المغرب يوفر منصة شاملة لحلول إنتاج الهيدروجين الأخضر

استضافة الرباط "المؤتمر الدولي حول الهيدروجين الأخضر" تعكس طموح المملكة في تعزيز قدراتها مجال الطاقة المتجددة.

الرباط - تستضيف الرباط النسخة الثانية من "المؤتمر الدولي حول الهيدروجين الأخضر"، الحدث الذي يعكس الطموح الكبير الذي يضعه المغرب في تعزيز قدراته في مجال الطاقة المتجددة، واستجابة المملكة للمساعي الدولية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية العالمية.

وتنظم جامعة محمد الخامس والجامعة الدولية للرباط، المؤتمر خلال الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحت شعار "نحو نظام بيئي للهيدروجين الأخضر". ويهدف إلى تسليط الضوء على أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يُعتبر أحد الحلول الرئيسية للطاقة المستدامة والمستقبلية.

ويعمل المغرب على زيادة الاستثمار في الطاقات المتجددة، فضلا عن عقد شراكات في إطار الهيدروجين الأخضر، ضمن جهود تخفيف التبعية للمصادر الخارجية.

ويطمح المغرب ليكون رائدا في مجال هذه الصناعة بهدف التصدير إلى أوروبا، حيث يمثل الهيدروجين الأخضر فرصة سانحة للمغرب لتعزيز مكانته في صناعة الأسمدة التي يعد من روادها عالميا بفضل احتياطيه الضخم من الفوسفات. لكن ذلك مرهون بتقلبات أسعار مادة الأمونياك الضرورية لهذه الصناعة حيث يعد أول مستورد لها في العالم.

المملكة تخوض تحدي إنشاء منظومة لسلسلة قيم صناعية تبدأ بمحطات تحلية مياه البحر، وبنيات تخزين الكهرباء.

وسيشهد المؤتمر مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة والفاعلة، من عارضين وخبراء ومتخصصين في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وستتم مناقشة السبل والآليات الممكنة لتطوير ودمج الهيدروجين الأخضر في مختلف التطبيقات والمجالات على المستويين الوطني والدولي، مثل التخزين الصلب للهيدروجين وإنتاج الأمونيا الخضراء.

كما سيوفر المؤتمر منصة حوار شاملة مع مختلف الأطراف، تأكيدًا على أن هذا المجال ليس حكرًا على المختصين والتقنيين فقط، بل هو قضية تهم البشرية جمعاء.

ويتزامن المؤتمر مع إطلاق "الجائزة الدولية للهيدروجين الأخضر"، التي ستكرم الشخصيات البارزة في هذا المجال.

وتخوض المملكة تحدي إنشاء منظومة لسلسلة قيم صناعية تبدأ بمحطات تحلية مياه البحر، وبنيات تخزين الكهرباء، وصولا إلى إيجاد حلول لإشكالية نقل وتسويق الهيدروجين. وأعلنت الحكومة المغربية في مارس/آذار الماضي، إطلاق مشروع الهيدروجين الأخضر، مشيرة إلى أن 100 مستثمر وطني ودولي أعربوا عن اهتمامهم بذلك.

ولفت بيان الحكومة إلى أنه من المتوقع أن يكون الهيدروجين الأخضر موجها للطاقة، وأحد المحفزات الرئيسية للانتقال الطاقي والنمو المستدام في المملكة.

ويستهدف "عرض المغرب" المستثمرين أو تجمعات المستثمرين الراغبين في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، سواء كان موجها للسوق الداخلية أو للتصدير أو لكليهما معا. وإبداء 100 مستثمر أجنبي ووطني اهتمامهم بالمشروع، يبين أهميته، حيث قدموا عروضا من أجل إنجاز مشاريع لتطوير الهيدروجين الأخضر.

ويعتبر انخراط المغرب في المجال الأخضر، تفعيلا لتعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس التي تهدف لتسريع وتطوير الطاقات المتجددة، حيث استطاعت البلاد اكتساب ثقة كبيرة من طرف المستثمرين الأجانب أو المغاربة، وذلك بفضل خبرات وتجارب التي راكمها.

وقامت المملكة بعدد من الإصلاحات في المجال التشريعي لتسهيل الاستثمار في مجال الطاقة، حيث أصدرت في فبراير/شباط 2023 قانونين، أحدهما يتعلق بالطاقات المتجددة، والآخر بالإنتاج الذاتي لهذه الطاقات.

وتم الارتكاز على مخطط تطوير البنية التحية والتنظيمية من أجل الطاقة الهيدروجينية، وأكدت المنظمات العالمية أن المغرب يمتلك المقومات من أجل أن يكون فاعلا أساسيا في المجال، وذلك من خلال الموارد الطبيعية التي يزخر بها، مثل الرياح والشمس وموقعه الجغرافي الاستراتيجي.

ودعا الملك محمد السادس نهاية يوليو/ تموز 2023، الحكومة إلى الإسراع بإعداد مشروع عرض المملكة في مجال الهيدروجين الأخضر.

ويسارع المغرب الخطى من أجل تأمين احتياجاته من الطاقة، خاصة أنه يستورد 96 بالمئة منها بقيمة تتجاوز 11 مليار دولار سنويا، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في شباط/فبراير 2022.