الفصائل العراقية تتحضر لضربة اسرائيلية محتملة لإيران عبر كردستان

أوساط سياسية وأمنية في إسرائيل تعتبر أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية لا يهدف فقط إلى وقف المشروع النووي، بل قد يؤدي إلى انهيار النظام في طهران.

بغداد - تتزايد مخاوف الفصائل العراقية من سيناريو محتمل يتحدث عن إمكانية توجيه ضربات ضد أهداف نووية أو عسكرية داخل إيران، باستخدام الأجواء العراقية وتحديدا أواء إقليم كردستان، في ظل تعثر المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، وعودة تلويح تل أبيب بتنفيذ ضربة عسكرية "كبيرة".

وتقول مصادر مطلعة إن الفصائل العراقية الموالية لطهران والتي تعتبر من بين أهم أذرعها في المنطقة، تتحضر لعدة سيناريوهات لمواجهة احتمال ضربة إسرائيلية ضد إيران، حيث تفكر أو تخطط للقيام بتحرك ضد إقليم كردستان إذا شنت إسرائيل ضربة ضد إيران عبر أجواء الإقليم رغم أن هذه الفرضية تفتقد للدقة.

وتفيد تقارير بأن الفصائل العراقية تتداول معلومات  بشأن احتمال هجوم إسرائيلي بري أيضا يستخدم أراضي كردستان، وبالتحديد من خلال تحريك الجماعات الكردية الايرانية المعارضة الموجودة  في الإقليم. وهناك سيناريو آخر أن هذه الفصائل قد تعيد إنتاج أو توجيه الاتهامات إلى إقليم كردستان بأنه يؤوي نشاطا إسرائيليا سريا، وأن هذا النشاط يستخدم لدعم الضربة الإسرائيلية المحتملة ضد إيران.

وتأتي هذه المزاعم رغم أن وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، أكد قبل أيام أن لا نشاط للجماعات الكردية المعارضة للنظام الإيراني، وأنه تم نزع سلاح هذه الجماعات
وعلى الضفة المقابلة تتحدث وسائل إعلام اسرائيلية أن تل أبيب ترى أن نافذة الفرصة لإيقاف البرنامج النووي الإيراني تضيق بسرعة، وتشير تقديرات إلى أن المؤسسة العسكرية باتت تملك القدرة العملياتية على تنفيذ ضربة ضد طهران، رغم التحذيرات من أن النجاح الكامل يتطلب تنسيقًا أميركيًّا.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فإن أوساط سياسية وأمنية في إسرائيل تعتبر أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية لا يهدف فقط إلى وقف المشروع النووي، بل قد يؤدي إلى انهيار النظام في طهران.

وترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن إيران تمر حاليًا بأضعف حالاتها داخليًّا، لكنها باتت أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك سلاح نووي، ما يستوجب عملاً عسكريًّا حاسمًا خلال أشهر قليلة، بحسب وسائل الإعلام الاسرائيلية.

غير أن صحيفة نيويورك تايمز، أوردت معلومات أخرى تقول أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوقف ضربة اسرائيلية مخطط لها في شهر مايو/ ايار وابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارته الاخيرة إلى واشنطن بذلك محذرا أن الولايات المتحدة لن تدعم اي ضربة اسرائيلية منفردة تستهدف المنشآت النووية الايرانية حاليا.

وهذا القرار كان مدعوما من نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيت ورئيسة المخابرات تولسي غابارد حيث حذر هؤلاء من اندلاع حرب اقليمية اذا تمت مهاجمة ايران.

من جهة أخرى أرسل قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال مايكل كوريلا سرا الى اسرائيل ليؤكد هذا القرار في حين أرسل مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف لمناقشة خطط مع الموساد لاستهداف البرنامج النووي الايراني بسبل أخرى غير العمل العسكري المباشر مثل التخريب وتشديد العقوبات الاقتصادية.

وجاء قرار ترامب بعد اجتماع حاد لمجلس الامن القومي عقد قبل 9 ايام بحسب موقع اكسيوس تم فيه مناقشة سبل التصدي لبرنامج ايران النووي وخلاله انقسم المجلس الى من يعارض الضربة العسكرية وهم نائب الرئيس ووزير الدفاع ومبعوث ترامب للشرق الاوسط ستيف ويتكوف بالإضافة الى الاعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون.

اما الفريق الاخر الذي يدعو لاستخدام القوة ضد ايران فقد ضم وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الامن القومي مايك والتز ورئيس مركز الابحاث مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات مارك دوبوفيتس بالاضافة الى عضوي مجلس الشيوخ ليندسي غراهام وتوم كوتون. وفي النهاية اختار ترامب الانحياز الى الفريق الاول ولو مؤقتا.

والملاحظ أن ترامب لم يرسل روبيو ليترأس المحادثات مع نظيره الإيراني عباس عراقجي لكنه ارسل ويتكوف مكانه. وهذه المحادثات بحسب تسريبات لصحيفة طهران تايمز الايرانية جرت في بيت وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي وجرى خلالها تبادل 10 وثائق بين عراقجي وويتكوف بوساطة البوسعيدي.

وكل هذه التطورات لم تمنع واشنطن من إرسال حاملة طائرات اخرى للشرق الاوسط بالاضافة الى قاذفات بي 2 - التي ستستخدم على الارجح لقصف المواقع النووية الايرانية في حال قررت واشنطن ذلك- وزيادة الامدادات العسكرية الامريكية لاسرائيل.