كورونا علاجا للسرطان!
واشنطن – رب نافعة ضارة، مثل ربما ينطبق على جائحة كورنا، بعد توصل العلماء الى نهج علاجي غير تقليدي للسرطان يعتمد على الفيروس الذي ارق العالم طويلا.
وذكرت مجلة "تايم" أن بعض الأطباء رصدوا خلال جائحة كورونا أن بعض الأشخاص المصابين بالسرطان ممّن أصيبوا بفيروس "كوفيد 19"، قد تقلصت أورامهم السرطانية أو أنها نمت بوتيرة أقل من السابق.
ونقلت المجلة عن الدكتور أنكيت بهارات، رئيس جراحة الصدر في جامعة نورث وسترن الأمريكية، قوله: "لم نستطيع الوقوف على حقيقة الأمر، لأن هؤلاء المرضى كانوا في حالة مرضية شديدة. هل كان ذلك لأن الجهاز المناعي كان محفَّزا بشدة بسبب الإصابة بفيروس كوفيد 19، لدرجة أنه شرع في قتل الخلايا السرطانية؟".
شرع في قتل الخلايا السرطانية
وقرر بهارات وفريقه إجراء دراسة باستخدام مزيج من الخلايا البشرية والنماذج الحيوانية، لمعرفة ما إذا كانت الإصابة بفيروس كورونا قد ساعدت في خفض نمو الأورام السرطانية على أمل أن يمهد ذلك الطريق أمام إيجاد طريقة جديدة محتملة لمكافحة السرطان.
واعتمد الباحثون على تجارب أُجريت على مجموعة من الفئران، وبيّنت أن الحمض النووي الريبوزي لفيروس كورونا يمكنه تحفيز نمو خلايا مناعية مضادة للسرطان.
وكشفت الدراسة عن أن وجود "سارس-كوف-2"، العامل المسبب لكورونا، قد جعل الخلايا المناعية المسماة الوحيدات (monocytes)، تعمل وتتصرف بشكل مختلف عما كانت تفعله عادة.
ووفقًا للنتائج الأولية، ساهم الفيروس في تقليص حجم الأورام لدى الفئران المصابة بالسرطان بنسبة تراوحت بين 60 بالمئة و70 بالمئة. ويعود هذا التأثير إلى قدرة الحمض النووي الريبوزي الخاص بـ"كوفيد-19" على إرسال إشارات تنشط الجهاز المناعي، مما يحوّل نوعًا معينًا من خلايا الدم البيضاء، المعروفة بالخلايا الوحيدة التقليدية، إلى خلايا غير تقليدية قابلة للتحريض (I-NCMs).
هذه الخلايا قادرة على الانتشار في الأوعية الدموية والأنسجة المحيطة بالأورام، حيث تلعب دورًا فاعلًا في مكافحتها. وأوضح الباحثون أن هذه الخلايا تتكاثر عادة كرد فعل التهابي، وهو ما يحدث أثناء الإصابة بالفيروس.
وأشار الدكتور أنكيت بهارات، رئيس قسم جراحة الصدر ومدير معهد كانينغ، إلى أن هذه الخلايا التي ينشطها فيروس كورونا أظهرت قدرة واضحة على محاربة أنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطانات الجلد والرئة والثدي والقولون.
وعلى الرغم من أن الدراسة ما زالت في مراحلها الأولى، فإن الباحثين يأملون أن تمهد هذه النتائج الطريق لتطوير علاجات مبتكرة لمكافحة السرطان في المستقبل.
وعلى الرغم من أن هذه النتائج واعدة، إلا أن الأبحاث لا تزال في مراحلها المبكرة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وتطوير علاجات فعّالة للسرطان بناءً على هذه الاكتشافات.