إسرائيل تروج للبقاء في جنوب لبنان بنهاية مهلة اتفاق الهدنة
القدس - قالت قناة عبرية رسمية السبت إنه من المتوقع أن تبلغ إسرائيل الولايات المتحدة بأنها لن تنسحب من جنوب لبنان في نهاية مدة 60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار ما يعتبر تراجعا عما تم التوصل اليه من تفاهمات لإنهاء الحرب برعاية اميركية ويهدد بعودة الاشتباكات.
وبرعاية أميركية فرنسية بدأ في فجر 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله أنهى 14 شهرا من معارك هي الأعنف منذ حرب يوليو/تموز 2006.
وذكرت قناة "كان" التابعة لهيئة البث العبرية أن الخطوة الإسرائيلية ستأتي بدعوى أن "الجيش اللبناني لا يفي بشروط الاتفاق وأن حزب الله يحاول إعادة تنظيم صفوفه في المنطقة".
وأضافت "بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، من المفترض أن ينتشر الجيش اللبناني في المنطقة، لكنه يفعل ذلك بوتيرة بطيئة للغاية" متابعة "إضافة إلى ذلك، لا يهاجم الجيش اللبناني أهداف حزب الله التي نقلتها إسرائيل إليه من خلال آلية تم وضعها لهذا الغرض".
ومن المتوقع أيضا أن تنقل إسرائيل رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنها لن تسمح لسكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود بالعودة إلى منازلهم، وفق ذات المصدر.
وكانت تقارير سابقة تحدثت عن نية إسرائيل عدم الانسحاب من المواقع التي احتلتها في جنوب لبنان لكن رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان نجيب ميقاتي نفى إبلاغه بهذا الامر من الوسيط الأميركي.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلت الشهر الماضي عن مصادر تأكيدها أنّ "الجيش الإسرائيلي لا يتعامل مع التاريخ المحدد للانسحاب من لبنان على أنه تاريخ مقدس" فيما وصف بأنه تمهيد لعدم الانسحاب.
وفي سياق متصل أعلن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم اليوم السبت أن حزبه مستعدّ للرد على "خروقات" إسرائيل لوقف إطلاق النار بعد أكثر من شهر على سريان الاتفاق الذي ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في غضون 60 يوما.
وقال قاسم في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد، "قلنا بأننا نعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق وأننا سنصبر لكن لا يعني هذا أننا سنصبر لمدة ستين يوما".
وأكّد قاسم "لا يوجد جدول زمني يحدد أداء المقاومة لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مهلة الستين يوما في الاتفاق"، متابعا "قد ينفد صبرنا قبل الستين يوما وقد يستمر، هذا أمر تقرره القيادة، قيادة المقاومة هي التي تقرر متى تصبر ومتى تبادر ومتى ترد".
وشدد على أن "الاتفاق يعني حصرا جنوب نهر الليطاني ويلزم اسرائيل بالانسحاب"، مضيفا أن "الدولة الآن ونحن منها مسؤولة عن أن تتابع مع الرعاة لتكف يد إسرائيل ويطبق الاتفاق".
وفي ملف رئاسة الجمهورية، قال قاسم إن حزبه حريص على "انتخاب الرئيس على قاعدة أن تختاره الكتل بتعاون وتفاهم في جلسات مفتوحة"، معتبرا أن "هذا التوافق هو فرصة سانحة لنقلب صفحة باتجاه الإيجابية في لبنان".