واشنطن تضرب أحد مصادر تمويل الحوثيين
صنعاء - وجهت الولايات المتحدة ضربة جوية أسفرت عن تدمير ميناء رأس عيسي النفطي في محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والذي يعتبر شريانا ماليا للحوثيين في غارة أسفرت عن مقتل 74 شخصا وجرح أكثر من مائة اخرين في حصيلة مؤقتة مرجحة للارتفاع.
ويسعى الجيش الأميركي من وراء هذه الضربات إلى إضعاف الجماعة ومنعها من شن هجمات ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر باستغلال تلك الموانئ والنقاط التي تحولت لقواعد عسكرية في بعض الاحيان. وتورط الحوثيون من خلال الدعم المقدم عبر الموانئ وكذلك المطارات في تهديد الاستقرار الاقليمي والدولي بذريعة دعم الفلسطينيين واجبار اسرائيل على وقف حرب غزة.
وعقب الضربات التي أعلنت واشنطن مسؤوليتها عنها الخميس، استهدفت غارات جديدة هذه البنية التحتية الاستراتيجية، في حين لا تزال عمليات الإنقاذ جارية، بحسب الحوثيين.
وأفاد أنيس الأصبحي، الناطق باسم وزارة الصحة والبيئة التابعة للحوثيين، بـ"ارتفاع عدد القتلى والجرحى من العمال والموظفين في ميناء رأس عيسى النفطي إثر العدوان الأميركي على الميناء شمالي غرب محافظة الحديدة في حصيلة غير نهائية" مضيفا أن "الحصيلة مرشحة للزيادة، فهناك أشلاء مقطعة ما زالت عمليات التعرف إليها جارية".
وكان المتمردون الحوثيون أفادوا في حصيلة سابقة بمقتل 13 شخصا وإصابة 30 آخرين في ضربات أميركية على ميناء رأس عيسي النفطي ليل الخميس الجمعة، قبل أن يعلنوا لاحقا ارتفاع الحصيلة.
وفي لقطات بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين فجر الجمعة وقدمتها على أنها "أولى صور العدوان الأميركي" على الميناء النفطي، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن، بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما يبدو أنه حريق.
وأشار الأصبحي إلى أنّ "فرق الإنقاذ من الدفاع المدني وفرق الإسعاف تعمل بكل جهد للبحث وانتشال الضحايا واخماد الحرائق". وأعلن الحوثيون عن تظاهرات الجمعة ضد الضربات الأميركية ولنصرة الفلسطينيين في غزة.
وأعلن الجيش الأميركي أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وذلك في إطار قطع الإمداد والتمويل عن المتمرّدين الحوثيين.
وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية على منصة إكس أن "قوات أميركية تحرّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يشكل) مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات".
وأكدت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للحوثيين الضربات، وأفادت بـ"شن العدوان الأميركي اليوم، سلسلة غارات على ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الخميس أن شركة أقمار اصطناعية صينية تدعم هجمات الحوثيين في اليمن على المصالح الأميركية، وصرحت المتحدثة باسم الخارجية تامي بروس بأن "شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية… تدعم بشكل مباشر الهجمات الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران على المصالح الأميركية".
وأضافت أن "دعم بكين للشركة، حتى بعد محادثاتنا الخاصة معهم... مثال آخر على مزاعم الصين الفارغة بدعم السلام".
ولم تقدم بروس في البداية تفاصيل عن طبيعة دعم الشركة للمتمردين، لكنها أشارت لاحقا إلى "شركة صينية تقدم صورا أقمار اصطناعية للحوثيين".
وأعلن لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الجمعة أنه "منذ تصاعد الوضع في البحر الأحمر، أدّت الصين دورا نشطا في تخفيف حدة التوتر" قائلا إنه "ليس على علم" باتهامات واشنطن.
وصرّح منتقدا الولايات المتحدة "من يحاول لعب دور الوسيط وتعزيز المحادثات لتهدئة الوضع، ومن في المقلب الآخر يفرض عقوبات ويمارس الضغوط ويساهم في تأجيج الوضع؟ أعتقد أن المجتمع الدولي يعرف الجواب تماما".
وفرضت واشنطن عقوبات على شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية عام 2023 بعدما اتهمتها بتوفير صور عالية الدقة لشركة فاغنر الأمنية الروسية التي أدت دورا رئيسيا في حرب موسكو ضد أوكرانيا قبل أن يتم حلها.
وتتعرض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أن أعلنت واشنطن في 15 مارس/ آذار إطلاق عملية عسكرية ضد المتمردين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 مارس/آذار، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.
ومنذ 15 مارس/ آذار، استأنف الحوثيون أيضا هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها. وأعلن الجيش الإسرائيلي مرة جديدة صباح الجمعة اعتراض صاروخ أطلق من اليمن.
وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحوثيين المدعومين من إيران بالقضاء عليهم، محذّرا طهران من مواصلة دعمهم بينما وجهت اسرائيل بدورها تهديدات للجماعة وشنت هجمات في مرحلة سابقة.
وأعلنت الولايات المتحدة الخميس فرض عقوبات على مصرف يمني تشمل كبار مسؤوليه، مشيرة إلى دعم المؤسسة للمتمردين الحوثيين في اليمن.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن فرض العقوبات على "بنك اليمن الدولي" يشكّل استكمالا للجهود الحكومية الرامية إلى "وقف هجمات الحوثيين المدعومين من إيران ضد السفن التجارية في البحر الأحمر".
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو مساء الخميس أن "فرقاطة فرنسية دمرت طائرة دون طيار أطلقت من اليمن". وأضاف عبر منصة إكس "جيوشنا تواصل التزامها لضمان حرية الحركة البحرية".