إيران والعراق يعززان تعاونهما الأمني لمواجهة تهديدات إسرائيل

مستشار الأمن القومي العراقي يبحث مع وزير الخارجية الإيراني أمن الحدود بين البلدين.
المسؤولان العراقي والايراني أكدا على أهمية التعاون بين دول المنطقة لتجنب اتساع رقعة الصراع
الميليشيات العراقية تستمر في اطلاق المسيرات على اسرائيل رغم تحذيرات واشنطن
توسّع التشاور الدفاعي والأمني بين إيران والسعودية إلى جهود ثلاثية يشارك فيها العراق

طهران - بحث مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي الأحد مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ملفات بينها تعزيز أمن البلدين في مواجهة تهديدات إقليمية وسبل منع اتساع رقعة الصراع في المنطقة وأمن الحدود وذلك خلال اجتماع في طهران، بالتزامن مع زيارة للعاصمة الإيرانية يجريها رئيس أركان الجيش السعودي فياض بن حامد الرويلي.
وتأتي المباحثات بعد أن تلقت الحكومة العراقية تحذيرات من قبل مسؤولين أميركيين من مغبة السماح للميليشيات الموالية لطهران بتنفيذ هجمات بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل وكذلك على القواعد الأميركية في المنطقة أو استخدام الأراضي والأجواء العراقية لتنفيذ هجوم صاروخي إيراني ردا على الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
وقال المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي العراقي، في بيان، إن "الأعرجي والوفد المرافق له عقد اجتماعا رسميا في طهران مع عراقجي" موضحا أنه "استعرض آخر تطورات الأحداث في الشرق الأوسط والمنطقة، وكذلك بحث ملف أمن الحدود بين البلدين والتأكيد على استمرار التعاون لتحقيق أمن شامل ومستدام لحدود البلدين".
كما "جرى التأكيد على أهمية التعاون بين دول المنطقة لتجنب اتساع رقعة الصراع، وأهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وعلى جميع المستويات"، وفق البيان.
والعام الماضي وقّع العراق وإيران "اتفاقا أمنياً" يهدف إلى "التنسيق في حماية الحدود المشتركة" بين البلدين من خلال نزع سلاح المجموعات المسلحة الكردية وكذلك ابعادهم عن الحدود مع إيران.

وقال الأعرجي ان "إيران والعراق، باعتبارهما دولتين مسلمتين شقيقتين وجارتين، يتمتعان بعلاقات ممتازة على المستوى الثنائي والإقليمي، في ظل استقرار الأمن والسلام على الحدود بينهما. ومن أبرز الأمثلة على ذلك إقامة مراسم أربعينية الإمام الحسين لهذا العام بشكل آمن وناجح، وتوافد أكثر من 21 مليون زائر في أجواء من الأمن التام".
وشدد على أن العراق يعتبر أمن إيران جزءاً من أمنه، وأن أي عمل ضد أمن إيران سيواجه من قبل الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان العراق في إشارة لتهديدات يطلقها المسؤولون الإسرائيليون بشن هجوم على طهران وبغداد.
من جانبه أشار وزير الخارجية الإيراني وفق وكالة مهر للأنباء "إلى العلاقات الجيدة جداً بين طهران وبغداد في كافة المجالات، معتبرا "التعاون بين البلدين مهماً جداً في المجال الأمني ورأى أن تقدمه سيؤدي إلى تحقيق المزيد من التقدم في تطوير العلاقات خاصة في المجال الاقتصادي.
وقال ان "العلاقات بين البلدين استراتيجية ومتميزة، ونعتبر أمن العراق من أمن إيران، ونأمل أنه مع التنفيذ الكامل للاتفاقية الأمنية، سيتم توفير الأمن المستقر في المناطق الحدودية من البلدين".

ويأتي لقاء الاعرجي بعراقجي بعد استقبال ئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، الأحد، نظيره السعودي حيث يتم الحديث عن توسّع التشاور الدفاعي والأمني بين إيران والسعودية إلى جهود ثلاثية يشارك فيها العراق وتهدف إلى كسر وتيرة التصعيد في المنطقة.

نعتبر أمن العراق من أمن إيران

وتحدثت وسائل اعلام ايرانية الاحد بأنّ وفودا سعودية وعراقية عسكرية وأمنية رفيعة المستوى بصدد زيارة طهران على خلفية تزايد المخاوف جراء تصاعد التوترات الإقليمية.
والاسبوع الماضي كشف موقع "اكسيوس" أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وجهت تحذيرا للحكومة العراقية بأن إسرائيل قد تهاجم بغداد في حال سمحت بهجوم إيراني.
وقد طلب كل من مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني بضرورة عدم السماح باستخدام الأراضي العراقية كقاعدة للهجمات على الدولة العبرية حيث لم يستبعدا تعرض الأراضي العراقية لهجمات إسرائيلية انتقامية.

وكان مسؤولون إسرائيليون حذروا مرارا العراق من السماح للميليشيات بشن هجمات ضد الدولة العبرية حيث تسبب بعض تلك العمليات عبر المسيرات في خسائر مادية وبشرية في حين تم اعتراض البعض الاخر.
وأكدت السلطات العراقية مرارا أن أراضيها لن تُستخدم "لتنفيذ هجمات أو ردود" محذرة من استهداف الأراضي العراقية.
وفشلت الدبلوماسية العراقية في حث إيران على التوقف عن تحريض الميليشيات على استغلال الأراضي العراقية لشن هجمات على إسرائيل او على القواعد الأميركية حيث اشارت مصادر الأسبوع الماضي أن السوداني ووجه برد بارد من المسؤولين الإيرانيين.
والاثنين أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن شنّ أربعة هجمات بمسيّرات ضد أهداف في شمال إسرائيل وجنوبها.
وأصدرت الفصائل أربعة بيانات أكدت فيها إطلاق طائرات مسيّرة نحو أهداف "حيوية" لم تحدّدها، اثنان منها في شمال الدولة العبرية واثنان في جنوبها، وذلك "استمرارا بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونصرة لأهلنا في فلسطين ولبنان".
ومنذ أشهر تتبادل إيران وإسرائيل على فترات ضربات صاروخية وغارات جوية، على خلفية ملفات أبرزها حرب الإبادة الجماعية التي تشنها تل أبيب، بدعم أميركي، على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووسعت إسرائيل في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، نطاق الحرب لتشمل لبنان، كما تنفذ غارات جوية دموية على اليمن وسوريا، وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية واسعة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي عربية في فلسطين ولبنان وسوريا، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي تزامن لافت مع زيارة الأعرجي، يزور رئيس أركان الجيش السعودي طهران، على رأس وفد رفيع المستوي، واستقبله الأحد نظيره الإيراني محمد باقري.ومن المقرر أن يبحث الجانبان العلاقات  الثنائية، خاصة الدفاعية، حسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).