واشنطن تحث الدول الأوروبية على حسم قرارها بشأن العقوبات على إيران
واشنطن – دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الدول الأوروبية أن تتخذ سريعا "قرارا مهما" بشأن "إعادة فرض العقوبات" على إيران، في ظل مخاوف من عدم ايفاء طهران بالتزاماتها بموجب الاتفاق الحالي.
ويهدف الاتفاق الذي أبرم عام 2015 بين الجمهورية الاسلامية والقوى الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وتضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا بالإضافة إلى ألمانيا ، لتخفيف العقوبات الغربية المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لمنعها من تطوير سلاح ذري.
وانسحبت واشنطن أحاديا من الاتفاق عام 2018 خلال ولاية دونالد ترامب الأولى وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. وردا على ذلك، خفضت السلطات الايرانية مستوى امتثالها له ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، وهي قريبة من نسبة 90 في المئة التي يتطلبها تطوير قنبلة ذرية.
وأضاف روبيو في تصريحات عقب اجتماع مع نظراء أوروبيين "علينا جميعا أن نتوقع أنهم على وشك تلقي تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشير إلى أن إيران لا تمتثل لواجباتها بل إنها قريبة بشكل خطير من حيازة السلاح النووي. أقرب من أي وقت مضى".
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الخميس خلال زيارة لطهران أن الوقت ينفد للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني. وأضاف متوجها لعدد من وسائل الإعلام الإيرانية "نحن في مرحلة حاسمة من هذه المفاوضات المهمة" موضحا "لدينا القليل من الوقت ولهذا السبب أنا هنا... لتسهيل هذه العملية".
وتشتبه الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل في أن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي، فيما تنفي طهران هذه الاتهامات وتدافع عن حقها في الحصول على الطاقة النووية لأغراض مدنية وخاصة الطاقة.
ومن المقرر أن تجري طهران وواشنطن في روما السبت محادثات جديدة بوساطة سلطنة عمان التي استضافت السبت الماضي جلسة أولى من المحادثات بين البلدين.
وفي تصريحات عشية جولة ثانية من المحادثات مع الولايات المتحدة قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الجمعة، إن إيران تعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي ممكن إذا تحلت واشنطن بالواقعية.
وأضاف عراقجي في مؤتمر صحفي بموسكو عقب محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "إذا أظهروا نوايا جدية ولم يقدموا مطالب غير واقعية فسيكون التوصل إلى اتفاقات أمرا ممكنا".
وسبق لموسكو أن لعبت دورا في المفاوضات النووية الإيرانية بصفتها عضوا دائم العضوية بمجلس الأمن الدولي وتتمتع بحق النقض (الفيتو) وباعتبارها أيضا أحد الأطراف الموقعة على اتفاق سابق انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى عام 2018.
وقال مسؤول إيراني بارز اليوم الجمعة إن إيران أبلغت الولايات المتحدة في محادثات الأسبوع الماضي أنها مستعدة لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم لكنها تحتاج إلى ضمانات قوية بأن الرئيس دونالد ترامب لن يتخلى مرة أخرى عن الاتفاق النووي.
ويهدد ترامب بمهاجمة طهران إذا لم تبرم اتفاقا مع واشنطن بشأن برنامجها النووي الذي تقول إيران إنه لأغراض سلمية، بينما يقول الغرب إنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية.
وأكد الرئيس الأميركي للصحفيين حين سئل عما إذا كان سيفكر في السماح لطهران بالاحتفاظ ببرنامج نووي مدني "أنا مع منع إيران، بكل بساطة، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك هذا السلاح. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة".