مقتل مسؤول إعلام حزب الله في غارة اسرائيلية على قلب بيروت
بيروت - شن الجيش الإسرائيلي الأحد غارة على منطقة رأس النبع في العاصمة اللبنانية بيروت، استهدفت مبنى تابع لحزب البعث بالمنطقة، وأدت إلى مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله محمد عفيف.
وذكر تقرير لموقع "واي نت" العبري التابع لصحيفة يديعوت احرنوت، أنه في حين تنتظر إسرائيل رد حزب الله على الاقتراح الأميركي الأخير لوقف إطلاق النار، يواصل الجيش الإسرائيلي تقدمه نحو بيروت، وأعلن ظهر الأحد أنه استكمل موجة أخرى من الهجمات القوية في حي الضاحية الجنوبية في بيروت.
ولاحقا، وردت أنباء عن هجوم غير عادي في وسط بيروت في حي رأس النبع، وبعد وقت قصير من ذلك ذكرت التقارير أن مسؤول الإعلام والعلاقات الإعلامية في حزب الله، محمد عفيف، قُتل في الهجوم نفسه.
وأفاد مصدر أمني بأنّ عفيف كان موجودا في مقر حزب البعث، بينما قال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، إن "غارة العدو الإسرائيلي على رأس النبع، أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح".
وذكرت القيادة المركزية لحزب البعث في لبنان إن الهجوم استهدف مقر الحزب في رأس النبع. وحزب البعث هو حزب الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الحزب الحاكم في سوريا.
ويعتبر عفيف من جيل المؤسسين للميليشيا والتحق بها العام 1983. ويتولى مسؤولية الإعلام حزب الله منذ العام 2014. وكان صديقا لأميني عام حزب الله الراحلين عباس الموسوي، وحسن نصر الله.
وعمل رئيسا للأخبار والبرامج السياسية في قناة المنار التابعة للحزب، وكان مقربا من نصر الله ومستشاره الإعلامي.
وساهم عفيف في إدارة التغطية الإعلامية لحزب الله خلال حرب تموز 2006، وهو مسؤول عن ملف الدعاية الموجهة للداخل الإسرائيلي، ويعتبر مسؤولا عن صياغة الموقف السياسي والاستراتيجي للحزب. وله أدوار سياسية وثقل داخل الحزب، كونه كان من الشخصيات المقربة جدا من نصر الله.
وعُرف عنه منذ بدء دخول جنوب لبنان كجبهة إسناد لغزة بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية عليها في أكتوبر من العام الماضي، بخروجه بمؤتمرات صحفية يومية.
وخرج بمؤتمر صحفي في موقع اغتيال نصر الله في سبتمبر/أيلول الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
والشهر الماضي، ظهرت لقطات لأفراد من وسائل الإعلام وهم يفرون من مؤتمر صحفي عقده عفيف في محاولة للادعاء بأن وضع حزب الله مستقر، في الوقت الذي ورد فيه تحذير من موجة وشيكة من الهجمات.
وصعدت القوات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي، من وتيرة هجماتها على الضاحية الجنوبية، وأعلنت مساء السبت أنها أكملت موجة رابعة من الهجمات هناك في يوم واحد ـ حيث هاجمت خمسين هدفاً لحزب الله في الضاحية خلال أسبوع واحد.
وصباح الأحد، استكملت موجة أخرى من الهجمات، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "جميع الأهداف العسكرية التي هوجمت وضعها حزب الله عمداً في قلب السكان المدنيين. وهذا مثال آخر على استخدام حزب الله للمواطنين اللبنانيين كدروع بشرية".
وادعى أنه "قبل الهجوم، تم اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمالية إلحاق الأذى بالمدنيين، والتي تشمل جمع المعلومات الاستخباراتية الأولية والاستطلاع الجوي، وتوجيه إنذارات مسبقة لإخلاء السكان في المنطقة".
وجاءت تلك الغارات بعد وقت قصير من إنذار بالإخلاء وجهه الجيش الإسرائيلي لأهالي تلك المناطق.
وقال ناطق الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة إكس، "إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في مناطق حدث بيروت وبرج البراجنة والشياح".
وقال أدرعي، أن سكان تلك المباني "موجودون قرب منشآت ومصالح تابعة لحزب الله، حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب".
وتابع "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم، عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورا، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
وأعلن الجيش اللبناني الأحد مقتل أحد عسكرييه وإصابة ثلاثة آخرين بضربة إسرائيلية، متّهما الدولة العبرية بأنها استهدفت بشكل مباشر موقعا عسكريا تابعا له في جنوب لبنان حيث يخوض الجيش الإسرائيلي قتالا مع حزب الله.
وجاء في بيان للجيش "استهدف العدو الإسرائيلي مركزا للجيش بشكل مباشر في بلدة الماري- حاصبيا ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم في حالة حرجة".
وقُتل 12 جنديا لبنانيا بضربات إسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران في أيلول/سبتمبر، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.