طوب سعودي من القهوة والتمر!
الرياض – نجح علماء من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في تطوير نوع جديد من الخرسانة المستدامة والصديقة للبيئة باستخدام مواد طبيعية مبتكرة مثل نوى التمر وقشور القهوة، ما يسهم الحد من التأثير البيئي للمخلفات الزراعية.
وأشار الخبراء إلى أن المواد المستخدمة يتم إنتاجها بكميات كبيرة كجزء من النفايات الزراعية، حيث أن إعادة تدوير هذه النفايات وتحويلها إلى منتجات أساسية ذات قيمة يساهم بشكل كبير في تقليل تراكم المخلفات، مما يعزز الاستدامة ويقدم حلاً صديقا للبيئة.
ويساهم هذا الابتكار في توفير عزلا صوتيا وقوة ضغط تصل إلى 50 ميغا باسكال، إلى جانب تكلفتها المنخفضة، ما يطور استخدام استدامة قطاع البناء في المملكة ويجعله أكثر توافقا مع معايير الحفاظ على البيئة.
إلى جانب هذه المزايا، تُعد الخرسانة الجديدة خطوة نحو تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن صناعة البناء التقليدية، حيث تخفض من الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.
لم تقتصر الجهود السعودية على تطوير الخرسانة فقط، بل تعمل شركات محلية على طرح منتوجات بناء صديقة للبيئة مثل صفائح الطين المعالج التي تتكون من مزيج من الطين والرمل وبودرة الحجر، وتهدف إلى توفير بدائل عصرية وبيئية في تصميم المباني.
وتُعتبر هذه التطورات جزءًا من رؤية المملكة السعودية لتعزيز الاستدامة البيئية، حيث يتم التركيز على استخدام مواد طبيعية لتقليل النفايات وتحقيق توازن بين التطور العمراني والحفاظ على البيئة. هذه المبادرات تسهم في إنشاء مبانٍ عصرية متوافقة مع أهداف تقليل المخلفات الضارة وحماية المناخ.
وتؤدي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست" دورها الحيوي في إثراء منظومة البحث والتطوير والابتكار كونها المختبر الوطني وواحة للابتكار والمحرك الأساسي لقطاع البحث والتطوير والابتكار والجهة التقنـية المرجعية للجهـات الحكوميـة والقطاع الخاص في المملكة، حيث تقوم بإجراء وتنفيذ العديد من البرامج والمبادرات التي تساهم في دعم الابتكار، من خلال إجراء البحوث العلمية والتطبيقية، وتسريع التطوير التقني، وتوطين التقنيات الناشئة، وبناء القدرات الوطنية، لتحقيق التقدم التقني وتعزيز التنمية المستدامة في المملكة، وفق الموقع الرسمي للمؤسسة.
ويقوم قطاع البحث والتطوير في "كاكست" بإعداد وتنفيذ البحوث العلمية والتطبيقية من خلال قطاعاته الأربعة وهي الصحة والاستدامة والبيئة والطاقة والصناعة واقتصاديات المستقبل، لإيجاد الحلول المبتكرة ومواجهة التحديات الوطنية والعالمية، وبناء الكوادر الوطنية المتخصصة، لتكون كيانات بحثية رائدة في البحث والتطوير والابتكار من خلال تطوير وتوطين التقنيات العميقة.