
دمشق تمنع قوات روسية من دخول قاعدة طرطوس
دمشق - منعت قوات وزارة الدفاع السورية قافلة عسكرية روسية خرجت من قاعدة "حميميم" الجوية بمحافظة اللاذقية من الدخول إلى قاعدة روسية أخرى في محافظة طرطوس في خطوة تأتي رغم تواصل السلطات الروسية مع القيادة السورية الجديدة لبحث مستقبل القاعدتين وكذلك النفوذ الروسي في البلد الذي كان تحت الهيمنة الروسية ابان حكم الرئيس السابق بشار الأسد.
وضمت القافلة الروسية 30 مركبة وآلية محملة بالصواريخ، حيث تحركت صباحا من قاعدة "حميميم" باتجاه طرطوس.
ولدى سيرها في طريق طرطوس أوقفت نقطة تفتيش عسكرية تابعة للدفاع السورية القافلة الروسية، حيث انتظرت القافلة لمدة 8 ساعات قبل أن تعود أدراجها إلى قاعدة "حميميم" حوالي الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي.
وكانت روسيا قد أعادت تموضع قواتها العسكرية في سوريا خلال ديسمبر/كانون الأول 2024، عقب العملية العسكرية التي أطلقتها الفصائل السورية لإسقاط نظام البعث.
وفي هذا الإطار، سحب الجيش الروسي قواته من عدة محافظات سورية إلى قاعدة "حميميم" التي بدأ باستخدامها بموجب اتفاق مع نظام بشار الأسد المخلوع في أغسطس/آب 2015، قبل أن يوسع وجوده فيها بعد عام واحد فقط من ذلك.
ومثل وجود القاعدتين في سوريا أحد أهم النقاط التي أراد الغرب تسويتها قبل تقديم الدعم للنظام الجديد في دمشق ورفع العقوبات. والشهر الماضي وصل إلى دمشق أول وفد رسمي روسي يزور سوريا منذ إطاحة بشار الأسد لبحث مستقبل القاعدتين.
وفي خطاب مختلف كشف وزير الدفاع الروسي مرهف أبوقصرة عن انفتاح بلاده على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية على طول الساحل السوري قائلا انه مع "أي اتفاق مع الجانب الروسي يخدم مصالح البلاد ويحقق المكاسب" فيما يعتبر ذلك بداية صفحة جديدة في العلاقات.
وكشف في حديثه لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الأسبوع الماضي عن وجود تقدم في العلاقات بين البلدين قائلا إن موقف روسيا تجاه الحكومة السورية الجديدة قد "تحسن بشكل ملحوظ" منذ سقوط النظام السابق. وشددا على أن دمشق تدرس المطالب الروسية مضيفا "في السياسة، لا يوجد أعداء دائمون".
وتابع "إذا حصلنا على مكاسب لصالح سوريا فلا مانع في احتفاظ روسيا بقاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية بطرطوس".
وشدد على انفتاح سوريا على دراسة اتفاقيات دفاعية مع عدة دول بما فيها روسيا مشددا على خوض مفاوضات حساسة مع كل من الولايات المتحدة وتركيا حول وضع القواعد العسكرية.

وقبل إطاحة الفصائل الأسد، كانت روسيا أحد أبرز داعمي الرئيس السوري المخلوع دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا. وتسعى موسكو الآن لضمان مصير قاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدتها الجوية في حميميم في سوريا، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفييتي السابق، في ظل السلطات السورية الجديدة.
وهيئة الشام التي يقودها أحمد الشرع محظورة في روسيا حيث تصنف منظمة "إرهابية". وقال الشرع في ديسمبر/كانون الأول خلال مقابلة مع "العربية" إن "هناك مصالح استراتيجية عميقة بين روسيا وسوريا. السلاح السوري كله روسي وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية"، متابعا "لا نريد أن تخرج روسيا من البلاد بالشكل الذي يهواه البعض".
ودعمت موسكو سوريا منذ الأيام الأولى للحرب الباردة معترفة باستقلالها في عام 1944 حين سعت دمشق إلى التخلص من الاستعمار الفرنسي. ولطالما اعتبر الغرب سوريا تابعا للاتحاد السوفييتي.
ومع انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1991، أغلقت الكثير من المنشآت العسكرية الروسية أبوابها. إلا ان موسكو أبقت على قاعدتها البحرية في طرطوس مع تقليص حجمها وقدراتها.
وتغير الوضع في العام 2010 مع انتهاج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سياسة أكثر طموحا، فزادت موسكو إنفاقها العسكري لتحديث جيشها وبدأت ورشة أشغال لتمكين طرطوس من استقبال سفن كبيرة.
وتسارعت الأمور في 2015 عندما وفرت روسيا جيشها وجماعة "فاغنر" المسلحة لدعم استمرار حكم الأسد، فيما أشارت وسائل إعلام روسية في تقارير سابقة إلى أن 1700 جندي يتواجدون في القاعدة العسكرية بطرطوس.