الشيطان الأكبر يحاكم 'بايدن ونتنياهو'

المسرحية تضم نصين أحدهما نثري بقلم الكاتب محمد السيد عيد، والاخر شعري بقلم الشاعر أحمد فضل شبلول.

القاهرة - تماهيًا مع الوضع المأساوي الذي يتعرض له قطاع غزة في فلسطين المحتلة، والحرب عليه لأكثر من عام، وسقوط آلاف الشهداء والضحايا من أهل فلسطين في حرب غير متكافئة على الإطلاق، قام الناقد والسيناريست محمد السيد عيد بكتابة مسرحية نثرية عن محاكمة متخيلة للمتسببين في تلك الحرب، ومن يعاونهم ويساندهم بكل قوة في حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وجاءت المحاكمة من قبل الشيطان الأكبر، واسمه "الوسيم" الذي لم يتخيل أنه نفسه من الممكن أن يقوم بمثل هذه الحرب والدمار وسفك الدماء والانتقام من جميع الفلسطينيين على أرضهم سواء في قطاع غزة أو خارجه.

وأثناء المحاكمة يتنصل كل واحد من أن يكون هو سبب الحرب أو الداعي والداعم لها. وأخذ كل طرف يرمي بالتهمة على غيره، فالرئيس بايدن يتهم وزير خارجيته بلينكن بأنه هو المسؤول باعتباره وزير الخارجية وهو الذي يسافر ويروح ويجئ ويتحدث مع كل الأطراف، بينما يلقي نتنياهو المسؤولية على كاهل وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت – الذي أقاله بعد ذلك - بأنه المسؤول المباشر عن القتل والدمار والخراب.

والجميع يعترف بأن هناك قتلا ودمارًا وخرابًا ودماءً تسيل بغزارة في كل لحظة، ولكنهم لا يعملون على إطفاء الحروب وحقن الدماء.

وتظهر شخصيات أخرى مساعدة في المسرحية لتخفيف حدة النيران المشتعلة ومحاولة إيقاف الحرب والنزيف مثل غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة، وهاري ترومان الرئيس الأميركي الأسبق.

وقد شارك الشاعر أحمد فضل شبلول في إعادة صياغة هذه المسرحية لتكون مسرحية شعرية. وعلى ذلك سنجد نصين للمسرحية، النص النثري بقلم الكاتب محمد السيد عيد، والنص الشعري أو الرؤية الشعرية بقلم الشاعر أحمد فضل شبلول.

الجميع يعترف بأن هناك قتلا ودمارًا وخرابًا ودماءً تسيل بغزارة في كل لحظة، ولكنهم لا يعملون على إطفاء الحروب وحقن الدماء

صدرت المسرحية مؤخرًا عن دار غراب للنشر والتوزيع بالقاهرة، وجاءت في 104 صفحات، وجاء على الغلاف المعبِّر - والذي ينضح بالدماء التي تسيل من على وجوه شخوصها - أنها مسرحية وثائقية.

يبدأ كاتب السيناريو محمد السيد عيد بوصف المشهد الأول بقوله:

يبدأ العرض بمانشيتات تتوالي على شاشة:

جو بايدن في النزع الأخير

الرئيس الأمريكي السابق يحتضر

بايدن في غيبوبة

الولايات المتحدة تجهز إجراءات الجنازة

خوف من أعمال إرهابية أثناء الجنازة

ثم تنفرج الستارة ليبدأ العرض

الزمان: اللحظة الأخيرة في حياة بايدن

المكان: حجرة نومه الخاصة

المنظر: بايدن ممدداً على سريره في غيبوبة. الأجهزة الطبية حوله. تقف زوجته "جيل". تتحدث مع الطبيب المعالج.

بينما يبدأ الشاعر أحمد فضل شبلول المسرحية بهذا المشهد:

(تقف جيل تتحدث مع الطبيب المعالج)

جيل: (باكية أمام الطبيب) أيامٌ في الغيبويةْ

لا حيٌّ هوَ أو ميّتْ

غيبوبةْ

تُسلمهُ لغيبوبةْ

لا نعرفُ شيئًا عنه

لا نعرفُ هل سيعودُ إلينا

أم يخطفُه مَلكُ الموتِ

ونحنُ نُجالسهُ الآن

كيف يموتُ رئيسٌ تهتزُّ له الأركان؟

الطبيب: الكلُّ يموتُ .. ولا يبقى إلا الربُّ الإلهِ العظيمْ

جيل: كيف يموتْ؟

افعلْ شيئًا يا دكتور

أنقذْه من مِخلبِ موتٍ لا يرحم

أين الطبُّ وأين العلمُ وأين الرُّهْبان؟

الطبيب: نحنُ فعلنا كلَّ الأشياءْ

أجرينا الفحصَ

وحلَّلنا الدمَّ

كَشفْنا بالإشعاع الذريِّ

وجرَّبنا الوصْفاتِ الطبيَّة

وأتينا بالرهبانِ ..

أتينا بقساوسةِ كنائِسنا

أشعلنا الشمعَ كثيرًا

وقرأنا في الإنجيلِ طويلا

أسمعناهُ الموسيقى علَّ الروحَ تعود

أو حتى تخرجَ بهدوءٍ قبل صعود

 ننتظرُ الآنَ نتائجَ ما نفعل

الأملُ كبيرٌ في الربِّ

أن يرحمَه مِنْ كلِّ عذابٍ أو ذنبِ

سيَّدتي ..

لا نعرفُ ماذا نفعلُ أكثرَ من هذا؟

جيل: هل هوَ يشعرُ ..

هلْ هوَ واعٍ

هلْ هوَ ساهٍ

هلْ هوَ لاهٍ

هلْ هوَ مُدرِكْ؟

هلْ يتحرَّك؟

أمْ ذهبَ الوعيُ وذهبَ الذهنُ

وذهب الفكرُ إلى لا رجعةْ

أصبح مشلولا وقعيدًا كالسلعةْ

في سوقٍ بائرةٍ

أم هي خُدعة؟

وجاء على الغلاف الخلفي الاتهام الذي وجهه الشيطان الأكبر "الوسيم" إلى جو بايدن، قائلا:

هل تنكرُ أنَّك كنتَ من الأسبابِ الكبرى

في إزهاقِ العشراتِ من الآلافِ ..

بهذا العالمِ دون ذنوبٍ إرْتكبوها؟

أنتَ تفوَّقتَ علينا يا جو

وخصوصًا في غزَّة

حيث القتلى والمفقودونْ

عشراتُ الآلافِ من الشهداءْ

أطفالاً وشيوخًا ونساءْ

وتوفَّرتِ الأركانْ ..

أركانُ محاكمتِك.