاقا.
وأوضحت أن أي رد إسرائيلي على الهجوم، الذي ذكرت إسرائيل أنه شمل أكثر من 180 صاروخا باليستيا، سيقابل "بدمار واسع النطاق".
وذكر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أنه يعقد اجتماعا بشأن الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال محللون في بنك إيه.إن.زد في مذكرة إن التدخل المباشر لإيران، العضو في أوبك، يثير احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط، وأضافوا أن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في ست سنوات عند 3.7 مليون برميل يوميا في أغسطس/آب.
وذكرت كابيتال إيكونوميكس في مذكرة "التصعيد الكبير من جانب إيران يهدد بجر الولايات المتحدة إلى الحرب... تقدم إيران حوالي أربعة بالمئة من إنتاج النفط العالمي، لكن الاعتبار المهم سيكون ما إذا كانت السعودية ستزيد الإنتاج إذا تعطلت الإمدادات الإيرانية".
وتجتمع لجنة وزارية من أوبك وحلفاء لها بقيادة روسيا، فيما يعرف بتحالف أوبك+، في وقت لاحق من اليوم لمراجعة وضع السوق، مع عدم توقع أي تغييرات في السياسة النفطية. ومن المقرر أن يرفع تحالف أوبك+ الإنتاج 180 ألف برميل يوميا اعتبارا من ديسمبر كانون الأول.
وتباينت بيانات المخزونات الأميركية، ففي حين انخفضت مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير الأسبوع الماضي ارتفعت مخزونات البنزين، حسبما ذكرت مصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن وزير سعودي تحذيره من وصول سعر النفط إلى 50 دولارا مع تجاهل أعضاء أوبك+ لقيود الإنتاج.
في المقابل ذكر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن تحالف أوبك+ يقوم بعمل "نبيل" في تحقيق التوازن في سوق النفط حتى لو لم ينتج معظم النفط في العالم.
وقال خلال فعالية في إمارة الفجيرة "ضحت أوبك+ أكثر من غيرها لكن العنصر الحاسم هو بقاء التحالف صفا واحدا".

وأضاف في حديثه قبل ساعات من اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك+ عبر الإنترنت "أود أن تتخيلوا العالم دون وجود هذه المجموعة. سنكون في حالة فوضى".
وتتوافق تعليقات المزروعي مع ما أدلى به نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الاثنين بأن أوبك+ تعمل على خفض إمدادات الخام بشكل استراتيجي والتنازل عن حصة في السوق سعيا لهدف طويل الأجل يتمثل في حصول الدول المنتجة على استثمارات كافية والوصول إلى أسعار نفط تناسب المنتجين والمستهلكين.
وينتج تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها بقيادة روسيا، ما يعادل 48 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، وذلك وفقا لحسابات رويترز استنادا إلى بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ولم يعلق المزروعي على التوقعات قصيرة الأجل بشأن النفط في عام 2025، وقال إن هناك الكثير من العوامل المتغيرة بما في ذلك العوامل الجيوسياسية. لكنه قال "سأحيلكم إلى توقعات أوبك لأنني شخصيا توفقت عن التعليق على التوقعات قصيرة الأمد".
وأضاف "أرى الكثير من العوامل المتغيرة حول العالم، ومنها الوضع الجيوسياسي، وهو ما يجعلنا جميعا نتمهل في توقعاتنا للمستقبل. نأمل في تحقيق السلام، ونأمل في تحقيق الرخاء، لكن حقائق الحياة هي حقائق الحياة".
ووسط التوتر في الشرق الأوسط قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إنه اجتمع مع مستشاريه للأمن القومي والاقتصاد اليوم الأربعاء لمناقشة الصراع في الشرق الأوسط ودعا إلى التعامل سريعا ولكن بشكل مدروس مع أي تداعيات على إمدادات الطاقة في البلاد.