'حركة صحراويون' طريق ثالث يكتسب قوة بديلا لبوليساريو

النهج العملي للحركة وتناغمها مع الطرح المغربي لإنهاء نزاع الصحراء سلميا يكتسب قوة واعترافا بالحركة داخل الدوائر الدولية.

مدريد - تحيي حركة صحراويون من أجل السلام التي برزت كجبهة مناوئة لطروحات بوليساريو الانفصالية والتي عملت على مدار سنوات على فضح انتهاكات الانفصاليين لحقوق الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، اليوم الثلاثاء الذكرى الخامسة لتأسيسها، بينما تأتي هذه الذكرى السنوية مختلفة عن سابقاتها على وقع زخم الاعترافات الدولية بمقترح المغرب للحكم الذاتي حلا وحيدا واقعيا للنزاع في الصحراء وهو الخيار الذي تدعمه الحركة بقوة والتي انتهجت طيلة خمس سنوات من مسيرتها الواقعية السياسية في التعاطي مع نزاع تعمل الجزائر على إطالة أمده وتأجيجه.

وتأتي الذكرى الخامسة أيضا بينما تعيش جبهة بوليساريو عزلة متزايدة على وقع تفكك ما تبقى من أحزمة دعم وعلى إيقاع تبدل مواقف العديد من القوى التي انخدعت برواية ودعاية الجبهة الانفصالية التي قدمت نفسها كحركة تحرير وطني، على خلاف حقيقتها كتشكيل عصابي حاولت الجزائر أن توفر له مقومات الكيان الساعي لتقرير المصير.  

وأثبت الدعم الدولي لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وجاهة موقف الحركة التي أظهرت منذ تأسيسها انفتاحا على المقترح المغربي (الحكم الذاتي) كأساس للنقاش والحل الواقعي للنزاع المفتعل.

ويحسب لحركة صحراويون من أجل السلام اختيارها لطريق ثالث يؤمن بالواقعية السياسية في حل نزاع الصحراء بعيدا عن الطروحات الانفصالية والنزاع المسلح الذي تتمسك به جبهة بوليساريو تحت غطاء جزائري.

ونجحت الحركة على مدار خمس سنوات في ترسيخ صوت صحراوي جديد يهتم بالحل السياسي، حيث حرصت على اثارة انتباه المجتمع الدولي بخصوص حق الصّحراويين في تعددية سياسية تقطع مع زمن الاحتكار ومصادرة الآراء واستغلالهم في صراع اقليمي يسير عكس طموحاتهم، وفق بيان صدر بمناسبة احياء الحركة للذكرى الخامسة لتأسيسها.

وقالت إن "هذه الذكرى تصل وسط رصيد هام من النشاط السياسي عرف تنظيم ثلاث نسخ من الندوة الدولية للحوار والسلام في الصحراء الغربية، المحطات التي رسخت أهمية الحركة وكانت مناسبة لإعلان المواقف المؤيدة للمشروع السياسي الذي تقوده حركة صحراويون من أجل السلام وتقديم خارطة طريق لحل نزاع الصحراء، ما ساهم في ضخ دماء جديدة بخصوص القطع مع المشاريع المستحيلة والتوجه نحو الحل الممكن والواقعي".

وكانت الحركة تشير إلى مواقفها السياسية وإلى أهمية الدفع بحل واقعي يحقق طموحات الصحراويين ويخلصهم من هيمنة وسطوة ميليشيات بوليساريو التي مارست بحقهم شتى أنواع الانتهاكات وراء أسوار مخيمات تندوف وتحت حراب عصابات امتهنت الخطف والتعذيب والابتزاز واستخدام المساعدات الإنسانية الدولية في شراء الولاءات وحرمان معارضيها من أبسط حقوقهم.

وكانت حركة صحراويون من أجل السلام من أبرز الحركات والمنظمات التي كشفت ووثقت انتهاكات واسعة في مخيمات تندوف سواء من طرف عصابات بوليساريو أو حتى من قبل الدرك الجزائري الذي تستعين به الجبهة الانفصالية في اخماد أي مظاهرات مناهضة لها داخل المخيمات.

وقالت الحركة في بيانها "أبدت خلال السنوات الخمس دول ومنظمات وشخصيات سياسية وازنة على المستوى الدولي تأييدها ودعمها لحركة صحراويون من أجل السلام، حيث اعلنت منظمة الاممية الاشتراكية عن ضم الحركة كعضو بها، لتنظم بذلك الى 130 حزبا سياسيا يقود اغلبها حكومة بلده، كما قادت وفود من الحركة لقاءات سياسية رفيعة المستوى بأوروبا وأميركا اللاتينية وإفريقيا واهتم الاعلام الدولي والمغربي والموريتاني بمشروع حركة صحراويون من أجل السلام عبر لقاءات وحوارات ومقالات وتغطية متواصلة جسدت الاقتناع الواضح بتوجه وخطاب وافكار الحركة".

وخلصت إلى أنه و"بفضل انخراط ونضال أعضائها من قيادات واطر ومناضلين واصلت حركة صحراويون من أجل السلام مسيرتها على مدى خمس سنوات في الطريق نحو ترسيخ نفسها كطرف ثالث في ملف الصحراء الغربية، وقيادة مشروع يجمع شمل أهل الصحراء ويساهم في تسوية نهائية تضمن أمن واستقرار المنطقة."

ويمكن من خلال مسيرة الحركة القول إنها تمثل طريقا ثالثا بديلا لنهج العنف والفوضى والنزاع المسلح، وهو الطريق الذي يلقى تجاوبا دوليا لتناغمه مع الطرح المغربي في التعاطي مع النزاع المفتعل، اذ أظهرت المملكة طيلة السنوات الماضية قدرا كبيرا من ضبط النفس والتزاما بالمواثيق والقوانين الدولية ومن ضمنها اتفاق وقف اطلاق النار الموقع مع الجبهة الانفصالية في تسعينات القرن الماضي برعاية الأمم المتحدة وهو الاتفاق الذي تحللت منه بوليساريو بعودتها لرفع السلاح وتنفيذ عمليات إرهابية استهدفت مدنا في الأقاليم الجنوبية ومنها مدينة السمارة.

وكانت حركة صحراويون من أجل السلام التي برزت قبل خمس سنوات كصوت بديل لجبهة بوليساريو، قد نددت مرارا بإرهاب الجبهة الانفصالية وبانتهاكاتها الواسعة للمواثيق الدولية والإنسانية.

ويحسب للحركة التي باتت تحظى باهتمام الاعلام الدولي، تركيزها على السلام والحوار، فمن بين المبادئ الأساسية التي تأسست عليها هي السلم وتعزيز التعايش والمساواة والتوزيع العادل للموارد، مع إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان واعتمادها شعار "السلام والعدالة والوئام".

وتسعى الحركة جاهدة للحصول على اعتراف دولي وتفاعل مع الحكومات والمؤسسات والقوى السياسية لتعزيز رؤيتها لحل سلمي. وتبدو الظروف الحالية ملائمة أكثر من أي وقت مضى لتأخذ الحركة المكانة التي تستحقها لتناغم طرحها مع الدعوات الأممية والدولية لإحلال السلام ونبذ العنف سبيلا لحل النزاع المفتعل في الصحراء.

وكانت قد أعربت عن قلقها إزاء الأوضاع في مخيمات تندوف بالجزائر وانتقدت استغلال بوليساريو للوضع. واستمرت في الدفاع عن حقوق السكان الصحراويين في تلك المخيمات. كما دعت مرارا وتكرارا إلى وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط من جانب جبهة بوليساريو لتسهيل الحوار والتوصل إلى حل سلمي.

ويبدو أن النهج العملي للحركة وتركيزها على الحوار يكتسبان قوة واعترافا داخل الدوائر الدولية باعتبار أنها تعطي الأولوية للتوصل إلى تسوية سلمية ومتفاوض عليها للنزاع حول الصحراء وتقدم بديلا للصراع الطويل الذي افتعلته بوليساريو والجزائر مع المغرب.