روسيا تخطط لتوسيع التعاون مع ليبيا في قطاع الطاقة
طرابلس – بحث السفير الليبي لدى روسيا إمحمد المغراوي خلال لقائه بنائب وزير الطاقة الروسي رومان مارشافين استعداد اللجنة المشتركة بين البلدين استئناف أنشطتها بهدف تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني بين موسكو وليبيا، في وقت تسعى فيه الأخيرة إلى إعادة بناء بنيتها التحتية للطاقة، مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية واسعة للشركات الروسية وتعزيز دورها في القطاع.
وأشارت السفارة الروسية لدى ليبيا في منشور على صفحتها على فيسبوك إلى إمكانية عقد لقاء ثنائي بين رئيسي اللجنة وزيرالطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف ووزير المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة محمد الشهوبي بهدف بحث مشاريع مستقبلية بين الجانبين.
وقال نائب وزير الطاقة الروسي إن الشركات الروسية لا تزال لديها اهتمام بالمشاركة في مشاريع الطاقة بليبيا، لافتا إلى أنها "شريك واعد لروسيا بين الدول الأفريقية"، مضيفا "نرى إمكانات مختلفة لتطوير التعاون الثنائي، سواء في قطاع النفط والغاز والطاقة أو في مجالات أخرى".
وتسعى موسكو الى تأمين مصالحها الاقتصادية من خلال تعزيز العلاقات الثنائية مع ليبيا واستغلال الثروات الطبيعية المتوافرة فيها، حيث حرصت على عقد العديد من الشراكات الثنائية الهامة في السنوات الأخيرة في مجال الطاقة والسكك الحديدية، إلا أن بعض هذه المشاريع قد توقفت إثر الحرب في أوكرانيا والأوضاع الأمنية في ليبيا.
وبينما تتركز الأنظار على التحركات العسكرية الروسية في الشرق الليبي، يعمل الكرملين على بناء شبكة اقتصادية قوية في البلد الغني بالثروات والتي شملت مجموعة من الصفقات التجارية، بالإضافة الى التعاون في مجال التعدين لاستخراج المعادن النادرة، ما يمنح موسكو نفوذا إضافيا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شاركت كبرى الشركات الروسية في معرض بنغازي الدولي للنفط والغاز، وأجريت على هامش المعرض لقاءات بين ممثلي الشركات الروسية ومجتمع الأعمال الليبي، الذي أبدى اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات. وتضمنت المباحثات سبل دعم الاستثمارات الثنائية وتطوير البنية التحتية لقطاع الطاقة، ما يعكس الاهتمام المتزايد من الجانبين في تحقيق شراكة استراتيجية طويلة الأمد.
وبرزت موسكو كفاعل رئيسي في السياسة الليبية، حيث عملت على تعزيز علاقاتها مع الأطراف المختلفة في البلاد، من خلال دعمها لقائد القوات العامة المشير خليفة حفتر، فيما لم تغلق أيضا أبوابها أمام سلطات طرابلس، مما يعكس سياسة خارجية مرنة تهدف إلى تعزيز المصالح الروسية الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
وفي سياق تنافسي مع القوى الغربية، تسعى روسيا إلى تأكيد وجودها في البحر المتوسط، وتعزيز نفوذها في شمال إفريقيا، حيث ترى في ليبيا بوابة لتأمين مصالحها الإستراتيجية في البحر المتوسط والقارة الإفريقية واستغلال الموانئ والوصول الى الأسواق والموارد الافريقية.
وجدد تطور العلاقات الثنائية بين موسكو والسلطات الليبية في الشرق والغرب، مخاوف الدول الغربية، حيث دعت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني الأسبوع الماضي حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى التركيز بشكل أكبر على جناحه الجنوبي من البحر المتوسط وشمال أفريقيا، محذرة من توجه روسيا إلى تعزيز وجودها في شرق ليبيا بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
وقالت ميلوني "بعد سقوط نظام الأسد، من المعقول الاعتقاد بأن روسيا تبحث عن منافذ بحرية أخرى، ومن المعقول أيضا الاعتقاد بأن أحد هذه المنافذ قد يكون برقة".