إيران تسعى لترميم علاقاتها مع أذربيجان في ذروة توتر مع إسرائيل
باكو - بدأت اليوم الإثنين في باكو، محادثات بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان في سياق زيارة نادرة للأخير إلى البلد الذي كانت علاقته بطهران متوتّرة لسنوات طويلة، فيما يثير التقارب بين إسرائيل، العدو اللدود لإيران، وأذربيجان هواجس الجمهورية الإسلامية وترى فيه تهديدا لأمنها القومي.
ونشر مكتب علييف صورا لوصول مسعود بزشكيان يظهر فيها الرئيسان وهما يتصافحان مبتسمين إلى جانب علمي بلديهما المتجاورين.
ووقع الرئيسان على إعلان مشترك، تبعه توقيع الوزراء المعنيين على مذكرات تفاهم، شملت مجالات السياسة والنقل والتعليم والثقافة والتعاون الإعلامي.
ويأتي هذا اللقاء بعد يومين من وقوع انفجار قويّ في ميناء الشهيد رجائي في إيران أودى بحياة 46 شخصا على الأقلّ. وفي بيان الأحد، أعرب إلهام علييف عن "عميق الحزن"، عشيّة لقائه بنظيره الإيراني.
ويقام الاجتماع أيضا فيما تجري واشنطن وطهران محادثات بشأن الملفّ النووي الإيراني بوساطة سلطنة عمان.
وتعدّ أذربيجان، الجمهورية السوفييتية السابقة الواقعة في منطقة القوقاز في شمال غرب إيران حليفا مقرّبا من تركيا التي تتمتّع بنفوذ كبير في المنطقة على الصعيد الثقافي واللغوي. وتربطها بطهران التي تضمّ جالية أذرية كبيرة علاقات معقّدة منذ عدّة سنوات.
وفي مطلع 2023، تدهورت العلاقات بين البلدين بسرعة عندما اقتحم رجل مسلّح سفارة أذربيجان في طهران وقتل دبلوماسيا وأصاب حارسين، في حادثة أثارت خلافا دبلوماسيا بين البلدين.
وردّت باكو بإعلانها في أبريل/نيسان 2023 أربعة موظّفين في السفارة الإيرانية في أذربيجان أشخاصا غير مرغوب بهم. وبعد شهر، طردت طهران أربعة دبلوماسيين أذريين.
وتقيم أذربيجان علاقات وثيقة مع إسرائيل، العدّوة اللدود لطهران وأحد أكبر مزوّدي باكو بالأسلحة. وتخشى إيران من أن تلجأ الدولة العبرية إلى الأراضي الأذرية لشنّ هجمات تستهدفها.
ومن المسائل الخلافية الأخرى، مشروع ممرّ زنغزور للنقل على امتداد الحدود الإيرانية. وتسعى باكو بذلك إلى تأمين تواصل جغرافي مع جيب ناخيتشيفان التابع لها غربا والواقع بين أرمينيا وإيران وتركيا. لكن طهران تعارض أيّ تغيير عند حدودها قد يمسّ بنفاذها إلى أرمينيا المجاورة ومن ثمّ إلى أوروبا.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، نظّمت إيران وأذربيجان مناورات بحرية مشتركة في بحر قزوين، في مبادرة عكست تحسّن العلاقات بين البلدين.
وفاقم تعيين أذربيجان في العام 2023 أول سفير لها لدى إسرائيل التوتر مع جارتها إيران التي تتقاسم معها حدودا ممتدة. ولدى الدولة العبرية سفارة في باكو يعود افتتاحها إلى أوائل تسعينات القرن الماضي، فيما افتتحت الحكومة الأذرية مكتبا تجاريا في تل أبيب في عام 2021 وعززت حضورها بمكتب للسياحة عام 2022.
ومثلت إسرائيل داعما عسكريا أساسيا لأذربيجان في السنوات الأخيرة، واصطفت إلى جانبها في نزاعها مع أرمينيا حول منطقة ناغورني قره باغ. وتطورت العلاقات الإسرائيلية الأذرية إلى تعاون على أصعدة مختلفة، إذ توفّر باكاو حوالي 40 في المئة من واردات النفط للدولة العبرية.