ماكرون يتعهد بدعم الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه في المحافل الدولية

الرئيس الفرنسي يؤكد أن شركات بلاده ستواكب تطوير الأقاليم الصحراوية من خلال الاستثمار فيها، وذلك عبر مبادرات مستدامة لفائدة سكانها.
ماكرون يؤكد أن بلاده ستدعم المغرب في المؤسسات الدولية
الرئيس الفرنسي يشدد على أن دعم بلاده لمغربية الصحراء ليس عدائيا تجاه أحد
ماكرون: حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية

الرباط - أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب أمام البرلمان المغربي أن "حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية"، مجددا تأكيده على التزام باريس بموقفها المؤيد لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة كحلّ لا بديل عنه لإنهاء النزاع المفتعل، متعهدا بأن تساهم الشركات الفرنسية في تنمية المنطقة التي تجمع تقارير وشهادات على أنها تشهد طفرة تنموية.

وقال ماكرون إن "الفاعلين الاقتصاديين وشركاتنا سوف يرافقون تنمية الصحراء المغربية عبر استثمارات ومبادرات دائمة وتضامنية لصالح سكانها"، وسط تصفيق أعضاء غرفتي البرلمان المغربي.

وأشار إلى أن "الصداقة بين المغرب وفرنسا ظلت قائمة حتى في فترة الاضطرابات"، لافتا إلى أن "باريس وقفت إلى جانب الرباط في قضاياها الوجودية"، وتتصدرها قضية الصحراء المغربية.

وقال "أردت، باسم فرنسا أن أوضح رؤيتنا من خلال الرسالة التي بعثت بها إلى الملك محمد السادس في 30 يوليوز/الماضي"، مضيفا "أؤكد على ذلك أمامكم، بالنسبة لفرنسا حاضر ومستقبل أراضي الصحراء لن يكون إلا في إطار السيادة المغربية"، معتبرا أن المبادرة التي تطرحها المملكة هي الإطار الوحيد لحل هذه القضية.

ووصف ماكرون الموقف الفرنسي بأنه "متجذر في التاريخ يحترم الواقع ومتطلع للمستقبل"، معلنا أن بلاده "سوف تقوم بتفعيله لمرافقة المغرب في المؤسسات الدولية".

وشدد ماكرون على أن موقف فرنسا من قضية الصحراء المغربية "ليس فيه عداء لأي كان"، مبرزا أن دعم مسار الحكم الذاتي يسمح بفتح صفحة جديدة من الشراكة الإقليمية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وبين البلدان المغاربية ودول الاتحاد الأوروبي.

ويعتبر هذا التوضيح رسالة غير مباشرة يوجهها الرئيس الفرنسي إلى الجزائر التي صعّدت تجاه باريس منذ الإعلان عن اعترافها بمغربية الصحراء وسحبت سفيرها احتجاجا على القرار رغم أنه كان متوقعا بعد عودة الدفء إلى العلاقات المغربية الفرنسية، بينما لم تحقق إجراءاتها الاقتصادية ضد فرنسا أيا من أهدافها.

ويثير التقارب بين المغرب وفرنسا وتنامي التعاون الاقتصادي بين البلدين مخاوف الجزائر التي تغطّي على فشلها في ترميم علاقتها المتصدعة مع باريس، في وقت تواجه فيه عزلة في محيطها.

وفي سياق متصل شدد ماكرون في كلمته أمام النواب المغاربة على أن "الشركاء الفرنسيين سيواكبون تطوير الأقاليم الصحراوية من خلال الاستثمار فيها، وذلك عبر مبادرات مستدامة لفائدة السكان المحليين"، مؤكدا أن "تاريخ الشراكة المغربية الفرنسية منفتح على أوروبا وإفريقيا".

وشكر رئيس مجلس النواب رشيد طالبي علمي فرنسا على "موقفها التاريخي"، فيما اعتبر رئيس الغرفة الثانية للبرلمان محمد ولد الرشيد، وهو صحراوي وحدوي، إنه "يشكل لحظة فاصلة في مسار التطور الإيجابي للحل النهائي لهذه القضية".

وبالنسبة إلى المغرب، يعدّ هذا الاعتراف الرهان الأساس لتطبيع علاقاته مع فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الذي يصدر قرارات سنوية حول هذا النزاع.

وفتح المغرب وفرنسا "صفحة جديدة" في علاقاتهما ليدشنا مرحلة جديدة عبر اتفاقيات وتعاون في مختلف المجالات. وترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس وماكرون الاثنين بالقصر الملكي حفل توقيع 22 اتفاقية تعاون شملت مختلف القطاعات يتصدرها الاقتصاد والتعليم والأمن والطاقة.

وأعلن الرئيس الفرنسي أن عقودا جديدة سيتم إبرامها اليوم الثلاثاء بين البلدين، حيث يقام منتدى لرجال الأعمال بمناسبة زيارته المغرب، ووصف الشراكة بينهما بكونها "واجبا استراتيجيا".

كما تطرق ماكرون إلى "شغف مشترك" بين البلدين لكرة القدم، معربا عن أمله في أن تكون استضافة المغرب لكأس العالم 2030 "ناجحة".

وقال مازحا "إذا كان هناك من مجال واحد نصرّ فيه على الاختلاف، فهو كرة القدم حصرا"، في إشارة إلى المباراة التي فازت فيها فرنسا على المغرب 2 - 0 في نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، متابعا "ستظل هذه إحدى اللحظات الرائعة في كأس العالم".

وأضاف "لاعبوكم يبرعون في بطولاتنا"، في إشارة إلى لاعبين أمثال ظهير باريس سان جرمان أشرف حكيمي أو الدولي أمين حارث الذي يحمل ألوان مرسيليا. ونوّه "إنها واحدة من الأشياء التي تجمع بين باريس سان جرمان وأولمبيك مرسيليا".