ترامب سيعرض صفقة أسلحة ضخمة للسعودية

قيمة الصفقة تصل إلى 100 مليار دولار وهو عرض من المتوقع أن يعلنه الرئيس الأميركي خلال زيارته للرياض والمقررة في مايو القادم.

واشنطن/الرياض - قالت ستة مصادر مطلعة لرويترز إن الولايات المتحدة تستعد لعرض صفقة أسلحة على السعودية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، مشيرين إلى أن العرض من المقرر إعلانه خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة في مايو/أيار.

وتأتي هذه الصفقة بعد أن فشلت إدارة الرئيس السابق جو بايدن في التوصل إلى اتفاق دفاعي مع الرياض، ضمن صفقة شاملة كانت تتضمن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

ودفع التوتر الذي شهدته العلاقات الأميركية السعودية خلال فترة إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، الرياض إلى تعديل بوصلتها تجاه الشرق، معززة علاقات التعاون العسكري مع الصين على وجه التحديد.

وتعتبر صفقات الأسلحة الأميركية للسعودية جزءا أساسيا من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين لعقود طويلة. وبينما تهدف هذه الصفقات إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، فإنها تواجه أيضا تحديات وانتقادات تتعلق بالصراعات الإقليمية وملف حقوق الإنسان. وتستمر هذه الصفقات في التطور في ظل الإدارات الأميركية المتعاقبة والأوضاع الجيوسياسية المتغيرة.

وتعمل المملكة على تنويع مصادر تسلحها، لكن تبقى الولايات المتحدة أحد أكبر مصادرها بالنظر لعلاقات التحالف الاستراتيجية، بينما يتوقع أن تشهد نموا أفضل وأكثر موثوقية مع الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي يتبنى نهجا مختلفا في إدارة علاقات بلاده الخارجية مناقضا لسلفه بايدن.

وكان ترامب أعلن مطلع مارس/اذار أنّه سيزور السعودية اعتبارا من أبريل/نيسان، فيما ستصبح أول زيارة خارجية له منذ عودته إلى السلطة في 20 يناير/كانون الثاني.

وقبل نحو أسبوعين زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان واشنطن لبحث ترتيبات الزيارة وملفات التعاون بين البلدين.

والسعودية شريك وثيق للولايات المتّحدة في الشرق الأوسط واستضافت محادثات غير مباشرة بشأن أوكرانيا تقودها واشنطن. كما استضافت مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا أنهت ثلاث سنوات من القطيعة بين البلدين.

ومن المتوقع أن تدشن الرياض وواشنطن مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات بعد أن شهدت العلاقات في فترة إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن حالة من الفتور والتوترات على خلفية خلافات حول أكثر من ملف.

وتأخذ الرياض والدول الخليجية الحليفة للولايات المتحدة على الإدارة السابقة تراخيها في مواجهة التهديدات التي شكلها الحوثيون. كما انتقدت المرونة التي أبداها بايدن تجاه أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

ووجه الرئيس الأميركي السابق انتقادات عنيفة للحكومة السعودية ولولي العهد الأمير محمد على خلفية جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.

ووعد خلال حملته الانتخابية التي أوصلته لاحقا للرئاسة بجعل السعودية منبوذة ومعزولة، في تصريحات تعاملت معها المملكة بندية وتجاهلتها، بينما اتخذت سلسلة إجراءات قانونية وقضائية بحق منفذي جريمة قتل خاشقجي.

ونفى الأمير محمد أي دور له في تلك الحادثة، لكنه قال إنه يتحمل المسؤولية باعتبار أنها حدثت وهو في مركز المسؤولية.

وخفف بايدن لاحقا حملته على السعودية وزار جدة على أمل دفعها لزيادة انتاج النفط وخفض الأسعار، لكن الرياض التزمت باتفاق تحالف أوبك بلس الذي أقر تخفيضات كبيرة في الإنتاج، ما أعاد الاستقرار لأسعار النفط وزاد الضغوط على الولايات المتحدة مع ارتفاع الأسعار الاستهلاكية.

ومع انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، عادت العلاقات بين الرياض وواشنطن إلى سالف عهدها وسط توقعات بأن تشهد تحسنا أكبر على جميع المستويات.

ويبدي الرئيس الأميركي الجمهوري على خلاف سلفه الديمقراطي بايدن، مواقف حازمة تجاه إيران وأذرعها وتجاه التهديدات التي يشكلها الحوثيون على أمن الملاحة البحرية ودول المنطقة، وهي مواقف تؤيدها دول الخليج العربي التي اختبرت جهود السلام في اليمن واصطدمت بعناد عمق الأزمة وأبعد جميع الأطراف عن هدف انهاء الحرب التي تفجرت بعد سيطرة المتمردين على السلطة في اليمن بقوة السلاح.