الكتاب التونسي بمعرض الشارقة جسر ثقافي يربط تونس بالعالم

زوار المعرض الدولي يكتشفون الإصدارات التونسية في العديد من الأجنحة بمركز إكسبو الشارقة.

الشارقة - يسجل الكتاب التونسي حضوره في فعاليات الدورة الثالثة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب والتي انطلقت في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني وتستمر إلى غاية السابع عشر منه، في ثمانية أجنحة تونسية، فضلا عن حضوره في العديد من الأجنحة الأخرى.

وتنظم هيئة الشارقة للكتاب الدورة الـ43 من المعرض تحت شعار "هكذا نبدأ" وتجمع 2520 ناشرا من 112 دولة، وتنظم 1357 فعالية يقدمها 250 ضيفا من 63 دولة و600 ورشة عمل تلبي جميع الاهتمامات والهوايات والفئات العمرية إلى جانب ورش عمل متخصصة ومسبقة الحجز يقدمها خبراء عالميون في مجال الكتابة الإبداعية.

ويكتشف زوار المعرض الإصدارات التونسية في كل من أجنحة اتحاد الناشرين التونسيين ودار مسكلياني والدار المتوسطية للنشر ودار المالكية للطباعة والنشر والتوزيع ودار الكتاب ومجمع الأطرش للكتاب المختص ودار صامد للنشر والتوزيع والصحافة ودار سوتيميديا للنشر والتوزيع التي تعرض في جناحها أيضا عددا من الكتب الصادرة عن معهد تونس للترجمة والمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة".

وقال رياض شنيتر صاحب دار "سوتيميديا" لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن حضوره المستمر في معرض الشارقة الدولي للكتاب يعكس مكانة الكتابات التونسية لدى القارئ العربي.

وأكد أن هذه الكتابات تتمتع بعمق فكري لاسيما الدراسات والبحوث الأدبية والفلسفية وفي شتى مجالات العلوم الإنسانية، ما يجعلها محط اهتمام كبير من قبل النخبة المثقفة في مختلف الدول العربية، وهو ما يجعلها مرجعا أساسيا في البحوث والدراسات الأكاديمية.

ويضم جناح اتحاد الناشرين التونسيين إصدارات متنوعة لعشر دور نشر تونسية أخرى. وعبر الناشر مجدي بن عيسى، صاحب دار زينب للنشر وممثل اتحاد الناشرين التونسيين في المعرض، عن أهمية هذه المشاركة التي تتيح للناشرين التونسيين فرصة التعريف بأعمالهم الأدبية والثقافية على المستوى العربي والدولي.

وأفاد أن الاتحاد حرص على جمع مجموعة من الأعمال التي قد لا تكون متاحة في المعرض إلا من خلال جناح الناشرين التونسيين، مشيرا إلى أن الهدف من المشاركة لا يقتصر فقط على بيع الكتب، بل يشمل أيضا التعريف بالكتاب التونسي وإبراز جودته.

ولفت إلى أهمية الحضور التونسي في هذا المعرض من أجل تعريف القارئ العربي والأجنبي بالإنتاج الأدبي التونسي، لاسيما في مجالات الأدب الإبداعي والبحثي بمختلف اللغات.

واعتبر بن عيسى أن الأعمال الأدبية التونسية المعاصرة يظل الإقبال عليها محتشما من قبل القارئ العربي مقارنة بكتب محمود المسعدي مثلا أو أبي القاسم الشابي التي مازالت تحظى بإقبال محترم.

وأكد أن أكثر الكتب التي تجذب الزوار هي الكتب البحثية والدراسات الأكاديمية، بالإضافة إلى الكتب المترجمة، وذلك بفضل الثقة الكبيرة التي يتمتع بها الإنتاج البحثي التونسي في الأوساط الأكاديمية العربية.

وأشاد بالتفاعل الجيد من قبل زوار معرض الشارقة بصفة عامة، وقد أبدى الكثير من الزوار من التونسيين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة اهتماما كبيرا بالأدب التونسي، خاصة في مجالات الرواية التونسية، سواء بتلك المكتوبة باللهجة العامية التونسية أو بالعربية الفصحى.

ويجمع المعرض مجموعة من 49 ضيفا من كبار الكتاب والأدباء العالميين والشخصيات الثقافية المؤثرة من 14 دولة حول العالم، منهم من حصد جوائز عالمية مرموقة وألف عددا من أكثر الكتب مبيعا على مستوى العالم، بما يخلق بيئة تتجاوز الحدود الجغرافية لتبادل الرؤى المبتكرة والأفكار الملهمة في مجالات الأدب والعلوم والفنون.

ومن بين أبرز المتحدثين في المعرض الكاتب البلغاري غيورغي غوسبودينوف الذي فازت روايته "ملجأ الزمن" بجائزة البوكر الدولية لعام 2023. كما تشارك في المعرض الشاعرة والرسامة الكندية روبي كور التي نالت شهرة واسعة من خلال مشاركة أشعارها وقصائدها على منصات التواصل الاجتماعي حيث تتناول أعمالها موضوعات الحب والمرونة، ويشارك الممثل والمخرج الباكستاني حمزة علي عباسي الذي أدى أدوارا مؤثرة في المسلسلات التلفزيونية.

ويستضيف المعرض الروائية الأميركية تيس جريتسين مؤلفة روايات التشويق والغموض إلى جانب الشاعر إيان س. ثوماس من جنوب أفريقيا، ومن باكستان تشارك آمنة مفتي خبراتها وتجاربها ككاتبة سيناريو ومؤلفة كتب مع جمهور المعرض في حين تضيء الممثلة الهندية هوما قريشي على تجربتها في عالم السينما. كما يستضيف المعرض لورنس م. كراوس الفيزيائي النظري وعالم الفلك المعروف بأعماله في مجال التواصل العلمي.