صنصال يدخل في اضراب عن الطعام

محامي الكاتب الفرنسي الجزائري يعبر عن قلقه بشأن صحته ويقول إن اضراب موكله عن الطعام يأتي بعد حرمانه من اختيار محاميه.

باريس - بدأ الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2024، الاثنين إضرابا عن الطعام، وفق ما أعلن محاميه، موضحا أنه حصل على هذه المعلومات من مصدر قضائي.

وقال فرانسوا زيمراي محامي صنصال، مؤكدا معلومات نشرتها صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية "أنا قلق بشأن صحته وكذلك بشأن إمكانية إجراء محاكمة عادلة له"، مشيرا إلى أن بروتوكول العلاج الذي كان يتبعه الكاتب الفرنسي الجزائري قد توقف.

وفيما أوضح أنه لم يحصل على تأشيرة السفر إلى الجزائر لمقابلة موكله، قال إن بوعلام صنصال اتخذ هذا القرار "بسبب الضغوط التي مورست عليه لتغيير المحامين"، مضيفا "لا يبدو أن التوازن في التعبير عن دفاعه ولا ضبط النفس في مواجهة الحملة المسعورة التي تعرضت لها في بعض وسائل الإعلام الجزائرية ولا احترام الإطار القضائي في هذا البلد، قد تم تقديره من قبل نظام يصر على رفض منحي تأشيرة دون سبب وجيه، مما يحرم صنصال من الدفاع الذي يختاره ".

وتم القبض على صنصال أحد منتقدي الحكومة الجزائرية ومؤلف كتاب 'قسم البرابرة' و '2084: نهاية العالم" في مطار الجزائر يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني. وتجري محاكمته بموجب المادة 87 أ من قانون العقوبات التي تعاقب "كعمل إرهابي أو تخريبي أي عمل يستهدف أمن الدولة وسلامة أراضيها واستقرار المؤسسات وسير عملها الطبيعي ".

وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية ربما أخذت بشكل سيئ التصريحات التي أدلى بها بوعلام صنصال لوكالة الأنباء الفرنسية فرونتيير التي تتبنى حقيقة تاريخية تؤكد أن فرنسا اقتطعت أجزاء من الصحراء المغربية الشرقية لصالح الجزائر خلال فترة الاستعمار.

وأثار سجنه احتجاج العديد من المثقفين والكتاب الذين اعتبروا أن المحاكمة لا أساس لها من الصحة وأنها مبنية على الانتقام بسبب مواقف صنصال المنتقدة للنظام الجزائري. ونظم معهد العالم العربي ودار غاليمار للنشر وقفة تضامنية مع الروائي الفرنسي الجزائري المسجون.

ويعتقد على نطاق وسع أن صنصال ضحية للتوتر الناشئ والكامن بين فرنسا والجزائر وأنه جرى اعتقاله ضمن معركة لي أذرع بين البلدين وتصفية حسابات سياسية لا غير.

ورفضت الجزائر دعوات الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون وحكومته للإفراج عن صنصال كما شنت هجوما حادا على البرلمان الأوروبي الذي يضغط بدوره لإطلاق سراح الكاتب الفرنسي الجزائري.

وانتقد مجلس النواب الجزائري في يناير/كانون الثاني الماضي هجوما حادا على البرلمان الأوروبي متهما اياه بـ"التدخل" في الشؤون الداخلية للبلاد على خلفية دعوته للإفراج عن كافة معتقلي الرأي ومن بينهم الكاتب بوعلام صنصال الذي أعادته السلطات الجزائرية إلى السجن بعد خروجه من المستشفى على ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي أعرب عن قلق بلاده إزاء وضعه الصحي.

وانتقدت شخصيات وأحزاب جزائرية تدور في فلك السلطة دعوة البرلمان الأوروبي للإفراج عن المعارضين الذين يقبعون في السجون بسبب تعبيرهم عن آراء معارضة لسياسات الرئيس عبدالمجيد تبون.

مؤثران جزائريان يحاكمان في فرنسا بسبب مقاطع فيديو تدعو إلى العنف

من المقرر أن يمثل اثنان من المؤثرين الجزائريين متهمين بالدعوة إلى أعمال عنف على الأراضي الفرنسية والجزائرية عبر مقاطع فيديو على تطبيق تيك توك، أمام المحكمة الاثنين في فرنسا.

وفي بداية يناير/كانون الثاني، أوقف ثلاثة جزائريين وامرأة فرنسية جزائرية في فرنسا لنشرهم عبر الإنترنت محتوى يحض على الكراهية ودعوتهم إلى أعمال عنف.

وشكل ذلك مصدرا إضافيا للتوترات بين باريس والجزائر التي توترت علاقاتها في الأشهر الأخيرة ولا سيما بسبب وضع الصحراء المغربية وسجن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر.

وأدان وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو مساء السبت عدم تعاون الجزائر في ملف الهجرة، في موقف أعقب "عملا إرهابيا" داميا وقع في مدينة مولوز بشرق فرنسا.

وكان المشتبه به وهو جزائري يبلغ 37 عاما، قد صدرت في حقه مذكرة بمغادرة البلاد. واتهم روتايو الجزائر برفض عودته إلى بلاده في عشر مناسبات.

وتفاقم التوتر مع توقيف المؤثر الجزائري بوعلام "دوالمن" بعد بثه فيديو أثار جدلا عبر تيك توك. ورُحِّل "دوالمن" في طائرة إلى الجزائر في التاسع من يناير/كانون الثاني إلا أنه أعيد إلى فرنسا في اليوم ذاته.

وكان هذا الجزائري (59 عاما) الذي لديه 168 ألف متابع على منصة تيك توك، قد أوقف في 5 يناير/كانون الثاني في مونبلييه بجنوب فرنسا ووُضع رهن الاحتجاز.

وفي مقطع فيديو على تيك توك، كان دوالمن قد أدلى بتعليقات تتعلق بأحد معارضي النظام الجزائري، قدّمتها السلطات الفرنسية في البداية على أنها دعوة إلى القتل.

ومن المقرر أن يمثل المؤثر أمام المحكمة الاثنين في مونبلييه، بجنوب فرنسا، بتهمة "التحريض على ارتكاب جريمة".

وهناك مؤثر جزائري آخر على تيك توك يدعى "يوسف أ" (25 عاما) معروف باسم "زازو يوسف"، كان قد اعتُقل بشبهة الدعوة إلى شن هجمات في فرنسا ضد "معارضي النظام الحالي في الجزائر"، حسب القضاء الفرنسي.

ومن المقرر أيضا أن تحاكمه محكمة بريست (غرب فرنسا) بعد ظهر الاثنين بتهمة "التحريض العلني على الإرهاب".

وظهر "زازو يوسف" في مقطع فيديو نُشر على تيك توك في 31 ديسمبر/كانون الأول يدعو فيه إلى شن هجمات في فرنسا وأعمال عنف في الجزائر. وكان المشتبه به يعيش في فرنسا بموجب تصريح إقامة موقت.

وقالت شركة تيك توك إن الحساب الذي نشر منه الفيديو تم حظره بسبب نشره مقاطع عدة تنتهك قواعدها بشأن خطاب الكراهية.