حزب الله يضغط لعودة إيران إلى الساحة اللبنانية

الجماعة الشيعية التي تعيش فترة ضعف واضح تكابد في استعادة نفوذها، وتحاول إيجاد طريق لإبقاء قنوات الدعم الإيراني مفتوحة.

بيروت – طالب حزب الله الأحد الدولة اللبنانية بالتراجع عن منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، في محاولة لاستمرار قنوات التواصل مع إيران التي تمده بالدعم على مختلف المستويات، لاسيما في الفترة الراهنة التي يعد فيها الحزب في أضعف حالاته.

ولا يستبعد متابعون أن تكون التظاهرات الاحتجاجية على القرار لمناصري الحزب قرب المطار، كانت بأوامر غير معلنة من قبل قيادات الحزب وإيران نفسها، وقد شهدت أعمال عنف وإغلاق الطرق المؤدية إليه، بهدف الضغط على السلطة اللبنانية للاستجابة لمطالب الحزب تحت ذريعة عدم الانصياع لأوامر اسرائيل التي هددت باستهداف المطار إذا سمح لبنان بهبوط الطائرات الإيرانية.

وطالب الحزب في بيان الدولة "بالتراجع عن قرارها بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت واتخاذ إجراءات جدية لمنع العدو الإسرائيلي من فرض إملاءاته والتعدي على السيادة الوطنية".

ويسعى لبنان الجديد إلى ضبط العلاقات مع ايران بعيدا عن التدخلات التي كانت في السابق وارتهنت قرارات الدولة اللبنانية، غير أن حزب الله لا يعبأ بمصالح البلاد التي جرها إلى حرب مع اسرائيل.

وهذا كان واضحا في خطاب القسم للرئيس اللبناني جوزاف عون لبناء علاقات متوازنة تحصن لبنان من التدخلات الخارجية وتعزز سيادته.

وحمل خطاب القسم الذي أدلى به الرئيس اللبناني الكثير من المضامين اللافتة، أبرزها تأكيده على "التزام لبنان الحياد الإيجابي" وتجاهله عبارة "المقاومة"، أو ما يؤشر إليها، خلافاً للخطابات التي طبعت العهود السابقة التي كانت تحت ضغط حزب الله وإيران كما أكد عون العمل على "تثبيت حق الدولة في احتكار حمل السلاح".

وأفاد مصدر أمني السبت بأن السلطات اللبنانية قررت منع طائرتين كان مقررا أن تقلعا الخميس والجمعة من طهران من التوجه إلى مطار بيروت، بعد تبلّغ تحذير من الجانب الأميركي بأن إسرائيل "سوف تستهدف" المطار في حال هبوطهما.

وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم الكشف عن هويته "نقل للدولة اللبنانية عبر الأميركيين أن إسرائيل سوف تستهدف المطار في حال جاءت الطائرة الإيرانية (الخميس) إلى لبنان".

وأضاف "أبلغ الجانب الأميركي الجانب اللبناني أنّ الإسرائيلي جادّ في تهديده، وبناء على هذا التهديد طلب وزير الأشغال بعد التنسيق مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية حجب الأذن ومنع توجهها إلى مطار بيروت وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي".

وتابع المصدر أن السلطات اللبنانية اعتبرت أنّ "الحل الأمثل هو ألا تهبط هذه الطائرة لكي لا يتعرّض المطار للخطر مع أنّ الأمن اللبناني يفرض تفتيشا مشددا على الطيران الإيراني". وقال إن رحلة أخرى كانت مقررة الجمعة من طهران ألغيت للأسباب نفسها أيضا.

واعتبر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام السبت أن "سلامة مطار بيروت هي فوق أي اعتبار وسلامة المسافرين وأمن اللبنانيين هي مسألة لن نتسامح فيها".

وأفاد مسؤول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت فرانس برس الخميس بأن "المطار تلقى طلبا من وزارة الأشغال العامة والنقل بإبلاغ خطوط ماهان الإيرانية بعدم استقبال رحلتين تابعتين لها إلى بيروت، واحدة كانت مقررة مساء الخميس وأخرى الجمعة".

وأضاف "أُرجئت الرحلتان الى الأسبوع المقبل"، من دون تحديد السبب.

وجاء منع هبوط الطائرة غداة تحذير أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للغة العربية، من أن فيلق القدس وحزب الله "يستغلان.. على مدار الأسابيع الأخيرة مطار بيروت الدولي من خلال رحلات مدنية، في محاولة لتهريب أموال مخصصة لتسلح حزب الله".

ونفى حزب الله ومسؤولون لبنانيون مرارا اتهامات باستخدام الحزب المطار من أجل نقل وتخزين سلاح من طهران. وعززت الأجهزة الأمنية بإشراف الجيش اللبناني خلال المواجهة الأخيرة بين الحزب وإسرائيل إجراءات الرقابة والتفتيش في المطار لضمان عدم استهدافه.

وتعرّض موكب لقوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) الجمعة لهجوم على طريق المطار، ما أدّى إلى إصابة اثنين من ضباطها بجروح أحدهما نائب قائدها المنتهية ولايته، بينما كان عشرات من مناصري حزب الله يقطعون الطريق المؤدي إلى المطار.

وتعليقا على هجوم الجمعة على اليونيفيل، قال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا في تصريح لقناة الميادين إن "ما حصل مع قوات اليونيفيل أمر غير مقبول"، مضيفا أن "حزب الله ليست له علاقة في هذا الأمر ولا يقبل به".

وأوقفت السلطات اللبنانية أكثر من 25 شخصا على خلفية هذا الهجوم، على ما أعلن وزير الداخلية أحمد الحجار السبت.

وأعربت السعودية الأحد في بيان نشرته وزارة الخارجية على موقع إكس عن "دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة محاولات العبث بأمن المواطنين اللبنانيين، والتعامل بحزم مع الاعتداء على قوة الأمم المتحدة اليونيفيل".