تقارير تثبت تورط إيران بتدريب مقاتلي بوليساريو واحتجازهم في سوريا

نائب جمهوري بالكونغرس الأميركي يعلن تقديم مشروع قانون لتصنيف جبهة بوليساريو "منظمة إرهابية" متهما روسيا وإيران باستغلال الجبهة لإيجاد موطئ قدم بأفريقيا.

واشنطن - كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن تورط جبهة "بوليساريو"، في الشبكات المسلحة التي دعمتها إيران في سوريا خلال السنوات الماضية، في تقرير جديد يضاف إلى عدة تقارير سابقة أكدت أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يقومون بتدريب مقاتلي الجبهة الانفصالية على استخدام أسلحة متطورة وتكتيكات عسكرية في معسكرات تقع في الجزائر أو في سوريا. استنادا إلى شهادات منشقين عن البوليساريو وتقارير استخباراتية.

وقالت الصحيفة الأميركية إن إيران دعّمت طوال السنوات الماضية، مجموعة واسعة من الجماعات المسلحة لتوسيع نفوذها الإقليمي؛ من بينها جبهة "بوليساريو" التي تتخذ من الجزائر مقرا لها.

ونقلت عن مسؤول إقليمي وآخر أوروبي، قولهما إن إيران دربت مقاتلين من جبهة بوليساريو، وأشار المصدران إلى أن قوات الأمن التابعة للسلطات الجديدة في سوريا تحتجز المئات من مسلحي الجبهة. وذلك في إطار مساعي سوريا لقطع شبكات تهريب الأسلحة والأموال المرتبطة بإيران في الشرق الأوسط.

وأوضح التقرير المعنون بـ"سوريا تسعى إلى قطع آخر شبكات تهريب الأسلحة والأموال المرتبطة بإيران" أن سقوط نظام بشار الأسد أتاح لحكومة سوريا الجديدة، بقيادة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، تفكيك ما تبقى من "الجسر البري" الإيراني الذي مكّن طهران من نقل السلاح والأموال إلى وكلائها، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني.
وشملت عمليات التفكيك إغلاق معابر تهريب رئيسية كانت تستخدمها هذه الشبكات، وكشف مستودعات أسلحة ضخمة ومصانع للكبتاغون، أحد مصادر تمويل حزب الله والنظام السابق. ووثّق معطيات ميدانية من مناطق مثل تدمر والقصير، ووصف جبهة "بوليساريو" بأنها "جماعة مسلحة".

وتعتبر العلاقة بين إيران وجبهة "بوليساريو" من الملفات الشائكة التي تثير جدلاً واسعاً في منطقة شمال أفريقيا، نظرا لتداعياتها السلبية ومخاطرها على المنطقة بأكملها، إذ أن دعم إيران للجماعات المسلحة في دول المنطقة حمل الفوضى والانقسام والحروب.

 وقد بدأت العلاقة بين الطرفين بشكل محدود في فترة الثمانينات، وتطورت تدريجياً مع مرور الوقت.
وتسعى إيران إلى توسيع نفوذها الإقليمي وإيجاد موطئ قدم لها في شمال أفريقيا، بينما تسعى جبهة بوليساريو إلى الحصول على دعم من أي دولة خصوصا مع خسارتها للكثير من داعميها السابقين الذين وجدوا أن لا مصلحة لهم في الاعتراف بجماعة انفصالية فاقدة للشرعية ومعاداة دول ذات ثقل استراتيجي في المنطقة مثل المغرب.

وتتذرع إيران أن علاقاتها مع بوليساريو تقتصر على الدعم "السياسي والإنساني"، ولا تتعدى ذلك إلى أي شكل من أشكال التعاون العسكري. وتزعم أن مقاتلي الجبهة الانفصالية يعتمدون على قدراتهم الذاتية في التدريب والتسليح، وهو ما أكدت تقارير دولية عديدة عدم صحته اضافة الى تاريخ ايران في الاعتماد على الجماعات المسلحة لمد نفوذها وسلطتها.

ويؤكد متابعون أن ممارسات ايران تحمل تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي. وقد يؤدي دعمها لبوليساريو إلى تصعيد النزاع المفتعل وزيادة التوتر بين المغرب والجزائر. كما قد يزيد من مخاوف الدول الغربية بشأن دور إيران في زعزعة الاستقرار في منطقة شمال أفريقيا.

وقبل يومين، أعلن نائب جمهوري بالكونغرس الأميركي، أنه سيقدم مشروع قانون لتصنيف جبهة بوليساريو "منظمة إرهابية" متهما روسيا وإيران باستغلال الجبهة لإيجاد موطئ قدم بأفريقيا.

وكتب النائب عن الحزب الجمهوري جو ويلسون وعضو لجنة الشؤون الخارجية ولجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي في تغريدة على "إكس"، "سأقدم مشروع قانون يصنف بوليساريو كمنظمة إرهابية".

وأضاف "‏إيران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعيان لإيجاد موطئ قدم في أفريقيا من خلال البوليساريو. اربطوا النقاط: محور العدوان".

وربط النائب مشروعه بدعم مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لحل نزاع الصحراء المغربية وجددت واشنطن دعمها له قبل أيام.

وأوضح النائب"‏أتفق مع وزير الخارجية ماركو روبيو على أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل العملي الوحيد لقضية الصحراء".

ويأتي تحرك النائب الجمهوري الموقف الأميركي الثابت من القضية المحورية بالنسبة للرباط، وذلك عقب تأكيد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة "تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء".

وخلال لقائه الثلاثاء، في واشنطن بنظيره المغربي ناصر بوريطة، قال روبيو إن بلاده "تدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والموثوق والواقعي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع".

وهو الموقف الذي أثار حفيظة الجزائر، إذ عبرت عن "أسفها" من تجديد الولايات المتحدة لموقفها الداعم "لسيادة المغرب على الصحراء المغربية"، ومخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته الرباط كحل وحيد للنزاع.

وكان المغرب قد اقترح الخطة لأول مرة عام 2007، وفي العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2020، أكد ترامب في ولايته الأولى دعم بلاده للمقترح المغربي، وقال إنه يعترف "بسيادة المغرب على المنطقة بأكملها".