'عاصم غاسل الصحون' قصة ملهمة تعيد للقارئ الثقة بنفسه
بيروت - صدر حديثا عن الدار العربية للعلوم ناشرون الطبعة الثالثة من رواية "عَاصِمْ غاسل الصحون الذي أصبح الرئيس التنفيذي" وهي تأليف مشترك لكل من د. معتز سوبجاكي وريان غصوب عيسى.
"عَاصِمْ غاسل الصحون الذي أصبح الرئيس التنفيذي" هل هي رواية أم كتاب في تطوير الذات؟ هذا السؤال يطرح نفسه كلّما أوغلنا في القراءة حتى إذا ما شارفت على النهاية يكون الجواب أن هذه الرواية تنتمي إلى هذين الحقلين المعرفيين في آن معاً؛ فمن جهة، ثمّة بنية روائية تتألف من أحداث وأمكنة وشخصيات وعلاقات تقوم بينها. ومن جهة ثانية، ثمّة أفكار وأدوات ومهارات، تمكّننا من إعادة إنتاج أنفسنا، كي نكون ما نريد، وذلك بخلاف ما كنا نعتقده سابقا.
وفي هذه الرواية التي جاءت في 285 صفحة يسرد سوبجاكي وغصوب عيسى حكاية كل لبناني أفرزت سياسة بلده واقعا مأساويا لا مستقبل فيه لأبنائه، "بطلها "عاصم" واحد من كثيرين من أبناء هذا الوطن الذين لم يجدوا حياة لائقة بعائلتهم ومستقبلهم، فكان الخيار الوحيد هو الهجرة.
مشى "عاصم" درب جلجلته وحيدا، غادر بلده بحثا عن حياة أفضل، تاركا وراءه خيانة الصديق وهجر الحبيبة وأخا صغيرا ينتظر منه تأمين نفقات علاجه الضخمة؛ فعمل في غسل الصحون على الرغم من حيازته الشهادة الجامعية، تدرَّج في العمل، وصعد سلّم الترقّي درجة درجة، حتى وصل إلى ما وصل إليه مديرا للمشاريع في أكثر من بلد، ورئيسا تنفيذيا لأكبر سلسلة مطاعم في بلدان عربية وأجنبية، إلا في بلده الذي خسره وأبقى الفاسدين على عرشه.
رواية "عَاصِمْ" هي منهج حياة لكل فرد يريد أن يصل إلى تحقيق أحلامه ولا يعرف من أين يبدأ، تحفل بالدروس والتجارب والخبرات والأمثلة من الحياة الواقعية، تعيد للقارئ الثقة بنفسه، وتسلّمه مفاتيح التغيير... وتقول له ما عليك سوى البدء بالخطوة الأولى.