دعوة بوريل لتعليق الحوار مع اسرائيل تصطدم باعتراضات أوروبية

وسائل اعلام اسرائيلية تصف مقترح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بأنه سابقة خطيرة.

بروكسل - اصطدمت دعوة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بتعليق الحوار مع إسرائيل كنوع من الضغط على الدولة العبرية لوقف عدوانها على غزة ولبنان، باعتراضات من معظم دول الاتحاد، بينما وصفته وسائل اعلام عبرية بأنه سابقة خطيرة، فيما يستعد المسؤول الأوروبي لمغادرة منصبه الشهر المقبل، إلا أنه كان من بين كبار المسؤولين الأوروبيين الذين اتهموا تل أبيب بارتكاب جرائم ابادة بحق الفلسطينيين من قتل وتجويع.

وقدّم بوريل هذا الاقتراح قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من المزمع عقده الإثنين في بروكسل. وهذا الحوار السياسي الذي يطالب بتعليقه قائم بموجب إطار اتفاق الشراكة بين إسرائيل والاتحاد ودخل حيّز التنفيذ في يونيو/حزيران 2000.

وكانت العديد من دول التكتل التي ترتبط بعلاقات وثيقة وشراكات واسعة مع الدولة العبرية قد عبرت منذ بداية الحرب على غزة عن دعمها لما قالت إنه "حق إسرائيل في  الدفاع عن نفسها" رغم انتقادها للحرب.

ولا تعدّ حظوظ المقترح الذي عمّم الأربعاء على سفراء الدول السبع والعشرين المجتمعين في بروكسل، كبيرة فسرعان ما أعربت بلدان عدة عن معارضتها من بينها إيطاليا وألمانيا وهولندا والدنمارك والمجر وتشيكيا، بحسب ما أفاد دبلوماسي أوروبي. وتتطلّب القرارات المتّخذة في مجال السياسة الخارجية إجماع الدول.

وأجمعت الدول في مايو/أيار على عقد اجتماع لمجلس الشراكة بين إسرائيل والاتحاد للنظر خصوصا في حالة حقوق الإنسان في غزة، لكن هذا اللقاء لم ينظّم بعد بسبب خلاف على جدول أعماله.

وتثير مسألة العلاقات مع إسرائيل انقساما بين دول الاتحاد، إذ يشدّد البعض على حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في حين يطالب آخرون بوضع حدّ للأعمال القتالية وبحقّ الفلسطينيين في دولة.

واعترفت إيرلندا وإسبانيا بدولة فلسطين في مايو/أيار، بينما تتحفّظ بلدان أخرى عن هذه الخطوة أو تعتبر أن الوقت غير مناسب لها.

وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" الأربعاء أن "الاتحاد الأوروبي سيبحث خفض مستوى العلاقات مع إسرائيل على خلفية ارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين بقطاع غزة".

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أوروبي أن "العلاقات بين إسرائيل وبوريل كانت في أدنى مستوياتها منذ فترة طويلة،على خلفية الحرب في غزة ولبنان".

ووصفت مقترح بوريل بتعليق الحوار مع إسرائيل بأنها "خطوة غير مسبوقة والأولى من نوعها ضد الدولة العبرية"، فيما اعتبر الدبلوماسي الأوروبي أن "المبادرة تبعث برسالة مفادها أن سلوك الحكومة الإسرائيلية في الفترة الحالية يضر بعلاقاتها مع أوروبا".

وقالت "يسرائيل هيوم" "لا يزال من المبكر تحديد كيف ستؤثر خطوة بوريل، التي تعد واحدة من التحركات الأخيرة له قرب نهاية فترة ولايته، على إسرائيل مستقبلا وعلاقتها بالقانون الدولي على سبيل المثال".