الرباط للكتاب يكرم محمد بن عيسى باستحضار 'بصماته' الخالدة
الرباط - تحت عنوان "بصمات في اتجاه الخلد"، التأمت الأحد مبادرة امتزجت فيها مشاعر العرفان والوفاء، وذلك في إطار الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، ندوة تكريمية للوزير والدبلوماسي الراحل محمد بن عيسى الذي وافته المنية في فبراير/شباط الماضي.
واستحضر المشاركون في اللقاء، الخصال المهنية والإنسانية للراحل بن عيسى الذي كان صاحب مسار استثنائي كرس حياته في خدمة التنمية بوطنه من مختلف المواقع التي اشتغل منها، سواء في المجال الثقافي أو الدبلوماسي أو في التدبير المحلي.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد في كلمة تلاها نيابة عنه صلاح الدين عبقري، الكاتب العام بالنيابة لقطاع الثقافة، أن الراحل محمد بن عيسى يعد رمزا بارزا من رموز الثقافة وعلما من أعلام التدبير العمومي والسياسة بالمملكة.
وأشار بنسعيد إلى أن المغرب والفضاء المتوسطي فقدا برحيل بن عيسى "شعلة مضيئة في سماء الدبلوماسية والثقافة والفكر والحوار"، معتبرا أن الراحل كان رجلا فريدا في خصاله الإنسانية الرفيعة ورصيده الثقافي مترامي الأطراف، مبرزا في هذا الصدد الثقة المولوية التي نالها حيث تقلد مسؤوليات وزارية ودبلوماسية بكل كفاءة واقتدار.
وقال حاتم البطيوي الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة إن الراحل بن عيسى كان "رجل صبر وانفتاح"، وبذل من أجل مدينته أصيلة الغالي والنفيس إلى أن أصبحا "شمسا تشع في سماء المغرب والمنطقة العربية والعالم".
ولفت إلى أن ما قام به الراحل في أصيلة من منجز قوي كان يصب في خدمة الإنسان، حيث كان البعد الإنساني أساسيا في مسيرته إلى جانب البعدين الدبلوماسي والثقافي، مؤكدا أن "فكر الراحل ورؤاه ستظل مصدر إلهام لنا وللأجيال القادمة".
أما الأديب محمد الأشعري، فاستحضر السمات البارزة في شخصية الراحل محمد بن عيسى الذي كان "رجلا جريئا يستبق التطورات التي تحدث في العالم الثقافي"، تماما مثلما كان "يراهن على المستقبل حتى آخر أيام حياته".
ويستدعي الاحتفاء بذاكرة الراحل الوقوف عند معالم وصيته، خاصة فيما يتعلق بالاعتناء بالكتاب الذي كان عنصرا حيويا في تفكيره ومشاريعه، داعيا إلى التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والإعلاميين والمثقفين لجعل الكتاب في بؤرة الاهتمام الوطني، وفق الأشعري، مقترحا تأسيس متحف باسم الراحل في مدينة أصيلة يضم الأعمال الفنية التي تم إنجازها في إطار المحترفات الفنية التي ظلت على مدى سنوات تنظم في إطار موسم أصيلة الثقافي الدولي، بما يمكن من تخليد إرثه الثقافي.
والراحل محمد بن عيسى شغل، بعد أن أكمل دراسته بالقاهرة، عددا من المسؤوليات السامية داخل وخارج الوطن حيث كان وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون ما بين 1999 و2007، وسفيرا للمغرب لدى الولايات المتحدة ما بين 1993 و1999، ووزيرا للثقافة ما بين 1985 و1992. وكان الراحل أيضا عضوا بمجلس المستشارين ورئيسا لمجلس جماعة أصيلة.
وعرف عن بن عيسى عشقه للثقافة حيث ارتبط اسمه بموسم أصيلة الثقافي الدولي الذي شكل على مدى سنوات ملتقى للأكاديميين والخبراء والفنانين المغاربة والأجانب لمناقشة المواضيع الراهنة من مختلف المجالات.
وكانت أنشطة وفعاليات الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط بدأت، الجمعة، بتكريم عدد من الشخصيات والأسماء البارزة في مجالات الفن والثقافة والفكر من دول متعددة.
وكرمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في جناحها بالمعرض الممثل المصري يحيى الفخراني بجائزة "شخصية العام الثقافية"، كما كرمت الشاعر والأكاديمي المغربي محمد بنيس، والشاعر الكويتي أحمد العدواني، إضافة إلى الشاعر العراقي ياسين طه الحافظ واسم الشاعرين الراحلين عبدالله البردوني من اليمن وسليم النفار من غزة.
وقال المدير العام للمنظمة محمد ولد أعمر بهذه المناسبة إن "المنظمة لا تهدف فقط من خلال هذا الاحتفاء إلى تكريم رموز الأدب والشعر والثقافة وبما أبدعوه وخلدوه، بل إنها تسعى علاوة على ذلك إلى إعادة الاعتبار لموروثنا الأدبي، واستلهام قيمه النابضة بمعاني الحياة".
ويمتد المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط حتى السابع والعشرين من أبريل/نيسان الجاري، بمشاركة 756 عارضا بينهم 292 بشكل مباشر و464 بالوكالة يمثلون 51 دولة، فيما تحل إمارة الشارقة ضيف شرف هذه الدورة.