التفاتة مصرية لتعزيز الاستثمارات في قطاع تعدين الذهب
القاهرة – تحقق الحكومة المصرية تقدما في مفاوضاتها مع شركة "باريك غولد" الكندية الرائدة في تعدين الذهب للاتفاق على نموذج عقد استغلال المعدن، في خطوة تعكس طموح مصر لتعزيز قطاع التعدين بأفضل الطرق الممكنة من خلال جذب استثمارات عالمية الى السوق المحلية.
ويأتي ذلك عقب الجلسة التي جمعت وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على هامش القمة التاسعة عشرة للفرانكوفونية في العاصمة باريس.
وأوضح بدوي أن الحكومة المصرية تسعى جاهدة لفتح الباب أمام استثمارات كبيرة في قطاع التعدين مؤكّدا على أهمية التعاون المستقبلي بين القاهرة وأوتاوا، وحرص بلاده على طرح مزايدات جديدة للبحث عن الذهب والمعادن المصاحبة، وفق موقع أخبار شمال افريقيا.
وشدّد على أن البنية التحتية المصرية في قطاع التعدين تدعم الاستغلال الأمثل للثروات المعدنية وتعزز من فرص الاستثمار في هذا المجال الحيوي، مشيرا إلى أن مصر تعمل على إيجاد إطار تنظيمي مرن يدعم المناخ الاستثماري في هذا القطاع، مع انطلاق منصة "بوابة مصر للتعدين" الرقمية في نهاية العام الجاري، التي ستسهل الوصول إلى البيانات والفرص الاستثمارية في هذا القطاع الواعد.
وتناولت المفاوضات سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التعدين، حيث تم التركيز على الدور الذي تلعبه الشركات الكندية في مصر، لا سيما شركة "باريك جولد" التي تحتل المرتبة الثانية عالميا في مجال تعدين الذهب وتعمل في 19 منطقة بالصحراء الشرقية المصرية. وأصبحت على مدار العقود الماضية لاعبا رئيسيا في صناعة التعدين، حيث توسعت عملياتها عالميًا لتشمل العديد من الدول في القارات المختلفة.
وتسعى مصر لزيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج القومي إلى 5 بالمئة بحلول عام 2030، حيث تهدف إلى تحقيق 800 ألف أونصة سنويًا وإنتاج 30 مليون طن من المعادن الأخرى في نفس العام.
وتُكثف الحكومة المصرية جهودها لجذب الاستثمارات إلى هذا القطاع، كما توقّع اتفاقيات تعاون جديدة في المجال بهدف الاستفادة من الخبرات المتبادلة وزيادة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي. وتخطط شركة فوسفات مصر لزيادة الإنتاج بـ15 بالمئة خلال العام ليصل إلى 4.5 مليون طن، فيما يُتوقع أن تزيد شركة شلاتين للثروة المعدنية في قيمة تسليماتها إلى البنك المركزي بنحو 60 بالمئة في عام 2024.
وخلال افتتاح أعمال منتدى مصر للتعدين في شهر يوليو/تموز الماضي، أكّد الرئيس التنفيذي لشركة سنتامين العالمية المشغلة لمنجم السكري المصري لإنتاج الذهب مارتن هورجان أن مصر تنافس دولًا عديدة في جذب الاستثمارات في مجال التعدين.
وأوضح هورجان أن المنجم يُعد نموذجًا عالميًا بفضل احتياطياته الهائلة من الذهب وأن الشركة مستمرة في تطويره وضخ استثمارات جديدة بالتعاون مع الحكومة المصرية، لافتا إلى أنه من المتوقع استخراج 5 ملايين أونصة ذهب خلال العقد القادم.
ومن المنتظر أن تطلق الشركة ثلاث مبادرات جديدة لتطوير قطاع التعدين في البلاد، بما في ذلك إجراءات لإطلاق مدرسة للتعدين، مما سيعزز من مكانة مصر كوجهة استثمارية في القطاع. وتشير البيانات إلى أن احتياطيات الذهب في منجم السكري تتجاوز 5.5 مليون أونصة.