'فيزا فور ميوزيك' يسدل ستاره على أنغام موسيقية متنوعة

الدورة الحادية عشرة للمهرجان تميزت بألوان وإيقاعات عالمية وأصوات غنائية فريدة أتحفت جمهور مسرح محمد الخامس بالرباط.

الرباط - أسدل الستار، السبت، بمسرح محمد الخامس بالرباط، على الدورة الحادية عشرة لمهرجان "فيزا فور ميوزيك" التي نظمت من 20 إلى 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على أنغام ألوان موسيقية متنوعة.

وكان الجمهور السبت على موعد مع الثنائي "أركاي" من الولايات المتحدة، وهي فرقة موسيقى كهروصوتية مبتكرة تضم عازف الكمان جوناثان ميرون، وعازف التشيلو فيليب شيغوغ.

وقدم الثنائي عرضا موسيقيا آسرا، حيث أديا مقطوعات أصلية من ألبومهما "Crossroads"، الذي يجمع بين النغمات العصرية والأجواء الهادئة والإيقاعات القوية، ثم انغمس الجمهور بعدها في مزيج من ألحان الموسيقى العربية الكلاسيكية والألحان الفولكلورية التقليدية وألوان موسيقية حديثة؛ كالروك والموسيقى الإلكترونية لفرقة "البيت العشوائي" الأردنية.

وتتميز الفرقة بهوية صوتية أصيلة ومتناغمة، حيث أدى أعضاؤها الثلاثة وهم فراس عرابي وسيف أبوحمدان وقيس رجا أغنيتي "السماع" و"عصر الدلو" في انسجام تام مع معجبيهم.

وبلغ حماس الجمهور ذروته مع فرقة "مونيكا للجاز العربي" التي تتكون من أربعة فنانين من العراق وكندا، حيث قدموا عرضا مليئا بالحماس الغامر من خلال أغاني تمزج بين موسيقى الجاز والبلوز مع إيقاعات أفريقية وألحان عربية.

ولم يفت الفرقة أن تضفي البهجة على الجمهور من خلال المزج الموسيقي الفريد ومتعدد الثقافات، بأداء مجموعة متنوعة من أعمالها مثل "أمان" و"يا غايب".

واختتمت الأمسية بعرض موسيقى للفرقة المغربية  "Urban Folklore"التي قدمت للجمهور دمجا جريئا لموسيقى الجاز والموسيقى العصرية مع أنغام معاصرة من خلال أغنيتها المميزة "Phenomena".

وتتكون هذه الفرقة الموهوبة من سليم عكي (طبول وغناء)، وحكيم بلعياشي (جيتار كهربائي)، وخليل بنسودة (آلة الباص)، ومايكل بوغون (ساكسفون) ومراد بلوادي (آلة الفلوت).

وجمعت الدورة الحادية عشرة من تظاهرة "فيزا فور ميوزيك" التي تعد من أبرز مواعيد الموسيقى الأفريقية والشرق أوسطية، أكثر من 1000 محترف في الصناعة الموسيقية و500 فنان من مختلف أنحاء العالم.

وتنوعت الأمسيات الموسيقية المنظمة ضمن فعاليات المهرجان، حيث سافر جمهور المسرح الوطني محمد الخامس، الجمعة بالرباط، في رحلة موسيقية فريدة قدمها فنانون بألوانهم الموسيقية الرائعة التي مزجت بين إيقاعات وأنماط فنية متعددة.

وتمكنت هذه العروض الموسيقية من نيل إعجاب وتقدير الجمهور الكبيرين، حيث صفقوا بحرارة لمختلف الفرق والفنانين الذين تعاقبوا على تقديم لوحاتهم الغنائية بمسرح محمد الخامس. فبصوتها القوي وبطاقتها المفعمة بالحيوية، أسرت الفنانة سارة الجمهور منذ اللحظة التي اعتلت فيها خشبة المسرح، وأدى الثنائي "سارة وإسماعيل" أغانيهما التي تزاوج بين التراث والموسيقى العصرية، حيث قاما بتحديث الألحان الأمازيغية التقليدية وأدخلا عليها نكهات موسيقية حديثة.

وبإيقاعاتها المميزة، ألهبت فرقة "سارة وإسماعيل" حماس الجمهور الذي تفاعل من خلال رقصات عفوية وترديد مقاطع غنائية بصوت واحد في أجواء احتفالية رائعة.

وأعربت الفنانة سارة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتها بالمشاركة لأول مرة في هذه الدورة، مشيرة إلى أن تفاعل الجمهور الكبير معهما كان بمثابة مفاجأة مبهرة للفرقة.

وأوضحت أن مهرجان "فيزا فور ميوزيك" يشكل "فرصة سانحة لتعريف جمهور أكبر بأعمال الفرقة الفنية واكتساب قاعدة جماهيرية خارج نطاق جمهورها المعتاد"، مبرزة أن مشروع فرقة "سارة وإسماعيل" "يتمحور حول الثقافة الأمازيغية، لذلك فإنها تقدم جميع أغانيها باللغة الأمازيغية من أجل التعريف بالثقافة واللغة الأمازيغية عبر إعادة توزيع بعض الأغاني المعروفة قصد تسهيل فهمها للأجيال الجديدة".

وعرضت الفرقة خلال مشاركتها في هذه الأمسية باقة من الأغاني من ألبومها الأول "أمودو" تضمنت أغاني مثل "ماناكو" و"تاغازوت" وألبومها الثاني "آيلي".

ومن خلال لون موسيقي دافئ، بواسطة القيثارة وآلة القانون، أمتع الثنائي النمساوي – اليوناني، الفنان فاسليس والفنانة صوفيا الجمهور بأداء تميز بالنغم الأصيل، حيث أبدع العازفان في تقديم مقطوعاتهما ببراعة، وسط تفاعل وانغماس الجمهور في أجواء الحفل الموسيقي.

وقدم الثنائي عرضا موسيقيا مميزا تضمن مقطوعات من ألبومهما الأخير "فراشة" ومقطوعة أخرى بعنوان "العودة" من تأليف فاسيليس، بالإضافة إلى مقطوعة "كوراقان" من تأليف صوفيا، وهي عبارة عن مزيج موسيقي مبتكر يجمع بين الإيقاعات الأفريقية وآلة القانون.

ويبرز هذا الاختيار الموسيقي رغبة الثنائي في تقديم تجربة موسيقية غنية تجمع بين الثقافات الموسيقية المتنوعة، مما يضفي لمسة مميزة على أدائهما. وقد لاقت مقطوعاتهما إعجاب الحضور، الذين عبروا عن تقديرهم للأداء الموسيقي المتميز من خلال تصفيق حار متواصل.

وعبر الفنانان فاسليس وصوفيا عن سعادتهما الغامرة بهذه التجربة وبالمشاركة لأول مرة في مهرجان "فيزا فور ميوزيك"، واصفين إياها بالرائعة والثرية.

وأوضحا لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه التظاهرة تمثل فرصة ثمينة للقاء عدد الكبير من المهتمين بصناعة الموسيقى والاطلاع على المشهد الموسيقي المتنوع، خاصة في المغرب وأفريقيا والشرق الأوسط، مؤكدين أن هذا المهرجان مناسبة للتبادل الثقافي بين الفنانين من مختلف الجنسيات.

وأشارا إلى أن موسيقاهما تمزج بين ألوان متعددة، حيث يستفيدان من خلفياتهما الموسيقية المتنوعة وآلاتهما ذات الأصول المختلفة لخلق أسلوب موسيقي فريد.

كما تضمنت أمسية، يوم الجمعة، عرضا موسيقيا لمجموعة "أولاد البلاد" المغربية – الفرنسية بإيقاعات تنهل من التراث المغربي والأندلسي، وقدمت كذلك فرقة "هلسنكي كوتونو" القادمة من فنلندا والبنين عرضها الموسيقي، ليختتم الفنان جوليان بلبشير من أستراليا برنامج هذه الليلة بالمسرح الوطني محمد الخامس.

ويعد مهرجان "فيزا فور ميوزيك" منذ تأسيسه سنة 2014 من طرف مؤسسة آنيا الثقافية، ملتقى حقيقيا للفاعلين في مجال الموسيقى، إذ يقدم برنامجا يلبّي احتياجات مهنيي وعشاق الموسيقى، من خلال لقاءات وعروض موسيقية حية ومؤتمرات وورشات عمل منظمة في عدة أماكن تاريخية بمدينة الرباط.

وتميز حفل افتتاحه باستعراض وبثلاث حفلات موسيقية مجانية برع في أدائها كل من فرقتي تاسوتا نيمال (المغرب)، وفيرو غايتا (الرأس الأخضر)، والمغنية فاليري إيكوم (الكاميرون – فرنسا).