الزوار الصغار يستكشفون التراث المغربي في الشارقة للكتاب
الشارقة - نظم الرواق المغربي في إطار التعريف بتراث المملكة لدى الناشئة، طيلة أيام الدورة الـ43 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تختتم فعالياته الأحد، برنامجا خاصا بالطفل، حيث تم أمام عدد كبير من الزوار الصغار وأسرهم استحضار العديد من القصص وتنظيم ورشات عملية منها ما يتعلق بالصناعة التقليدية وأخرى تهم فنون الحكاية.
وتهدف فعاليات هذا البرنامج إلى جعل زيارة الأطفال لفضاء الأنشطة، تجربة فريدة يظل أثرها عالقا بوجدانهم من خلال تفاعلهم الحي والمباشر مع التراث المغربي، وذلك بالاعتماد على طرق تجمع بين المتعة النفسية والفائدة التعليمية.
وتسعى هذه الورشات كذلك إلى إثارة فضولهم وتعميق فهمهم للعناصر الثقافية والفنية التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية، مما ساهم في تعزيز شغفهم بالفنون التقليدية، والوعي بأهمية المحافظة على الإرث الحضاري.
ويقوم هذا البرنامج على تجربة يدوية تحقق سفرا إلى عوالم التراث المغربي، من خلال الاستفادة والمشاركة في ورشات اكتشاف الفنون والحرف التقليدية المغربية مثل الزخرفة، والخزف، والنسيج والزليج.
ويقدم المؤطرون أيضا تجربة ذهنية تحفز مخيلات الأطفال من خلال وضعهم في غمار أجواء حكائية تتحقق لهم بها متعة الإنصات لقصص وحكايات شعبية تنتمي إلى الموروث الشفوي المغربي.
وقالت الحكواتية المغربية هند الساعدي إنها أخذت من خلال قصتها "رحلة أريج في المغرب البهيج" الأطفال في سفر إلى المملكة للتعرف على المدن المغربية والكثير من المعالم البارزة والخصائص المميزة لكل مدينة.
وأوضحت أنها تعتمد في قصتها على الرموز والصور المتحركة والألوان لكي يستوعبها الصغار، خصوصا أن أغلب المشاركين لا تتجاوز أعمارهم السبع سنوات.
وأضافت الساعدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن فن الحكي يساهم كثيرا في تنمية ذاكرة الطفل من خلال تفاعله مع القصة ومحاولة تخيل أحداثها، مشيرة إلى أنها تشتغل في كتاباتها القصصية على مرحلة طفولتها والتجارب التي عاشتها من خلال تمازج فريد من نوعه ما بين العالم الواقعي والخيال.
ويقدم المغرب كضيف شرف لهذه الدورة تحت شعار "مغرب الثقافات في شارقة الكتاب"، وعلى مدى 12 يوما برنامجا ثقافيا غنيا، يضم 107 فعاليات تغطي مجالات ثقافية وفنية وأدبية متنوعة بمشاركة 100 كاتب وأديب وناشر، فضلا عن 10 جلسات للتعريف بالمطبخ المغربي.
ويسلط الرواق المغربي الممتد على مساحة تقارب 190 مترا مربعا بمركز إكسبو الشارقة، الضوء على مختلف جوانب الثقافة المغربية بتلاوينها المتعددة، احتفاء بتراثها الثقافي الثري وإبداعات كتابها ومفكريها، ليمنح الزوار فرصة للتعرف على تاريخ المغرب الغني وإرثه الحضاري المتنوع.
ويسعى معرض الشارقة الدولي للكتاب في كل دورة من خلال فعاليات الطفل إلى غرس حب الكتاب في نفوس الأطفال وتعزيز شغفهم بالقراءة، وترسيخ دور الترفيه في خلق الدافع لديهم لاكتساب المعارف، إذ يخصص سنويا برنامجا حافلا بالفعاليات العلمية، الإبداعية والتفاعلية التي تجمع الصغار في فضاء من التعلم والمتعة.