هل تحل البطارية 'الذكية' أكبر مشاكل آيفون؟

آبل تطلق مشروعا مبتكرا لإطالة عمر بطارية هواتف آيفون باستخدام الذكاء الاصطناعي في تحديث 'اي او اس 19'، بالتزامن مع نيتها اطلاق جهاز فائق النحافة يفرض تحديات جديدة.

واشنطن - في ظل المنافسة الشرسة في سوق الهواتف الذكية، تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى إلى تقديم حلول مبتكرة لمشاكل المستخدمين اليومية، وعلى رأسها مشكلة عمر البطارية.

واعلنت شركة آبل، الرائدة في الابتكار، أعلنت مؤخرًا عن مشروع ثوري يهدف إلى إطالة عمر بطارية هواتف آيفون باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن تحديث "اي او اس 19" المرتقب في سبتمبر/ايلول القادم.

ويأتي هذا المشروع في وقت تستعد فيه الشركة لإطلاق هاتفها الجديد "iPhone 17 Air" الذي يتميز بتصميم فائق النحافة، ما يفرض تحديات إضافية على سعة البطارية.

منذ سنوات، ظل عمر البطارية هاجسًا يؤرق مستخدمي الهواتف الذكية، حيث تتطور قدرات الأجهزة وتزداد متطلبات التطبيقات، بينما تظل تقنيات البطاريات محدودة نسبيًا.

ومع توجه آبل نحو تصميم هواتف أكثر نحافة وخفة، كان لا بد من إيجاد حلول ذكية لتعويض انخفاض سعة البطارية الفعلية.

هنا جاء دور الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح اليوم حجر الأساس في استراتيجية آبل الجديدة لإدارة الطاقة.

حجر الأساس في استراتيجية آبل الجديدة لإدارة الطاقة

يعتمد النظام الجديد على منصة "Apple Intelligence" التي تقوم بجمع وتحليل بيانات استخدام الجهاز بشكل محلي، دون إرسالها إلى خوادم خارجية حفاظًا على خصوصية المستخدم. من خلال خوارزميات تعلم الآلة، يتعرف النظام على عادات المستخدم اليومية، مثل أوقات النوم والعمل، والتطبيقات الأكثر استخدامًا في أوقات معينة. بناءً على هذه البيانات، يقوم النظام بتقليل استهلاك الطاقة للتطبيقات غير الضرورية في الخلفية، ويضبط إعدادات الجهاز تلقائيًا مثل سطوع الشاشة وتحديثات التطبيقات.

أحد أبرز الابتكارات في هذا المشروع هو المؤشر الذكي الجديد الذي يظهر على شاشة القفل، ويعرض للمستخدم الوقت المتبقي حتى اكتمال الشحن بدقة عالية، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل نوع الشاحن ودرجة حرارة الجهاز ونمط الاستخدام الحالي.

هذا المؤشر يمنح المستخدم شفافية أكبر حول حالة البطارية، ويساعده في التخطيط لاستخدام الهاتف بشكل أفضل.

أما بالنسبة لهاتف "iPhone 17 Air" المنتظر، فقد كان التحدي الأكبر أمام آبل هو الحفاظ على عمر بطارية مقبول رغم التصميم فائق النحافة الذي لا يسمح بتركيب بطارية كبيرة. وللتغلب على ذلك، اعتمدت الشركة على عدة تقنيات متطورة، منها استخدام خلايا بطارية عالية الكثافة، ومعالجات أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى مودم جديد يوفر استهلاك البيانات بنسبة كبيرة. ومع ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن الشركة قد تطرح أيضًا غطاء بطارية خارجي كخيار إضافي للمستخدمين الأكثر احتياجًا للطاقة.

مقارنة بما تقدمه أنظمة أندرويد المنافسة، تبرز ميزة آبل في قدرتها على التكيف الديناميكي مع نمط حياة كل مستخدم، وليس فقط تفعيل وضع توفير الطاقة بشكل تقليدي. كما أن التكامل العميق بين العتاد والبرمجيات في أجهزة آبل يمنحها أفضلية واضحة في تحقيق الكفاءة القصوى.

من جانب آخر، لم تغفل آبل عن أهمية حماية بيانات المستخدمين، حيث تتم جميع عمليات التحليل والتنبؤ على الجهاز نفسه، مع تشفير كامل للبيانات الحساسة، مما يقلل من مخاطر الاختراق أو تسرب المعلومات.

يرى خبراء التقنية أن هذه الخطوة من آبل قد تشكل نقطة تحول في سوق الهواتف الذكية، خاصة مع توجه معظم الشركات نحو تصميم أجهزة أنحف وأخف وزنًا. ويتوقع أن تدفع هذه المبادرة باقي الشركات إلى الاستثمار أكثر في الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الطاقة، ليس فقط في الهواتف، بل في جميع الأجهزة الذكية.

ويبدو أن آبل تسعى من خلال مشروعها الجديد إلى تحقيق معادلة صعبة: تقديم تصميم جريء وأنيق دون التضحية بتجربة المستخدم اليومية.

 وبينما ستظل هناك تحديات تقنية قائمة، إلا أن الدمج الذكي بين الذكاء الاصطناعي والهندسة المتقدمة قد يفتح الباب أمام جيل جديد من الأجهزة الذكية التي تجمع بين الأداء العالي والاستدامة.