استثمارات إماراتية ضخمة تعزز الشراكة مع واشنطن في قطاعات حيوية
أبوظبي - التزمت الإمارات بإطار استثماري مدته 10 سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، وذلك بعد لقاء مسؤولين إماراتيين كبار بالرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع، ما من شأنه أن يعطي دفعة قوية للتعاون الاقتصادي بين أبوظبي وواشنطن، لا سيما بعد أن أبدت إدارة ترامب استعدادها لتدشين شراكة إستراتيجية مع الدولة الخليجية الثرية التي رسخت مكانتها كقطب مالي عالمي.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الإطار الجديد "سيزيد بشكل كبير استثمارات الإمارات الحالية في الاقتصاد الأميريكي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والطاقة والتصنيع".
ولم يوضح البيت الأبيض كيف ستصل استثمارات الإمارات إلى 1.4 تريليون دولار، مع الإعلان بالفعل عن بعض الصفقات التي تم الكشف عنها كجزء من الإطار.
وقال إن الصفقة الجديدة الكاملة الوحيدة هي على ما يبدو استثمار من جانب شركة الإمارات العالمية للألومنيوم في ما سيكون أول مصهر جديد في الولايات المتحدة منذ 35 عاما، مضيفا أن المصنع "سيزيد الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة للمثلين تقريبا".
وقال متحدث باسم الشركة في بيان "تطوير مصهر أولي في الولايات المتحدة جزء من طموحات شركة الإمارات العالمية للألومنيوم منذ عدة سنوات".
وتتطلع الإمارات، وهي منتج للنفط وشريك أمني منذ زمن طويل للولايات المتحدة، إلى تعميق علاقاتها الاستثمارية مع واشنطن وتبرز كبلد رائد على مستوى العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو أحد القطاعات التي تراهن عليها لتنويع اقتصادها بعيدا عن الطاقة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، التقى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالرئيس الأميركي السابق جو بايدن، في أول زيارة لرئيس إماراتي إلى البيت الأبيض، حيث ناقش الزعيمان تعميق التعاون في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والاستثمارات واستكشاف الفضاء.
وتعتبر صناديق الثروة السيادية الخليجية، بما في ذلك صندوق مبادلة التابع لحكومة أبوظبي والذي تبلغ قيمته 330 مليار دولار، من المستثمرين الكبار في الولايات المتحدة، كما أن ترامب وعائلته لديهم علاقات تجارية مع المنطقة.
وطلب ترامب في يناير/كانون الثاني من السعودية إنفاق ما يزيد على تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي على مدى أربع سنوات، بما في ذلك شراء معدات عسكرية، وقال هذا الشهر إنه من المرجح أن يقوم بأول رحلة له إلى الخارج إلى المملكة لإبرام اتفاقية استثمار.
ويأتي هذا الاتفاق، الذي قد يُبرم بين هذا الشهر أوالقادم، في وقتٍ تتزايد فيه أهمية دور السعودية، أكبر اقتصاد في العالم العربي، في السياسة الخارجية الأميركية. ومن المقرر أن تستضيف المملكة محادثات دبلوماسية حول أوكرانيا تضم الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع المقبل.
وقال البيت الأبيض اليوم الجمعة إن الاتفاق مع الإمارات جاء بعد اجتماع عقده ترامب يوم الثلاثاء مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد في المكتب البيضاوي وعشاء أقامه نائب الرئيس جيه.دي فانس وعدد من أعضاء الحكومة مع وفد الإمارات الذي ضم رؤساء صناديق الثروة السيادية وشركات إماراتية كبيرة.
ومن بين الشراكات التي سُلط الضوء عليها اليوم الجمعة، شراكة بين القابضة ''إيه.دي.كيو''، وهي صندوق صندوق ثروة إماراتي، وشركة الاستثمار المباشر الأميركية إنرجي كابيتال بارتنرز لمبادرة بقيمة 25 مليار دولار تركز على الولايات المتحدة للاستثمار في البنية التحتية للطاقة ومراكز البيانات. وكان قد أُعلن عن هذه المبادرة قبل يومين.
كما أعلنت شركة "إكس.آر.جي"، الذراع الاستثمارية لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، التزامها بدعم إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة من خلال الاستثمار في منشأة نيكست ديكيد لتصدير الغاز المسال في تكساس، وهو ما سبق أن أعلنته أدنوك العام الماضي أثناء حكم الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.