العراق يعيد تقييم جولات التراخيص النفطية
بغداد - وجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الأحد بضرورة إعادة تقييم تجربة جولات التراخيص بعد مرور 15 عامًا على إطلاقها، في خطوة للمحافظة على معدلات الإنتاج وتذليل العقبات أمام المستثمرين، في ظل المتغيرات التي يشهدها قطاع النفط والغاز.
وأكد السوداني، وفق مكتبه الاعلامي، في اجتماع مع ممثلي الشركات النفطية الأجنبية على ضرورة معالجة المعوقات التي تعترض سير تنفيذ المشاريع، مشددا على أن "الحكومة تستهدف تطوير الإنتاج ورفع كفاءة إدارة المكامن النفطية، من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة، وتحسين أداء المنشآت، وإنهاء عملية حرق الغاز المصاحب، وتحقيق الاستفادة المثلى منه، سواء في تشغيل محطات إنتاج الطاقة أو في دعم الصناعات الحيوية مثل البتروكيماويات، والأسمدة، والحديد والصلب".
وأشار إلى أن العراق يعمل على "تحسين بيئة عمل الشركات النفطية، وتعزيز الواقع الأمني في مختلف المواقع والمنشآت، وتطوير البنى التحتية"، مبينًا أن "البلاد أمام شراكة طويلة الأمد مع الشركات النفطية، وتحقيق الاستخدام الأمثل لثروة النفط والغاز بالشكل الذي يعود بالرفاهية على الشعب ويحقق أهداف التنمية".
ورغم احتواء العراق على احتياطيات هامة من النفط أو الغاز إلا انه لم يجر استغلال تلك الثروات الضخمة طيلة الحكومات المتعاقبة منذ العام 2003، فيما يتم الاعتماد بشكل كلي على الغاز المستورد من إيران، لتشغيل نحو 40 بالمئة من منظومته الكهربائية.
وتجدد الحديث في بغداد حول جولات التراخيص النفطية في ظل سريان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص بإنهاء الإعفاءات التي منحتها واشنطن لحكومة السوداني باستيراد الغاز والطاقة الكهربائية من طهران، وانعكاساته السلبية على العراق.
وتزود طهران بغداد بحوالي 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميا بما يغطي حوالي ثلث احتياجات البلاد، وهو ما يكفي لإنتاج نحو 6 آلاف ميغاوات من الكهرباء، إلا أن هذا الكم لا يكفي لتلبية احتياجات البلاد في أوقات الذروة.
ويطمح العراق الى تحقيق استقلاله في الطاقة بشكل واضح مع حلول سنة 2028، حيث أطلق في العام الماضي جولتي تراخيص في 12 محافظة، لتطوير 29 مشروعاً، معظمها في وسط وجنوب العراق، تشمل لأول مرة منطقة استكشاف بحرية في مياه الخليج بالعراق، وحصلت شركات صينية على النصيب الأكبر في جولتي تراخيص النفط والغاز، الخامسة التكميلية والسادسة.
وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي قد أكد في وقت سابق أن السلطات العراقية وضعت عدة سيناريوهات لمواجهة أي تطورات تتعلق بالموضوع، مشيرا إلى أن العراق سيلجأ في الفترة المقبلة الى استخدام منصات الغازالتي سيتم ربطها بأنبوب خاص بالمحطات الكهربائية في البصرة.
وخلال الأشهر الماضية، فقد العراق أكثر من 5500 ميغاواط نتيجة توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل، فيما لم تتمكن الحكومة من تعويض هذا النقص، ما أدّى إلى انخفاض ساعات التغذية في معظم مدن البلاد.