سفير إسرائيلي سابق: أمن الدولة العبرية أهمّ من تحالفها مع واشنطن
القدس - قال مايكل أورين السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة في مقال نشره على موقع "واي نت" العبري إن أمن إسرائيل وبقاءها أهم من التحالف مع واشنطن، منتقدا تسريب الولايات المتحدة لملفات سرية عن خطط الدولة العبرية لشنّ هجوم على إيران ردا على هجومها الصاروخي.
وأضاف "إذا تساءلت لماذا قد تقرر إسرائيل عدم تنسيق عملياتها العسكرية المخطط لها ضد إيران مع الولايات المتحدة، اقرأ الوثيقتين الاستخبارايتين الأميركيتين، المصنفتين على أنهما سريتان للغاية، واللتين تم تسريبهما مؤخرًا إلى قناة تيليغرام الؤيدة لإيران".
وبحسب الموقع العبري تشير الوثائق إلى جهود أميركية إلى جانب استعدادات الجيش الإسرائيلي للرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية، مثيرة تكهنات مختلفة حول الأهداف المحتملة التي قد تهاجمها إسرائيل.
وتابع الدبلوماسي الإسرائيلي السابق أن "تسريب هذه الوثائق، مع محتواها السري والحساس، لا يقلل من فرص نجاح العملية الإسرائيلية المخطط لها فحسب، بل ويعرض حياة أولئك الذين سينفذونها للخطر أيضا".
وزاد أن "هذه الحادثة، على الرغم من خطورتها الواضحة، لا ينبغي أن تنفي التعاون الأمني المهم بين إسرائيل والولايات المتحدة"، مردفا "ففي نهاية المطاف قدمت لنا الإدارة الأميركية دعما دبلوماسيا وماليا هائلاً، كما ساعدتنا في اعتراض آلاف الصواريخ المعادية بنجاح".
وأضاف "علاوة على ذلك، دفع الرئيس الأميركي جو بايدن ثمنا سياسيا باهظا لدعمه لنا. وعلى الرغم من الخلافات العديدة وانتهاك الثقة التي نشأت تجاه الولايات المتحدة، فإنها تظل أعظم حليف لنا ولا يمكن تعويضه".
واستدرك "لكن لا يمكننا أن نتجاهل الفجوات الكبيرة القائمة بين هذا الحليف المهم ودولة إسرائيل. فنحن نشهد يوما بعد يوم شخصيات رئيسية في القيادة الأميركية تعرب عن مخاوفها من الانزلاق السريع نحو حرب إقليمية في الشرق الأوسط".
ولفت إلى أن "دولة إسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها ببث الخوف في وجه أعدائها، ولا أن تمتنع عن تنفيذ تهديداتها بالرد".
وتابع "نسمع في كثير من الأحيان أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لكبح جماح عملياتها العسكرية في غزة ولبنان وتحثها على تحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وتشكك في التزامها وجهودها للحد من الخسائر بين المدنيين".
واعتبر أن الرئيس الأميركي الذي تعهد بمعاقبة كلّ من حماس وإيران لم يفعل في النهاية شيئا سوى زيادة الضغوط على إسرائيل.
وقال "إننا نستطيع أن نفهم التردد اليائس الذي أبداه الشعب الأميركي في الانخراط في مستنقع الصراعات في البحر الأبيض المتوسط، في ضوء الحروب الفاشلة التي خاضتها أميركا في العراق وأفغانستان. كما نستطيع أن نفهم مقاومة البيت الأبيض للدخول في حرب عميقة دون تحديد موعد نهائي لها، في حين يفخر بأنه نجح في إنهاء الحروب التي لا نهاية لها".
وأضاف "هذا أمر مفهوم بشكل خاص بالنسبة للحزب الديمقراطي الذي قد يخسر جميع فروع الحكومة بسبب سياسته تجاه حرب تجري على بعد آلاف الكيلومترات ولا تشكل تهديدًا مباشرًا للقارة الأميركية".
وزاد "هذه الحرب سوف تظل ترافقنا لفترة طويلة. ومن المؤسف أن جيراننا ليسوا جميعا ودودين بشكل خاص، ونحن لسنا محاطين بمحيطين شاسعين يعزلاننا عن التهديدات الوجودية".
وأكد أن إسرائيل تخوض حربا إقليمية وصفها بـ"المعقدة" و"الدموية"، معتبرا أن التعاون العسكري والأمني مع الولايات المتحدة "مهم ولا يقدر بثمن"، داعيا إلى ضرورة أخذ مواقف الإدارة الأميركية بعين الاعتبار، مشددا على أن "أمن دولة إسرائيل، وربما حتى بقائها، يشكل أهمية أعظم".