المشاركة السعودية في دافوس تقيم الدليل على الحضور القوي للمملكة
دافوس - في دافوس، يعدّ مبنيان مهيبان يطلق عليهما "البيت السعودي" و"السعودية في دافوس" من أفضل المواقع في جادة "برومناد" الأنيقة والمؤدية إلى مركز المؤتمرات في المدينة السويسرية، ما يعكس الحضور المتزايد للمملكة في كبرى الاجتماعات الدولية.
وبهدف المشاركة في الاجتماع السنوي الذي يعقده المنتدى الاقتصادي العالمي والذي تحضره النخب الاقتصادية والسياسية في دافوس، حضر 57 سعوديا إلى المدينة السويسرية، بينهم تسعة وزراء، ضمن أكبر وفد رسمي، وفق برنامج المنتدى.
يطلّ مبنى "السعودية في دافوس" الذي يشغله السعوديون ويستقبل فيه الوزراء ضيوفهم وصحافيين، على مدخل قاعة المؤتمرات التي تستضيف أبرز أحداث الأسبوع في منتج التزلّج الفاخر الواقع على جبال الألب السويسرية.
ويقع هذا المبنى بجوار مبنى آخر تشغله شركة مايكروسوفت الأميركية العملاقة. ويقرّ مسؤول سياسي أوروبي اعتاد حضور المناسبات الدولية، بأنّ للسعودية حضورا قويا في مثل هذه المناسبات ويقول "سواء كانت اجتماعات رسمية أو دولية كبرى مثل دافوس، فإنّ الوفود قوية، بل تبدو كبيرة وفقا لمعاييرنا".
ويؤكد مسؤول سعودي أنّ اتساع نطاق مشاركة الوزراء ورجال الأعمال السعوديين في هذه المناسبات، يعود إلى الخطة الاقتصادية الطموحة "رؤية 2030" التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتشكّل حجر الزاوية في برنامج التحديث.
من جهته، يقول وزير المال محمد الجدعان ردا على سؤال لفرانس برس خلال فعاليات منتدى دافوس بشأن اهتمام المملكة بتطوير حضورها في الاقتصاد العالمي، "نحن لاعب أساسي في الاقتصاد العالمي. ويجب أن نثبّت حضورنا ضمن فئتنا".
وفي المناسبات الدولية الكبرى مثل قمة مجموعة العشرين التي ترأّستها الرياض في العام 2020، أو خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي، يتزايد عدد السعوديين الذين يختلطون بالحاضرين بزيّهم التقليدي.
كذلك، يتجلّى الحضور السعودي عبر "القوة الناعمة" التي تتمثّل في شراء الرياض نادي نيوكاسل يونايتد الذي يلعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، وفي تنظيم فعاليات دولية لسباقات الفورمولا 1 وللغولف والتنس وغيرها، وكلّ ذلك بالاعتماد على الأموال التي يوفرها صندوق الثروة السيادية. كما تمّ اختيار السعودية لتنظيم كأس العالم للعام 2034.
وتقول كارين يونغ المتخصّصة في السياسة الاقتصادية للخليج في معهد الشرق الأوسط في واشنطن "يتعلّق الأمر بالرؤية والقيادة"، مضيفة أنّ "كلّ هذه الجهود تستهدف جمهورَين"، أي السعوديين خصوصا الشباب في بلد أكثر من ثلثي سكانه تحت سنّ الثلاثين والظهور على الساحة الدولية".
كذلك، فإنّ المصالح الاقتصادية أمر أساسي بالنسبة إلى هذا البلد، وهو ما يتمثّل في "دافوس الصحراء" على سبيل المثال، والذي ينظّم كلّ عام.
وفي هذا الإطار، يقول وزير المال السعودي "بالنسبة إلينا، فإنّ الاستثمار في الرياضة والترفيه والثقافة لجذب مستثمرين هو في الواقع رهان ممتاز".
وبناء على أرقام الصندوق السيادي السعودي، بلغت مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلي الإجمالي 6.9 مليارات دولار في العام 2024، مقارنة بـ2.4 مليار دولار في 2016.
وتكمن النقطة المحورية لانفتاح هذه البلاد في تطوير الاقتصاد غير النفطي، خصوصا من تطوير قطاع السياحة وجذب المستثمرين الأجانب.