هل اقترحت الرياض على طهران مناورات بحرية مشتركة؟

قائد القوات البحرية الإيرانية يؤكد أن البلدين سيجريان مشاورات لازمة حول كيفية إجراء مناورة مشتركة.

الرياض - اقترحت السعودية على إيران إجراء مناورات بحرية مشتركة في البحر الأحمر، بحسب ما نقلت وكالة أنباء في الجمهورية الإسلامية عن مسؤول عسكري، بينما لم يصدر عن الرياض أي تأكيد، فيما لا يعدّ هذا الاقتراح مثيرا للاستغراب، لا سيما في ظل التعاون بين القوتين الإقليميتين بعد الاتفاق التاريخي الذي طوى سنوات من القطيعة بينهما.

وفي حال أُجريت هذه المناورات فستكون غير مسبوقة بين خصمين إقليميين أبرما السنة الماضية اتفاقا لإعادة العلاقات وعززا خلال الأشهر الماضية من التواصل الثنائي بشأن قضايا إقليمية.

ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية مساء الإثنين عن قائد القوات البحرية للجيش الأدمرال شهرام إيراني قوله إن "السعودية اقترحت إجراء مناورة مشتركة في البحر الأحمر".

وأضاف "وجه كلا البلدين دعوة لبعضهما البعض للتواجد في موانئ كل منهما"، موضحا أن "المقترح شمل إجراء تدريب ثنائي بالإضافة إلى تدريبات بمشاركة دول أخرى. ويتم التنسيق بين الجهات المعنية وسيجري وفدان مشاورات لازمة حول كيفية إجراء مناورة مشتركة".

ولم يقدّم إيراني تفاصيل إضافية بهذا الشأن كذلك، لم تؤكد السعودية الأمر، فيما يأتي هذا التصريح الإيراني في وقت يشهد البحر الأحمر هجمات ينفذها الحوثيون اليمينيون المقربون من إيران، ضد سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة الى موانئها، وذلك دعما للفلسطينيين في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب بين الدولة العبرية وحماس.

وأطلقت إيران وروسيا وعُمان الأسبوع الماضي مناورات بحرية عسكرية مشتركة في المحيط الهندي، بمشاركة السعودية والهند وتايلاند وباكستان وقطر وبنغلاديش بصفة مراقب.

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني السبت أن مناورات "إيمكس 2024" التي تستضيفها إيران تهدف إلى "زيادة الأمن الجماعي في المنطقة وتوسيع التعاون المتعدد الأطراف".

وقادت السعودية منذ العام 2015 تحالفا عسكريا في اليمن داعما للحكومة المعترف بها دوليا، في مواجهة المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من البلاد.

ودشنت السعودية وإيران مرحلة جديدة من التعاون بعد أن توصلتا إلى اتفاق تاريخي برعاية صينية، لكن تبقى استعادة الثقة بين الجانبين مسألة وقت وسط حذر من كليهما فتاريخ العلاقات بينهما مثقل بالعداءات والتوجس الدائم.

وتقف طهران والرياض على طرفي نقيض من ملفات إقليمية وتدعم كل منهما معسكرات متنافسة في اليمن وسوريا ولبنان، لكنّ حدة التوتر تراجعت كثيرا بين البلدين منذ الإعلان عن تطبيع علاقاتهما.