عقوبة السجن بحق صنصال قد تصل إلى 10 سنوات
الجزائر - طلبت النيابة العامة لمحكمة الجنح في الجزائر اليوم الخميس، السجن عشرة أعوام بحق الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بتهم عدة أبرزها "المساس بوحدة الوطن"، وفق وسائل إعلام جزائرية.
وذكرت أن وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح في الدار البيضاء (شرق العاصمة) طلب عقوبة 10 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري (نحو 7 الاف يورو) بحق بوعلام، وذلك "بتهم المساس بوحدة الوطن، إهانة هيئة نظامية، القيام بممارسات من شأنها الإضرار بالاقتصاد الوطني، وحيازة فيديوهات ومنشورات تهدد الأمن والاستقرار الوطني" بحسب موقع صحيفة "الشروق".
ويفترض أن يصدر الحكم في 27 مارس/آذار الجاري. وكان قُبض على بوعلام صنصال في مطار الجزائر في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقا لمحامي صنصال الفرنسي فرنسوا زيمراي، لم يسمح للكاتب بالاتصال بمحامٍ للدفاع عنه وفق الأصول. وفي 11 مارس/آذار، أعلن المحامي أنه "من الواضح أن بوعلام صنصال هو رهينة العلاقة المشتعلة بين فرنسا والجزائر".
وفي 25 فبراير/شباط، أكد نقيب المحامين في الجزائر محمد بغدادي في حوار مع صحيفة الوطن الجزائرية أن صنصال ألغى توكيلات جميع وكلاء الدفاع عنه وأنه يتابع علاجه من السرطان.
وأوضح بغدادي أن "صنصال وجه رسالة إلى قاضي التحقيق، هدفها سحب التوكيل من جميع محاميه، بمن فيهم زيمراي"، مشيرا إلى أنه "كتب أنه يريد الدفاع عن نفسه بمفرده".
وندّد زيمراي اليوم الخميس بـ"محاكمة ظلّ أقيمت في سرّية كاملة، من دون دفاع ولا تتوافق حتّى مع جوهر العدالة"، مذكرا بأنه أحال قضية موكله على "الهيئات المعنية في مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مع تقديم شكوى ضدّ الجزائر على خلفية" الاعتقال التعسفي للكاتب البالغ 80 عاما بحسب دار النشر الفرنسية "غاليمار" التي تتعاون معه.
وأوردت صحيفة "الشروق" أن المحققين عثروا في هاتف صنصال وحاسوبه على "محتوى وُصف بالإساءة إلى المؤسسات الدستورية والمدنية والعسكرية للدولة الجزائرية".
وجرت المحاكمة صباح اليوم الخميس في ظروف "طبيعية ودون أي إجراءات استثنائية" بحسب الصحيفة التي أكدت أن "المتهم الذي بدا في صحة جيدة" رفض الاستعانة بأي محام مفضلا الإجابة على أسئلة المحكمة بنفسه.
وأكد المصدر أنه "خلال استجوابه من قبل المحكمة، تمسك المتهم بإنكاره لأي نية للإساءة إلى الجزائر من خلال منشوراته، معتبرا أنها مجرد تعبير عن الرأي، كما يفعل أي مواطن جزائري" ومشيرا إلى "عدم إدراكه لما قد تحمله بعض عباراته من مساس بالمؤسسات الوطنية".
واستقبلت السلطات الجزائرية باستياء تصريحات الكاتب لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية المعروفة بقربها من اليمين المتطرف، والتي كرر فيها موقف المغرب القائل إن قسما من أراضي المملكة اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضمّ للجزائر وأثار توقيفه احتجاجات العديد من المثقفين والكتاب الذين اعتبروا أن محاكمته لا أساس لها.
وتم القبض على صنصال مؤلف كتاب 'قسم البرابرة' و'2084: نهاية العالم" في مطار الجزائر يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني وتجري محاكمته بموجب المادة 87 أ من قانون العقوبات التي تعاقب "كعمل إرهابي أو تخريبي أي عمل يستهدف أمن الدولة وسلامة أراضيها واستقرار المؤسسات وسير عملها الطبيعي ".
ورفضت الجزائر دعوات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته للإفراج عن صنصال كما شنت هجوما حادا على البرلمان الأوروبي الذي يضغط بدوره لإطلاق سراح الكاتب.
وتبع ذلك توقيف مؤثرين جزائريين مقيمين في فرنسا ومحاولة ترحيلهم إلى الجزائر التي رفضت استقبالهم، ثم حدوث هجوم بالسكين في مولوز بفرنسا منفذه جزائري أصدر القضاء في حقه أوامر ترحيل وتم رفض استقباله في الجزائر.
وأوقفت السلطات فجر اليوم الخميس في جنوب فرنسا المؤثر الجزائري بوعلام نعمان المعروف باسم "دوالمن" بغية إعادته إلى الجزائر التي سبق أن ردته بعد وصوله إلى أراضيها، بعدما حكم عليه بالسجن خمسة أشهر مع وقف التنفيذ إثر نشر شريط فيديو على "تيك توك" دعا فيه إلى معاقبة أحد معارضي النظام الجزائري بصرامة.