الدبلجة تزيح عائق اللهجة أمام أعمال مغربية وتفتح آفاقا جديدة أمامها

صناع الدراما والسينما المغاربة يطمحون الى 'غزو الإنتاجات السوق الخليجية والمشرق وغيرها من البلدان'.

الرباط – أثار تطور الأعمال المغربية من أفلام أو مسلسلات في السنوات الأخيرة اهتمام القنوات والمنصات العربية التي قامت بدبلجة العديد منها الى اللهجة السورية والمصرية لتجاوز حاجز اللهجة المغربية التي لم يعتدها الجمهور كثيرا.

وقد نجحت التجارب الأولى في دبلجة مسلسل "بنات العساس" إلى السورية وبث على قناة الشارقة الإماراتية وتصدر المراتب الأولى في نسب المشاهدة. وهو دراما اجتماعية يحكي قصة فتاتين قدمتا إلى مدينة الدار البيضاء من إحدى القرى مع والدهما المقامر ووالدتهما. تموت الأمّ خلال وضع ابنتها الثالثة، ويتورّط الأب في جريمة قتل لم يرتكبها، وتجد الفتاتان الصغيرتان نفسيهما وحيدتين في مواجهة الحياة في مدينة كبيرة ومسؤولتين عن أختهما الرضيعة.

وتواصلت التجربة مع مسلسل "قضية العمر" الذي حقق بدوره متابعة هامة في دول خليجية وفي المملكة. كما تمت دبلجة مسلسل "المكتوب" و"سلمات أبوالبنات".

وانقسم النقاد والجمهور في المغرب بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، فبينما استقبلها البعض بترحاب على اعتبار أنّها تساعدها على الانتشار وتنقل قضايا المجتمع التي تعالجها، عارضها آخرون معتبرين أنّها تحد من انتشار اللهجة المغربية وتُفقد العمل روحه ورؤيته الفنية.

وقال الممثل والمخرج وكاتب السيناريو المغربي ادريس الروخ في تصريح سابق لموقع هسبريس المحلي إنها "خطوة مهمة جدا من أجل غزو الإنتاجات المغربية السوق الخليجية والمشرق وغير ذلك من البلدان، لكي يتعرفوا على هذه الإنتاجات وعلى المبدعين والمنتجين والمخرجين والكتاب المغاربة، والمناظر الطبيعية التي يزخر بها المغرب، ولكي يتعرفوا على الثقافة المغربية بشكل عام".

وتجدد الجدل مرة أخرى مع خوض تجربة أولى في دبلجة الأفلام المغربية الى اللهجة المصرية مع فيلم "أنا ماشي أنا" الذي تم عرضه ضمن الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي وفي عدد من قاعات السينما بالقاهرة والإسكندرية.

 وقالت الممثلة سكينة درابيل إحدى بطلات العمل إن دبلجة "أنا ماشي أنا" هو "إنفتاح على السينما المصرية وجمهورها العريض، مضيفة أنها تتمنى أن تكون هذه الخطوة هي أولى الخطوات من أجل الانفتاح على جميع اللهجات والانتشار بشكل كبير لأنه يتسحق العالمية"، نقلا عن موقع 360 المحلي.

وأكدت درابيل على أن هذا الأمر ربما يفتح المجال لدبلجة أعمال مغربية أخرى، أو ربما لأعمال مشتركة مغربية مصرية، مشيرة الى أنها "مستعدة للمشاركة في مثل هذه الأعمال كيفما كانت اللهجة أو اللغة، المهم الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور".

واعتبرت أن "هذه الخطوة قد تشجع المنتجين والنجوم المصريين لتصوير أعمالهم السينمائية في المغرب، وأن كل هذه الأمور تصب في مصلحة السينما المغربية".

وينتمي الفيلم إلى خانة الأفلام الكوميدية لكن يتخلله الكثير من الحب والرومانسية، ويقود الممثل عزيز داداس الذي يجسّد دور البطل فريد المشاهد في مغامرة مليئة بالإثارة والتشويق والمطاردة على مدى ساعتين في مدينة مراكش هروبا من المؤامرة وكيد زوجاته السابقات اللواتي يرغبن في الانتقام منه بعدما نصب عليهن.

ويشارك في بطولة هذا الفيلم للمخرج الجياري كل من عزيز داداس وماجدولين الإدريسي ودنيا بوطازوت وسكينة درابيل ووصال بريز وربيع القاطي وآخرون.

ودافعت الممثلة المصرية يسرى أيضا عن تجارب دبلجة الأعمال المغربية إلى المصرية، معتبرة أنها تُسهل فهم محتوى العمل وتشجع على متابعته.

وأضافت في تصريح لموقع مدار21 المحلي أن الدبلجة خطوة إيجابية فهي تعمل على نقل الأعمال المغربية إلى السوق الفني المصري مما يسهل على الجمهور فهم الحوارات والعلاقات بين الشخوص في العمل.

في المقابل، عبرت الممثلة ميساء مغربي عن رفضها، موضحة أن عرض الأعمال بلغاتها ولهجاتها الأصل يحافظ على الحس الفني وصوت الفنان.

 وتفضّل المغربي على الاقتداء بالتجارب العالمية التي تبث أعمالها بلغاتها مع ترجمة مكتوبة دون تغيير أصوات الفنانين.