هبوط قياسي لسعر العملة الإيرانية يفاقم أزمة النظام

آلاف المعارضين الإيرانيين يتظاهرون في باريس مطالبين بإسقاط الحكومة، معبرين عن آمالهم في تؤدي سياسة أقصى الضغوط التي يتبناها ترامب إلى التغيير في البلاد.

طهران - هوى الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار اليوم السبت بعد أن رفض الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي إجراء محادثات مع الولايات المتحدة وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة فرض سياسة "أقصى الضغوط" على طهران.

وذكر موقع "الأنشاند دوت كوم" المتخصص في الصرف الأجنبي أن العملة الإيرانية تراجعت إلى 892500 ريال مقابل الدولار في السوق غير الرسمية اليوم السبت مقارنة مع 869500 ريال الجمعة.

وقال موقع "بازار 360 دوت كوم" إن الدولار يُباع مقابل 883100 ريال، فيما ذكر موقع "عصر نو" أن العملة الأميركية يجري تداولها عند 891 ألف ريال.

ويبحث الإيرانيون عن ملاذ آمن لمدخراتهم في مواجهة التضخم الرسمي الذي يبلغ نحو 35 بالمئة من خلال شراء الدولار وغيره من العملات الصعبة والذهب والعملات المشفرة، مما يشير إلى مزيد من التحديات للريال الإيراني.

وتشهد إيران منذ أعوام احتقانا اجتماعيا بسبب تراجع المقدرة الشرائية لفئات واسعة من الإيرانيين نتيجة الارتفاع السريع في أسعار أغلب المواد الأساسية وضعف الاقتصاد والفساد الحكومي وسوء الإدارة، بينما تشير تقارير إلى أن الأوضاع القاتمة دفعت بالعديد من مواطني الجمهورية الإسلامية إلى الفقر.

ويواصل الدولار ارتفاعه أمام العملة الإيرانية منذ أن كان يجري تداوله عند نحو 690 ألف ريال وقت إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني وسط مخاوف من إعادة فرض سياسة "أقصى الضغوط" على إيران وتمكين إسرائيل من ضرب مواقع نووية إيرانية.

وفي عام 2018 انسحب ترامب من اتفاق نووي أبرمه سلفه باراك أوباما سنة 2015 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية أميركية على إيران بعدما تم تخفيفها. وكان الاتفاق قد حد من قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم، وهي عملية يمكن أن تنتج مواد انشطارية تستخدم في الأسلحة النووية.

وخسر الريال الإيراني أكثر من 90 بالمئة من قيمته منذ إعادة فرض العقوبات في عام 2018. واحتج الآلاف من العمال الإيرانيين من قطاعات مختلفة في العديد من المناسبات في مظاهرات نددوا خلالها بارتفاع الأسعار، مطالبين بزيادات في الأجور ورواتب التقاعد تأخذ بعين الاعتبار التضخم غير المسبوق، بينما قمعت النظام الإيراني الاحتجاجات.

ودفعت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها البلاد إلى تزايد موجات هجرة المهندسين والأطباء والعاملين في القطاع الطبي خلال السنوات الماضية.

وفي سياق آخر تجمع آلاف المعارضين للسلطات الإيرانية، ومعهم أوكرانيون، في باريس اليوم السبت للمطالبة بإسقاط الحكومة في طهران، على أمل أن تؤدي سياسة أقصى الضغوط التي يتبناها ترامب إلى التغيير في البلاد.

ويأتي الاحتجاج الذي نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية مقرا والمحظور في إيران، في وقت يواجه فيه عضوان بالمجلس الإعدام الوشيك بعد الحكم على ستة آخرين بنفس العقوبة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقالت رئيسة المجلس المنتخبة مريم رجوي في كلمة لها "نقول إن نهايتهم قد حانت. مع أو دون المفاوضات، مع أو دون الأسلحة النووية، ترقبوا انتفاضة تطيح بكم".

ولوح أفراد من مختلف أنحاء أوروبا، جرى نقل غالبيتهم في حافلات للمشاركة في الاحتجاج، بالعلم الإيراني ورددوا هتافات مناهضة للحكومة ورفعوا صورا تسخر من الزعيم الأعلى علي خامنئي.

وانضم مئات الأوكرانيين إلى الاحتجاج، متهمين طهران بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على بلدهم.

وقالت إيرينا سيرديوك (37 عاما) إنها جاءت إلى باريس للتعبير عن تضامنها مع المحتجين في مواجهة عدو مشترك. وسيرديوك بالأساس من منطقة دونباس لكنها تعيش الآن بألمانيا، وكانت ممرضة لكنها تعمل الآن مترجمة.

وأضافت "أنا سعيدة برؤية هؤلاء الإيرانيين لأنهم معارضون. إنهم يدعمون أوكرانيا وليس الحكومة الإيرانية التي تمد روسيا بالأسلحة. نحن متحدون ويوما ما سيكون النصر حليفا لكييف والإيرانيين أيضا".

وكان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المعروف أيضا باسم منظمة "مجاهدي خلق"، مدرجا على قائمتي المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى عام 2012.