أيوب لهنود: التقاء ثقافة البادية والمدينة في 'الدم المشروك' شد الجمهور
الرباط – يشارك المخرج المغربي أيوب لهنود في دراما رمضان 2025 بمسلسلين: "الدم المشروك"، الذي تدور أحداثه حول ثلاث أخوات يجتمعن بعد وفاة والدتهن لإدارة مشروعهن التجاري، لكن سرعان ما تشتعل الخلافات بينهن، وتتفاقم لتصبح أكثر عنفًا ودموية. ومع ظهور عدة شخصيات في حياتهن، بين من يدّعي البراءة، ومن يخفي أسرارًا، ومن يطمع في الإرث، تتعقد الأمور أكثر. أما المسلسل الثاني، "عين ليبرا"، فيغوص في العوالم الخفية للموضة من خلال قصة "نورة"، التي تجد نفسها في معركة تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، أجرى موقع "ميدل إيست أونلاين" حوارًا مع المخرج المغربي حول كواليس هذين العملين، اللذين أثارا ضجة كبيرة فور عرضهما في الأسبوع الأول من رمضان. وفيما يلي نص الحوار:
حدثنا عن مشاركتك في سباق دراما رمضان 2025؟
لا يوجد سباق بالمعنى التقليدي، وإنما أصبحت ثقافة "الترند" واجهة لصناعة الدراما. بالنسبة لي، الجمهور يشاهد معظم المسلسلات خلال رمضان، وهذا ما يجعل المخرجين يركزون على إنتاج أعمال خاصة بهذا الشهر، نظرًا للأجواء الحماسية التي ترافق المشاهدة.
كيف استطعت إنجاز مسلسلين في الوقت نفسه، "الدم المشروك" و"عين ليبرا"؟
لم يتم إنجازهما في الوقت نفسه، وإنما جاءت برمجتهما متزامنة. فمسلسل "عين ليبرا" صُوّر قبل عامين، بينما "الدم المشروك" تم تصويره هذا العام. إنجاز مسلسلين في آنٍ واحد أمر صعب للغاية، فكل عمل يحتاج على الأقل إلى ستة أشهر من التصوير، يليه مرحلة التوضيب، أما الكتابة فتحتاج إلى وقت أطول، مما يجعل تنفيذ مسلسلين في وقت واحد شبه مستحيل.
ما أبرز التحديات التي واجهتك أثناء تصوير هذين المسلسلين؟
التحديات دائمًا موجودة، وبالنسبة لي كان التحدي الأبرز هو تحقيق رؤيتي، خاصة فيما يتعلق بعالم القفطان المغربي، وهو ليس من المجالات التي أتحكم فيها بشكل كامل. مسلسل "عين ليبرا" تطلّب تقنيات محددة، لكننا تجاوزناها بفضل العمل الجماعي. أما "الدم المشروك"، فأحببت أجواءه، خصوصًا ارتباطه بالبادية وما فيه من لمسات كوميدية وتشويق. السيناريو كان قويًا بفضل مشاركة كُتّاب محترفين، مما سهّل عملية التصوير على الفريق الفني والتقني.
كيف ترى مستوى الكتابة الدرامية في الأعمال الرمضانية هذا العام؟
لم أتابع الكثير من الأعمال، لكن هناك مستوى واضح من التقدّم، خاصة في مسلسلي "الشرقي والغربي" و"رحمة"، سواء من حيث جودة الصورة وترتيب المشاهد أو الحبكة الدرامية. أرى أن مستوى الكتابة يتحسن، وهو ما يظهر جليًا في بعض المسلسلات الحالية.
ما الذي يميز مسلسل "الدم المشروك" عن بقية المسلسلات الرمضانية؟
لا أستطيع الجزم بذلك، فالجمهور هو من يحدد. ما زلت غارقًا في تفاصيله رغم انتهاء التصوير، لكن يمكن القول إن نقطة الاختلاف تكمن في التقاء عالمي البادية والمدينة، وما ينتج عن هذا التفاعل من أحداث وتطورات درامية.
هل كانت لديك أي اهتمامات خاصة أو رسائل اجتماعية ترغب في إيصالها من خلال مسلسل "عين ليبرا"؟
بما أن تصوير المسلسل تم قبل عامين، فإن الرؤية كانت مرتبطة بتلك المرحلة. لكن ما ركزت عليه بشكل أساسي هو عنصر التشويق، إذ وجهت طاقتي بالكامل لجعل العمل مشوقًا وجاذبًا للجمهور.
كيف تختار الممثلين لدراما رمضان؟ وهل تفضل العمل مع وجوه جديدة أم معروفة؟
أعتمد في الاختيار على الخبرة، رغم أنني لا أمتلك أعمالًا كثيرة حتى الآن. أرى أنه من الضروري إشراك الممثلين المحترفين إلى جانب الجيل الشاب الطموح، لذلك أحرص على تحقيق توازن بين فئة الممثلين ذوي الخبرة وفئة الوجوه الجديدة الساعية لإثبات نفسها.
هل ترى أن الدراما الرمضانية أصبحت وسيلة لطرح القضايا الاجتماعية في المجتمع المغربي؟
أي دراما ترتبط بالمجتمع بشكل أو بآخر، والجانب السوسيولوجي حاضر فيها دائمًا. من الضروري طرح القضايا المعاصرة، لكن الأهم هو أن تبقى الفكرة حية حتى بعد انتهاء عرض المسلسل، بحيث لا تموت بمجرد انتهاء الحلقات.
أيوب لهنود مخرج مغربي تخرج في المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، وحصل على شهادة في التصوير والإخراج. بدأ مشواره الفني عام 2011، وأخرج عدة حلقات من مسلسل "ساعة في الجحيم"، إلى جانب الفيلم التلفزيوني "العطب". كما أنجز ثلاثة أفلام سينمائية قصيرة: "السمكة"، الذي شارك في مهرجان فيستيماج، و**"سيئ"، الحائز على جائزة المدارس السينمائية في مهرجان مراكش، و"البيضة"**، الذي عرض في مهرجان نامور، وقسم "نظرة من إفريقيا" في مهرجان كليرمون فيران، ومسابقة كأس الفرنكوفونية. برز اسمه في الدراما التلفزيونية من خلال إخراج مسلسل "مول لمليح"، الذي عرض في رمضان 2022 على القناة الأولى المغربية، بالإضافة إلى عمله على عدة مشاريع درامية أخرى، من بينها "عرس الديب".