الشرع يزور تركيا والامارات بحثا عن دعم اقتصادي وسياسي
دمشق - أعلنت وزارة الخارجية السورية الأحد أن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى تركيا والإمارات الأسبوع المقبل حيث تأتي هذه الزيارة تأتي في وقت حساس بالنسبة للحكومة السورية الجديدة، التي تسعى لتحقيق استقرار اقتصادي وسياسي بعد التحديات التي واجهتها منذ سقوط النظام السابق بقيادة بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الاول الماضي.
ويهدف الشرع من هذه الجولة إلى تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي لحكومته من خلال عقد مباحثات مع المسؤولين في كل من تركيا والإمارات العربية المتحدة في ظل ضغوط العقوبات الدولية المستمرة.
وتعتبر هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى الإمارات منذ توليه السلطة عقب الإطاحة بنظام الأسد. وتعد أبوظبي من بين العواصم التي عبرت عن قلقها حيال القيادة السورية الجديدة. إلا أن هناك مؤشرات على تغير في المواقف السياسية، إذ يسعى الشرع إلى بناء علاقات جديدة مع الدول العربية الفاعلة في المنطقة، وفي مقدمتها الإمارات التي تُعد قوة إقليمية كبيرة.
ومن جهة أخرى، تربط أنقرة علاقات قوية مع الشرع، حيث كانت تركيا من الداعمين الرئيسيين للهجوم الذي أطاح بنظام الأسد. وفي ظل الدعم المستمر من قبل تركيا للسلطات السورية الجديدة، أصبح هناك توافق كبير بين الجانبين بشأن مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية التي تعصف بالمنطقة بما في ذلك التهديدات الإسرائيلية خاصة بعد التوغلات الأخيرة في الجنوب السوري.
وكانت تركيا قد عرضت المساعدة العسكرية واللوجستية للسلطات السورية الجديدة في مكافحة فلول النظام السابق وكذلك تنظيم داعش لكن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عبر عن عدم رغبته في الدخول في صراع مع الدولة العبرية على الأراضي السورية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد استقبل أحمد الشرع رسميا في فبراير/شباط الماضي، في أول زيارة رسمية للشرع إلى تركيا منذ توليه منصب الرئيس الانتقالي. وقد جرى اللقاء بعد أن وصل الشرع إلى أنقرة قادماً من السعودية، حيث كانت تلك الزيارة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين البلدين. وعلى الرغم من أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية السورية لم يتطرق إلى تفاصيل دقيقة حول الزيارتين المنتظرتين، فإن هناك آمالاً كبيرة في أن تسهم هذه الزيارة في توسيع نطاق التعاون في مختلف المجالات.
ويبدو أن الإمارات تسعى إلى إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة، خاصةً بعد التغيرات السياسية الأخيرة التي أعقبت سقوط نظام الأسد، الأمر الذي يفتح الباب أمام مزيد من التعاون مع الحكومة السورية الجديدة.
أما بالنسبة للعلاقة مع تركيا، فهي تسير بشكل أسرع في الوقت الحالي. فالعلاقات بين البلدين شهدت تقاربًا ملحوظًا خلال الأشهر الماضية، وتُعد زيارة الشرع إلى تركيا جزءًا من هذا التحول.
وتُعد تركيا واحدة من أهم الحلفاء الإقليميين للحكومة السورية الجديدة، إذ قدمت الدعم العسكري والاقتصادي بشكل مستمر. من خلال دعمها لهذه الحكومة، تهدف أنقرة إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في سوريا حيث سيكون ملف الاكراد وقوات سوريا الديمقراطية من بين الملفات المطروحة على الطاوية.
وكانت انقرة قد رحبت في السابق باتفاق بين الشرع وزعيم قسد مظلوم عبدي لكنها في المقابل لا تزال تنظر بعين الريبة للنفوذ الكردي.
وفي الوقت الذي تحاول فيه دمشق تعزيز علاقاتها مع الجيران، فإن التحديات السياسية والاقتصادية لا تزال قائمة. ومع استمرار الدعم التركي والعلاقات المستقبلية مع الإمارات، يبقى السؤال الأبرز هو مدى قدرة حكومة الشرع على الموازنة بين المصالح الإقليمية والدولية المعقدة، وتحقيق استقرار داخلي يساهم في إعطاء دفعة جديدة للاقتصاد السوري بعد سنوات من النزاع.