'صفاقس تغني مالوف' على إيقاعات فرق موسيقية من تونس وخارجها

التظاهرة تمتد كامل السنة لتقدم تصورا جديدا مفعما بعطر التراث الموسيقي العريق.

صفاقس (تونس) - "صفاقس تغني مالوف" عنوان تظاهرة مفعمة بعطر التراث الموسيقي العريق تنطلق في التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في تصور جديد، لتمتد كامل السنة بالمسرح البلدي بصفاقس، وذلك ببادرة من جمعية مهرجان الأصيل للموسيقات المغاربية، بالشراكة مع بلدية صفاقس، والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.

وقالت رئيسة جمعية مهرجان الأصيل للموسيقات المغاربية وفاء فخفاخ الزحاف، في تصريح إعلامي، على هامش ندوة صحفية تم عقدها الخميس، للإعلان عن التظاهرة إن "صفاقس تغني مالوف" التي اختارت الجمعية أن تكون على مدار السنة، وتحديدا آخر أسبوع من كل شهر، والدخول إلى عروضها مجانيا، سوف تكون مؤثثة ببرمجة سهرة المالوف، تحييها فرق موسيقية عريقة من تونس وخارجها، في ميدان المالوف والطرب الأصيل، وتمتزج خلالها الأصالة بالتجديد.

ولفتت إلى أنه "منذ تأسيس جمعية مهرجان الأصيل للموسيقات المغاربية سنة 2020، يتم الاشتغال على فن المالوف للحفاظ على الموروث الثقافي والهوية التونسية"، معربة عن "اعتزازها بالعدد المحترم للأطفال الذين تعرفهم أكاديمية صفاقس للمالوف، لتعلم فنون وأصول الموسيقى التونسية، باعتبار أن الأطفال هم النواة الأولى لخدمة المستقبل".

وأضافت أن "العروض الموسيقية في الشارع التي دأبت الجمعية على تنظيمها، متواصلة، من أجل تقريب فن المالوف للمستمع التونسي، ويكون فخورا بهويته".

وتم على هامش الإعلان عن التظاهرة إمضاء عقد شراكة بين جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية، وجمعية مهرجان الأصيل للموسيقات المغاربية، وبخصوص ذلك، أوضحت الزحاف أن "عقد الشراكة مع جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية العريقة التي تأسست منذ 90 سنة خلت، لا يمكن إلا أن يعود بالفائدة على جمعية مهرجان الأصيل للموسيقات المغاربية الحديثة النشأة، من خلال الاستئناس بخبرات الرشيدية".

ويتنزل عقد الشراكة في إطار احتفال جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية بالذكرى 90 لتأسيسها، وفق رئيس جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية، أنيس الصغير، مبينا أن "فحوى عقد الشراكة يتمثل أساسا في التعاون الأكاديمي بين جمعية المعهد الرشيدي وجمعية مهرجان الأصيل للموسيقات المغاربية، وتنظيم دورات تكوينية، وتبادل الخبرات بين جمعية المعهد الرشيدي الذي يحتوي على رصيد كبير في فن المالوف منذ تأسيسها، وحضور جمعية المعهد الرشيدي في المهرجانات التي تقوم بها جمعية مهرجان الأصيل للموسيقات المغاربية، وتواجد هذه الأخيرة في مهرجانات ترنيمات ليالي الرشيدية وغيرها، وتواجدها كشريك فاعل في احتفالية جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية بالذكرى 90 لتأسيسها".

ويعد الإعلام القاطرة الأساسية للحفاظ على المالوف التونسي كتراث لامادي، بحسب ما نشرته وكالة تونس أفريقيا للأنباء نقلا عن أنيس الصغير.

واعتبر الطاهر الحبيب كاتب عام جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية أن "جمعية مهرجان الأصيل للموسيقات المغاربية تعد ميلادا جديدا للرشيدية سنة 1924، باعتبار المجهود الجبار الذي تقوم به رئيسة الجمعية، للمحافظة على الطابع التونسي، والأغنية التونسية، والذائقة السمعية، في ظل ما تشهده الساحة الفنية اليوم من تدني الكلمة، والطابع الموسيقي، حيث أصبحنا غرباء في بلادنا".

وأكد على أن "الطبوع التونسية هي الأصل والثبات على المبدأ يتطلب نفسا طويلا"، مشيرا إلى أن "حال الرشيدية من حال فرقة الإذاعة والتلفزيون التونسية، وفرقة الفنون الشعبية، حيث تسير نحو الانقراض، ولا يمكن التعويل حاليا على دعم الجانب الرسمي".

وثمن عدد من المتدخلين الدوام الشهري لتظاهرة "صفاقس تغني مالوف"، والدخول المجاني للعروض المبرمجة، لترغيب عامة الناس في سماع فن المالوف، مؤكدين على ضرورة توفر الإرادة السياسية، للحفاظ على الموسيقى التونسية والمالوف باعتباره موروثا لاماديا.

ويفتتح عرض لنادي الأصيل للموسيقى العربية بصفاقس التظاهرة في التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الجاري، تليه عروض في فن المالوف، آخر أسبوع من كل شهر، حيث سيكون الموعد يوم 27 ديسمبر/كانون الأول المقبل مع فرقة شيوخ المالوف الخام بتستور.

وتتواصل رحلة فن المالوف والطرب الأصيل، حيث سيضرب عشاق هذا الفن يوم 30 يناير/كانون الثاني المقبل، موعدا مع فرقة خميس الترنان للمالوف ببنزرت، وفي يوم 28 فبراير/شباط من السنة المقبلة، سيكون الموعد مع استضافة فرقة الدار الغرناطية بالقليعة الجزائر التي لها عراقة ورصيد في فن المالوف منذ 50 سنة.

وسينتشي عشاق المالوف خلال شهر مارس/آذار المقبل بعرض لمجموعة نوى للمالوف بالقيروان الذي تمت برمجته ليوم 28 مارس/آذار، يليه عرض فرقة الرشيدية بتونس يوم 25 أبريل/نيسان.

وقد تمت برمجة عرض فرقة جوق الموسيقى التونسية بسوسة ليوم 30 مايو/أيار القادم، وعرض فرقة أكاديمية صفاقس للمالوف ليوم 27 يونيو/حزيران، هذا وتركن عروض تظاهرة "صفاقس تغني مالوف" إلى الراحة شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب القادمين، لتستأنف خلال شهر سبتمبر/أيلول القادم من خلال عرض مالوف مغاربي ثنائي تونسي - جزائر، تمت برمجته يوم 26 سبتمبر/أيلول، لتختتم التظاهرة يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول بعرض لفرقة التخت العربي للمالوف بصفاقس.