نوبل للسلام تكرّم الناجين من القنابل الذرية
أوسلو – فازت منظمة نيهون هيدانكيو اليابانية المناهضة للأسلحة النووية الجمعة بجائزة نوبل للسلام، وهي حركة شعبية تجمع الناجين من القنبلتين الذرّيتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي عام 1945.
وعاصر أعضاء الحركة الذين يطلق عليهم أيضا هيباكوشا إلقاء القنبلتين النوويتين الوحيدتين اللتين استخدمتا في الحروب، وكرسوا حياتهم للنضال من أجل عالم بلا أسلحة نووية.
وقالت لجنة نوبل النرويجية في بيانها "الهيباكوشا يتلقون جائزة السلام لجهودهم من أجل عالم خال من الأسلحة النووية وبتدليلهم من خلال شهادات الشهود أن هذه الأسلحة يجب ألا تستخدم مرة أخرى مطلقا"، مضيفة "يساعدنا على وصف ما تعجز عنه الأوصاف والتفكير فيما لا يمكن تصوره وعلى استيعاب بدرجة ما الكم غير المعقول من الألم والمعاناة نتيجة الأسلحة النووية".
وحذر يورجن فاتنه فريدنس رئيس اللجنة من أنه يجب على الدول النووية، دون ذكر أي منها، ألا تفكر في استخدام الأسلحة النووية، قائلا في مؤتمر صحفي "هذه الأسلحة تتمتع اليوم بقوة تدميرية أعظم كثيرا. ويمكنها قتل الملايين والتسبب في تأثير كارثي بالمناخ، بمقدور حرب نووية أن تدمر حضارتنا". وأشاد بـ"الجهود الاستثنائية" لمنظمة نيهون هيدانكيو والممثلين الآخرين لهيباكوشا للمساهمة في "إرساء المحظور النووي".
وصرح رئيس المنظمة اليابانية توشيوكي ميماكي المشارك في مؤتمر صحافي في طوكيو "في غزة أهل يحملون أطفالهم المضرجين بالدماء. الأمر يشبه اليابان قبل 80 عاما".
من جانبها رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بمنح الجائزة لـ"نيهون هيدانكيو"، قائلة إن ذلك يبعث "برسالة قوية".
وكتبت على منصة إكس "ما زال شبح هيروشيما وناغازاكي يخيم على البشرية. هذا يجعل عمل 'نيهون هيدانكيو' لا يقدر بثمن. إن جائزة نوبل للسلام هذه تبعث برسالة قوية. علينا واجب أن نتذكر وواجب أكبر هو حماية الأجيال القادمة من أهوال الحرب النووية".
وتنافس على جائزة نوبل للسلام هذا العام 286 مرشحاً بينهم 197 فرداً و89 منظمة، وتُقدّم الترشيحات من شخصيات بارزة تشمل أعضاء البرلمانات الوطنية والحكومات والمحاكم الدولية.
وتستند جوائز نوبل باستثناء الاقتصاد إلى وصية مؤسس الجائزة ومخترع الديناميت ألفريد نوبل (1833-1896) وتبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (أكثر من مليون دولار) لكل فئة. ومن المقرر تسليم الجوائز في الذكرى السنوية لوفاة نوبل يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 2024 في ستوكهولم، في حين تمنح جائزة نوبل للسلام فقط في أوسلو.
وكانت لجنة الجائزة قد كرمت في عام 2023 الناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان المحتجزة في إيران نرجس محمدي، تقديرا لعملها في الدفاع عن حقوق النساء.