أزمة تمويل تدفع الحوثيين لتنظيم حملة تبرعات على المنصات الاجتماعية

وكيل إيران يقول للسكان الفقراء بالفعل في اليمن إنهم يمكن أن يكونوا شركاء في النصر.
من شعارات حملة التبرعات: أطلق صاروخك بنفسك
وكلاء ايران يواجهون أزمة في تمويل العمليات ضد إسرائيل

صنعاء - أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع الأموال لمعركتهم ضد إسرائيل . وجاء في منشور "كن شريكا في تحقيق النصر، تبرع بـ100 ريال يمني وساعد القوة الصاروخية".

وتكشف هذه الحملة عن مواجهة المتمردين في اليمن أزمة تمويل ناجمة في جزء كبير منها عن تراجع تدفق الأموال الإيرانية للجماعة الشيعية التي انخرطت في الهجمات على أهداف إسرائيلية وغربية في البحر الأحمر وأطلقت صواريخ ومسيرات على مناطق في إسرائيل.

كما يواجه الحوثيون أزمة مالية طاحنة نتيجة الحرب الدائرة في اليمن مع قوات الشرعية وقوات المجلس الانتقالي وقبلها مع التحالف العربي بقيادة السعودية ونتيجة تدهور الوضع الاقتصادي مع انهيار الريال اليمني وانحسار المداخيل وارتفاع الأسعار عالميا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكان المتمردون الذين هم جزء من جيش تحالف 'محور المقاومة' بقيادة إيران يحصلون على تمويل كبير من طهران، ناشدوا أنصارهم تقديم تبرعات على الرغم من الفقر المدقع الذي يعاني منه معظم سكان اليمن بعد سنوات من الحرب الأهلية. 

وبحسب المنشورات على المنصات الاجتماعية، يمكن تقديم التبرعات إما عن طريق الهاتف أو من خلال حساب بنكي مخصص.

ومن بين الشعارات التي استخدموها في منشوراتهم "أطلق صاروخك بنفسك" و"ادعم القوات الصاروخية أو الطائرات بدون طيار". وفي أحد المنشورات أضافوا رسما لصاروخ فلسطين الذي يقول المتمردون إنهم أطلقوه على إسرائيل، مصنوعا من العملات المعدنية.

وتنتشر دعوات جمع الأموال من خلال مجموعة موسيقية من أنصار المتمردين المدعومين من إيران والتي تنشر الأغاني على شبكة الإنترنت بوتيرة سريعة. وأصدرت المجموعة أغاني عن زعيم حزب الله القتيل حسن نصرالله والزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران.

وقال مسؤول في صنعاء إن بعض المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث ترتفع معدلات البطالة وترتفع معدلات الفقر، يعارضون محاولة الحوثيين جمع الأموال على حساب السكان.

وقال إن أنصار الحوثي يتابعون الهجمات على السفن في البحر الأحمر بحماس ويعتقدون أن تبرعاتهم تمول القوة العسكرية للجماعة المتمردة التي تحكم قبضتها على معظم محافظات البلاد.

وتابع أن الناس يقدمون مبالغ كبيرة من المال والذهب وحتى السيارات أو الأسلحة والتي تشكل مصدر دخل لوكلاء إيران وتساعد في ازدهار تجارتهم.

كما يقوم حزب الله، أكبر وكلاء إيران وأكثرهم تجهيزا وتمويلا، بجمع الأموال بالإضافة إلى التمويل من طهران. وقد هاجم الإسرائيلي الإسرائيلي شبكات مالية للحزب بينها بنوك في محاولة لوقف تدفق الأموال التي تسمح للجماعة اللبنانية بإعادة التسلح ومواصلة هجماتها على شمال إسرائيل.

من منشورات الحملة
من منشورات الحملة

ويواجه حزب الله اللبناني ضغوطا مالية كبيرة في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية واستمرار الهجمات البرية على الحدود وفق تقرير جديد نشره خبراء بشأن الوضع المالي للحزب المدعوم من إيران.

وقال باحثون في تقرير نشرته إذاعة صوت أميركا إن مصادر تمويل الجماعة تجف حيث يتناول الخبراء الضربات التي تعرضت لها الأذرع المالية للحزب بسبب عقوبات مشددة فرضت منذ سنوات إضافة للاستهدافات العسكرية الاسرائيلية الحالية.

 ووفق المعطيات التي نشرها التقرير فإن جماعة حزب الله بدأت تنفد منها الأموال لتمويل هجومها المستمر على إسرائيل وسط عمليات الجيش الإسرائيلي العميقة في لبنان وخاصة العمليات البرية قرب الحدود.

ويقول التقرير نقلا عن خبراء في الولايات المتحدة ولبنان، إن مصدر أموال الجماعة المصنفة إرهابية من قبل واشنطن وعدد من العواصم الغربية هو مجموعة "القرض الحسن" وهي مجموعة شبه مصرفية تعمل في لبنان دون ترخيص مصرفي حكومي وتعرضت لعقوبات غربية مشددة.

وفي محاولة لقطع الأذرع المالية لحزب الله قام الطيران الإسرائيلي بقصف مقرات المؤسسة المالية في الضاحية. ودمرت الغارات مراكز تخزين النقد، بما في ذلك جزء كبير من خزائن مؤسسة القرض الحسن.

واعتمد حزب الله على شبكة داخلية من الشركات والواجهات المالية لكن في ظل الحرب الحالية وتمددها يعتقد أن تلك الشبكة دخلت في حالة من الإرباك وتعجز عن تحصيل أموال لتمويل المواجهة المستمرة.