إسرائيل تقصف المنشآت العسكرية الرئيسية في سوريا

مصادر اعلامية تؤكد تدمير مركز البحوث العلمية بالكامل بقصف عنيف من قبل الطيران الاسرائيلي.
اسرائيل تعلن مواصلة استهداف المواقع العسكرية في سوريا وتدمر مركز البحوث العلمية بالكامل
التوغل العسكري الإسرائيلي في سوريا وصل إلى 25 كلم جنوب غربي دمشق بحسب مصدر أمني
الجيش الاسرائيلي ينفي تقدم دباباته نحو دمشق
تركيا ودول عربية تتهم اسرائيل باستغلال الاحداث في سوريا لتوسيع احتلالها للجولان

دمشق - سُمع دويّ انفجارات عنيفة في دمشق صباح الثلاثاء، وذلك بعيد إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ إسرائيل شنّت أكثر من 300 غارة جوية على سوريا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد قبل يومين حيث تتهم الدولة العبرية باستغلال الاحداث لتنفيذ أجنداتها والتوسع في الجولان والوصول لمنطقة قطنا، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده تغير وجه الشرق الأوسط.
وأظهرت مشاهد فيديو لخدمة البثّ الحيّ أعمدة من الدخان ترتفع فوق وسط العاصمة السورية.

وتحدثت وسائل اعلام أن مركز البحوث العلمية في دمشق التابع لوزارة الدفاع السورية والذي استُهدف بغارات إسرائيلية مساء الاثنين دمر بشكل كامل.
وكان هذا المركز الواقع في برزة والذي تقول الولايات المتحدة إنه مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، قد استُهدف في /أبريلنيسان 2018 خلال ضربات أميركية وفرنسية وبريطانية منسقة.
وشاهد مراسلون أبنية المركز الثلاثة مدمرة بشكل كامل وسوّيت بالأرض، فيما تتصاعد النيران من تحت الركام ومن أوراق مذيلة بعبارة "مركز البحوث العلمية".
وقال موظف يعمل في المركز منذ 25 عاما فضل عدم ذكر اسمه "كان للمركز نشاط عسكري سابقا لكنه منذ سنوات لم يعد له سوى نشاط مدني ويساهم في تطوير صناعة الادوية".
وأضاف "في دمشق مركزان بحوث علمية، واحد في بلدة جمرايا، والآخر هنا في برزة... الاثنان سويا بالأرض".
وكانت رائحة البارود تلف المكان، ما اضطر الموظفين الذين كانوا يتجولون في المكان إلى وضع قطعة قماش على أنوفهم.
وخلال الجولة، قال موظف آخر يعمل في المركز منذ أربعين عاما "هذه مقدرات سوريا وهذا الدمار على حسابي وحساب ابنائي واحفادي المركز الآن هو صفر، انتهى كل شيء... بشار الأسد متآمر مع إسرائيل".
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شنت في نيسان/ابريل 2018 ضربات استهدفت مركز البحوث العلمية وقواعد ومقرات عسكرية مرتبطة ببرنامج السلاح الكيميائي السوري في دمشق ووسط البلاد، بحسب ما اعلنت الدول الثلاث حينذاك.

وبحسب المرصد فإنّ إسرائيل تستهدف منذ فجر الأحد المنشآت العسكرية الرئيسية في سائر أنحاء سوريا بهدف تدميرها قائلا إنّ سلاح الجو الإسرائيلي شنّ منذ سقوط الأسد قبل يومين أكثر من 300 غارة جوية "دمّرت أهمّ المواقع العسكرية" وبقية ترسانة الاسلحة في هذا البلد.

وقال إنّ "إسرائيل دمرت أهمّ المواقع العسكرية في سوريا" بما في ذلك مطارات ومستودعات وأسراب طائرات ورادارات ومحطات إشارة عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز أبحاث علمية وأنظمة دفاعات جوية، فضلا عن منشأة دفاع جوي وسفن حربية في ميناء اللاذقية في شمال غرب البلاد.

وشدد مسؤولون إسرائيليون الاثنين على أن إسرائيل ستكثف ضرباتها الجوية على مخازن الأسلحة المتطورة في سوريا وستبقي على وجود "محدود" لقواتها على الأرض بهدف القضاء على أي تهديد قد ينشأ.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش "سيدمر الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في أرجاء سوريا، بما يشمل صواريخ سطح جو وأنظمة الدفاع الجوي وصواريخ سطح سطح وصواريخ كروز والصواريخ بعيدة المدى".

كما أفاد مسؤول إسرائيلي كبير إن الغارات الجوية ستستمر في الأيام المقبلة، بينما قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن إسرائيل ليس لديها مصلحة في التدخل في شؤون سوريا الداخلية، إذ لا يهمها سوى الدفاع عن مواطنيها.

وأضاف لصحفيين في القدس "لهذا السبب نهاجم أنظمة الأسلحة الاستراتيجية مثل الأسلحة الكيماوية المتبقية أو الصواريخ والقذائف بعيدة المدى حتى لا تقع في أيدي المتطرفين".

وفي مؤتمر صحفي قال نتنياهو الاثنين إن بلاده "تغير وجه الشرق الأوسط" بعد الإطاحة بحاكم سوريا بشار الأسد مشددا على أن الدولة العبرية "تدمر أعداءها خطوة بخطوة" في ما وصفه بـ "حرب وجودية فرضت علينا".
وأوضح أن النظام السوري كان "عنصرا مركزيا في محور الشر الإيراني"، متهما سوريا بزرع الكراهية ضد الدولة العبرية، والمشاركة في الهجوم خلال حرب 1973، وتسهيل "خطوط إمداد الأسلحة" بين إيران وميليشيا حزب الله في لبنان.
وأضاف "انهيار النظام كان "نتيجة مباشرة" للتحركات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران والميليشيات المدعومة من الحكومة الإيرانية في المنطقة، بما في ذلك حماس في غزة وحزب الله في لبنان".
وأوضح أن "محور الشر" الإيراني لم يختف بعد، مؤكدا أن إسرائيل "تغير وجه الشرق الأوسط" وأن "دولة إسرائيل تثبت مكانتها كمركز قوة في منطقتنا كما لم يكن الحال منذ عقود" مشددا على أن القسم الذي تحتله بلاده وضمته من هضبة الجولان السورية سيظل إسرائيليا "الى الأبد" دون توضيح مصير المنطقة العازلة التي تم احتلالها بعد سقوط الأسد.

رئيس الوزراء الاسرائيلي يقول ان بلاده تغير وجه الشرق الأوسط
رئيس الوزراء الاسرائيلي يقول ان بلاده تغير وجه الشرق الأوسط

وأضاف "اليوم، الجميع يدركون الأهمية الكبيرة لوجودنا في الجولان وليس على سفح الجولان".
وشدد على أن "الجولان سيكون جزءا من دولة إسرائيل الى الأبد"، علما أنه يشرف على هضاب الجليل وبحيرة طبريا مضيفا أن "سيطرتنا على هضبة الجولان تضمن أمننا. إنها تضمن سيادتنا".
وقال ايضا "أحرص على شكر صديقي، الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لتلبيته طلبي الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان في 2019"، في إشارة الى قرار اتخذه ترامب خلال ولايته الاولى (2017-2021) ويتنافى مع العديد من قرارات الامم المتحدة التي نصت على أن الجولان يبقى محتلا، مع عدم اعتراف المجتمع الدولي بضمه من جانب الدولة العبرية.
وكان نتنياهو أعلن الاحد أنه أمر الجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة المحاذية للقسم المحتل من الجولان.

قال مصدران أمنيان إقليميان ومصدر أمني سوري اليوم الثلاثاء إن توغلا عسكريا إسرائيليا في جنوب سوريا وصل إلى نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق.

وأوضح المصدر الأمني السوري أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا التي تقع على مسافة عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.

وقد نددت تركيا ودول عربية بالتدخل الإسرائيلي فيما طالبت الأمم المتحدة بوقف الضربات الإسرائيلية.
واستنكرت وزارة الخارجية التركية اليوم الثلاثاء بشدة بالتوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا وتقدمها داخل الأراضي السورية. وقالت الوزارة في بيان "إسرائيل تعكس مرة أخرى عقلية الاحتلال".
كما نددت دول مثل قطر والسعودية ومصر باحتلال المنطقة العازلة واستمرار استهداف مقدرات الشعب السوري.
كما دعا المبعوث الاممي الى سوريا غير بيدرسن الثلاثاء إلى وقف الضربات الإسرائيلية في سوريا قائلا في مؤتمر صحفي من جنيف " "من المقلق جدا رؤية تحركات وضربات إسرائيلية على الأراضي السورية. يجب أن يتوقف ذلك".

في المقابل نفى الجيش الإسرائيلي الثلاثاء تقارير تتحدث عن تقدم لدباباته في اتجاه دمشق، مؤكدا أنها موجودة فقط في المنطقة العازلة في الجولان.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة إكس عدم صحة تلك التقارير وقال إنها "غير صحيحة على الإطلاق، قوات الدفاع موجودة داخل المنطقة العازلة وفي نقاط دفاعية قريبة من الحدود بهدف حماية الحدود الإسرائيلية".

وفي رسالة وجّهها الإثنين إلى مجلس الأمن الدولي، جدّد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون التأكيد على أنّ الإجراءات التي اتّخذتها الدولة العبرية في المنطقة العازلة هي "محدودة ومؤقتة"، مشدّدا على أنّ القوات الإسرائيلية ستواصل "العمل بالقدر اللازم لحماية دولة إسرائيل ومواطنيها في ظل الاحترام الكامل للقانون الدولي".
وأضافت الرسالة أنّه "من المهمّ التأكيد على أنّ إسرائيل لا تتدخّل في الصراع الدائر بين الجماعات المسلّحة السورية، فتحركاتنا تركّز فقط على الحفاظ على أمننا".
وذكّر السفير الإسرائيلي بأنّ فصائل مسلّحة دخلت السبت إلى المنطقة العازلة حيث هاجمت مواقع لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف)، في حادثة كانت القوة الأممية أكّدت حدوثها بقولها إنّ "أفرادا مسلّحين مجهولي الهوية" دخلوا يومئذ المنطقة العازلة آتين من سوريا.
وأعلنت الأمم المتحدة الإثنين أنّ تقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان شكّل "انتهاكا" لاتفاق فضّ الاشتباك المبرم بين إسرائيل وسوريا في 1974.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن القوة الأممية المكلفة مراقبة فض الاشتباك (يوندوف) "ابلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الافعال تشكل انتهاكا لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك"، موضحا أن القوات الاسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في ثلاثة أماكن.
وشدد على أنه "يجب ألا تكون هناك قوات أو أنشطة عسكرية في منطقة الفصل. وعلى إسرائيل وسوريا الاستمرار في تنفيذ بنود اتفاق 1974 والحفاظ على استقرار الجولان".